تناول الباحث سماحة السيد محمد علي بحر العلوم بحثاً بعنوان (السيرة النبويّة بين العصمة والبشريّة) ضمن فعّاليات مؤتمر دار الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) العلمي الدولي الثالث. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث لدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، والذي يعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). وشهدت فعّاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور مدير مكتب المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية الدكتور أفضل الشامي، وعددٍ من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدّسة ورؤساء أقسامها وشخصيات دينية ورسمية وأكاديمية. وقال بحر العلوم إن "حياة النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) تمثّل أنموذجًا وتطبيقًا عمليًا للدين وللإسلام، لذلك فهي تهمُّ الإنسان المسلم أينما كان وفي أيّ زمان، ولا بدّ أن تقرأ هذه السيرة العطرة قراءةً بتمعّن وبدقّة، لأنّها تمثّل المنهج الذي يسير عليه الإنسان في حياته، لذلك نحن في حاجة إليها دائماً". وأضاف أن "السيرة العطرة على مرّ الدهور علقت بها بعض الأوهام والأخبار من هنا وهناك، التي لا تتناسب مع مكانة النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) الذي وصفه الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وهذا التعظيم للنبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) قد لا يتناسب مع بعض المرويّات، لذلك هذا المؤتمر وأمثاله يعنى بتجديد النظر إلى السيرة وكيفية التعامل معها لتطبيقها في عالمنا المعاصر، ونحتاج دوماً إلى النظر فيها ومحاولة السير على خطاها".

وأوضح بحر العلوم أن "العتبة العباسية المقدسة في هذه السنين، تعتبر من معالم التغيير الثقافي العراق التي تأخذ دورًا كبيرًا في نشر ثقافة أهل البيت(عليهم السلام)، من خلال المؤسّسات التي تمتلكها والمهرجانات والمؤتمرات المفيدة التي تعقدها، من أجل ترسيخ هذه المبادئ"، مشيرًا إلى أن "دار الرسول الأعظم إحدى النوافذ المهمّة التي تتعلّق بدراسة حياة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ونتاجها".