المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

زاوية الانزلاق = زاوية الاستقرار الحرج angle of slip = angle of repose
4-11-2017
خلق اللغة
12-7-2016
حكم قراءة سورة بعد الحمد.
14-1-2016
Bioinformaticists
8-8-2017
فيرونيكة سورية، زهرة الحواشي Veronica syriaca
20-8-2019
الدفوع التي كانت للمدين الأصلي "المحيل" في حوالة الدين
5-12-2017


قتل عمرو بن عبد ود  
  
15223   10:14 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص116-119
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2015 3996
التاريخ: 31-01-2015 3523
التاريخ: 26-01-2015 3860
التاريخ: 1-5-2016 3068

جاء فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبي جهل ونوفل بن عبد الله بن المغيرة وهبيرة بن أبي وهب المخزوميان وضرار بن الخطاب الفهري تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق فصاروا إلى مكان ضيق فيه كان قد أغفله المسلمون فاكرهوا خيولهم فطفرت بهم فوق الخندق وجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع وصاروا هم والمسلمون على صعيد واحد .

قال ابن هشام والطبري : وخرج علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى اخذ عليهم الثغرة التي اقحموا منها خيلهم وأقبلت الفرسان عمرو ومن معه تعنق نحوهم نحو المسلمين وقد كان عمرو بن عبد ود قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد أحدا فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه فلما وقف هو وخيله قال من يبارز فبرز له علي بن أبي طالب فقال له يا عمرو انك كنت تعاهد الله ان لا يدعوك رجل من قريش إلى خلتين الا أخذت منه إحداهما قال أجل قال له علي فاني أدعوك إلى الله عز وجل وإلى رسوله وإلى الاسلام قال لا حاجة لي بذلك قال فاني أدعوك إلى النزال قال ولم يا ابن أخي فوالله ما أحب ان أقتلك قال علي ولكني والله أحب ان أقتلك فحمي عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره أو ضرب وجهه ثم اقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي (عليه السلام) وخرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت الخندق هاربة الخبر .

وقال الطبري في تاريخه والمفيد في ارشاده واللفظ مقتبس من كليهما وربما زاد أحدهما على الآخر : انتدبت فوارس من قريش للبراز منهم عمرو بن عبد ود بن أبي قيس أخو بني عامر ابن لؤي بن غالب وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب المخزوميان وضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري أخو بني محارب بن فهر قد تلبسوا للقتال ثم مروا بمنازل بني كنانة فقالوا تهيؤوا يا بني كنانة للحرب ثم اقبلوا تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق ثم تيمموا مكانا من الخندق فيه ضيق فضربوا خيلهم فاقتحمته وجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع وخرج أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها ، قال المفيد فتقدم عمرو بن عبد ود الجماعة الذين خرجوا معه وقد اعلم ليرى مكانه فلما رأى المسلمين وقف هو والخيل التي معه وقال هل من مبارز فبرز إليه أمير المؤمنين فقال له عمرو أرجع يا ابن الأخ فما أحب ان أقتلك فقال له أمير المؤمنين قد كنت يا عمرو عاهدت الله ان لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خصلتين الا اخترتها منه قال فما ذاك قال إني أدعوك إلى الله ورسوله والاسلام قال لا حاجة لي إلى ذلك قال فاني أدعوك إلى النزال فقال ارجع فقد كان بيني وبين أبيك خلة وما أحب أن أقتلك قال لكني والله أحب ان أقتلك ما دمت آتيا للحق فحمي عمرو عند ذلك وقال أ تقتلني ونزل عن فرسه فعقره أو ضرب وجهه حتى نفر واقبل على علي مصلتا بسيفه وبدره بالسيف فنشب سيفه في ترس علي (عليه السلام) فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) ضربة فقتله فلما رأى عكرمة وهبيرة وضرار عمرا صريعا ولوا بخيلهم منهزمين حتى اقتحموا الخندق لا يلوون إلى شئ وانصرف أمير المؤمنين إلى مقامه الأول وقد كادت نفوس الذين خرجوا معه إلى الخندق تطير جزعا وهو يقول :

نصر الحجارة من سفاهة رأيه * ونصرت رب محمد بصواب

فضربته فتركته متجدلا * كالجذع بين دكادك وروابي

وعففت عن أثوابه ولو انني * كنت المقطر بزني أثوابي

لا تحسبن الله خاذل دينه * ونبيه يا معشر الأحزاب

وفي السيرة الحلبية وغيرها ان عمرا لما عبر هو ومن معه الخندق قال من يبارز فقام علي وقال انا له يا نبي الله قال اجلس انه عمرو ثم كرر النداء وجعل يوبخ المسلمين ويقول أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها أ فلا يبرزن إلي رجل وقال :

ولقد بححت من الندا * ء بجمعكم هل من مبارز

اني كذلك لم أزل * متسرعا نحو الهزاهز

ان الشجاعة في الفتى * والجود من خير الغرائز

فقام علي وهو مقنع في الحديد فقال أنا له يا رسول الله قال اجلس انه عمرو ثم نادى الثانية ففعل مثل ذلك ثم نادى الثالثة فقام علي فقال انا له يا رسول الله فقال إنه عمرو فقال وإن كان عمرا وفي رواية أنه قال له هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل وهو اسم واد كانت له فيه وقعة فقال وانا علي بن أبي طالب فاذن له وأعطاه سيفه ذا الفقار والبسه درعه وعممه بعمامته وقال اللهم أعنه وقال إلهي أخذت عبيدة مني يوم بدر وحمزة يوم أحد وهذا علي أخي وابن عمي فلا تذرني فردا وأنت خير الوارثين . وقال ابن أبي الحديد جاء في الحديث المرفوع ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال ذلك اليوم حين برز إليه : برز الايمان كله إلى الشرك كله فبرز إليه علي وهو يقول :

لا تعجلن فقد أتا * ك مجيب صوتك غير عاجز

ذو نية وبصيرة * والصدق منجى كل فائز

اني لأرجو ان * أقيم عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يب‍ * في صيتها بعد الهزاهز

فقال له عمرو من أنت قال انا علي قال ابن من قال ابن عبد مناف انا علي بن أبي طالب فقال غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أشد منك فانصرف فاني أكره ان أهريق دمك فان أباك كان لي صديقا وكنت له نديما قال علي لكني والله ما أكره ان أهريق دمك فغضب وفي رواية أنه قال إني لأكره ان اقتل الرجل الكريم مثلك فارجع وراءك خير لك قال ابن أبي الحديد : كان شيخنا أبو الخير مصدق بن شبيب النحوي يقول إذا مررنا عليه في القراءة بهذا الموضع : والله ما أمره بالرجوع إبقاء عليه بل خوفا منه ، فقد عرف قتلاه ببدر واحد وعلم أنه ان ناهضه قتله فاستحيا ان يظهر الفشل فاظهر الابقاء والارعاء وانه لكاذب فيهما (اه) وهذا ظاهر من كثرة مطاولة عمرو ومحاولته ومدافعته المبارزة واستعماله عبارات العطف والحنان مثل ولم يا ابن أخي ؟ غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أشد منك ان أباك كان لي صديقا ونديما وكان بيني وبينه خلة فما أحب ان أقتلك اني أكره ان اقتل الرجل الكريم مثلك وكل هذا ظاهرا في إرادة التخلص والتملص بحيلة لا يظهر معها العجز وليس المقام مقام صداقة ومنادمة بينه وبين أبيه ولا مقام عطف وحنان فذلك له مقام آخر غير الحرب فعمرو الذي حارب يوم بدر حتى أثبتته الجراحة ونذر ان لا يمس رأسه دهن حتى يقتل محمدا قد بلغت به العداوة أشدها ولا فرق عنده بين محمد وابن عمه المحامي عنه الذي خرج لقتله وكون المبارز له كريما لا يمنع من مبارزته وقتله وما زال المبارز يقول لقرنة كفو كريم ويجعل ذلك داعيا لمبارزته وقد قال عتبة يوم بدر لحمزة وعبيدة وعلي لما انتسبوا له اكفاء كرام وبارزهم ولكن عمرا علم أن من قتل نصف المقتولين ببدر وفيهم الابطال الشجعان وقتل كبش الكتيبة بأحد وأصحاب اللواء وأكثر المقتولين بها لا بد ان يلحقه بهم إذا بارزه فلذلك أراد التخلص منه بصورة غير الهرب فلم يقدر .

فقال له علي يا عمرو انك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث الا قبلتها قال أجل قال فاني أدعوك ان تشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتسلم لرب العالمين ، قال يا ابن أخي أخر عني هذه فقال له اما انها خير لك لو اخذتها ، قال واخرى ترجع إلى بلادك فان يك محمد صادقا كنت أسعد الناس به وإن يك كاذبا كان الذي تريد قال هذا ما لا تتحدث به نساء قريش ابدا كيف وقد قدرت على استيفاء ما نذرت فإنه نذر لما أفلت هاربا يوم بدر و قد جرح أن لا يمس رأسه دهنا حتى يقتل محمدا ، قال فالثالثة قال البراز قال إن هذه لخصلة ما كنت أظن أن أحدا من العرب يروعني بها ولم يا ابن أخي ؟ فوالله ما أحب أن أقتلك فقال علي ولكني والله أحب أن أقتلك فحمي عمرو فقال له علي كيف أقاتلك وأنت فارس ولكن انزل معي فاقتحم عن فرسه فعقره أو ضرب وجهه وسل سيفه كأنه شعلة نار واقبل على علي فتنازلا وتجاولا فاستقبله علي بدرقته فضربه عمرو فيها فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه فضربه علي على حبل عاتقه فسقط .

وفي الارشاد : روى محمد بن عمر الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن الزهري قال جاء عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب ونوفل بن عبد الله بن المغيرة وضرار بن الخطاب في يوم الأحزاب إلى الخندق فجعلوا يطوفون به يطلبون مضيقا منه فيعبرون حتى انتهوا إلى مكان أكرهوا خيولهم فيه فعبرت وجالت خيلهم فيما بين الخندق وسلع والمسلمون وقوف لا يقدم منهم أحد عليهم وجعل عمرو بن عبد ود يدعو إلى البراز ويعرض بالمسلمين ويقول :

ولقد بححت من الندا * ء بجمعهم هل من مبارز

وفي كل ذلك يقوم علي بن أبي طالب ليبارزه فيأمره رسول الله (صلى الله عليه واله) بالجلوس انتظارا منه ليتحرك غيره والمسلمون كان على رؤوسهم الطير لمكان عمرو بن عبد ود والخوف منه وممن معه ومن ورائه فلما طال نداء عمرو بالبراز وتتابع قيام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال له رسول الله (صلى الله عليه واله) ادن مني يا علي فدنا منه فنزع عمامته من رأسه وعممه بها وأعطاه سيفه وقال له امض لشأنك ثم قال اللهم أعنه فسعى نحو عمرو ومعه جابر بن عبد الله الأنصاري لينظر ما يكون منه ومن عمرو فلما انتهى أمير المؤمنين إليه قال يا عمرو انك كنت في الجاهلية تقول لا يدعوني أحد إلى ثلاث الا قبلتها أو واحدة منها قال أجل قال فاني أدعوك إلى شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وان تسلم لرب العالمين قال يا ابن أخ أخر هذه عني فقال له اما انها خير لك لو أخذتها ثم قال فهاهنا أخرى قال ما هي قال ترجع من حيث جئت قال لا تحدث نساء قريش بهذا ابدا قال فهاهنا أخرى قال وما هي قال تنزل فتقاتلني فضحك عمرو وقال إن هذه الخصلة ما كنت أظن أحدا من العرب يرومني عليها اني لأكره ان اقتل الرجل الكريم مثلك وقد كان أبوك لي نديما قال علي لكني أحب ان أقتلك فأنزل ان شئت فأسف عمرو ونزل وضرب وجه فرسه حتى رجع قال جابر فثارت قترة فما رأيتهما فسمعت التكبير تحتها فعلمت أن عليا قد قتله فانكشف أصحابه (اه) وثوران الغبرة بينهما حتى حجبتهما عن الابصار دليل شدة المنازلة والمجاولة وانها بلغت أقصى درجات الشدة والا فما تبلغ مجاولة رجلين حتى تثير غبارا يغطيهما لا شك ان مقاومة عمرو بلغت أشدها ومجاولة علي بلغت اقصى ما  يتصور من الشدة حتى اثار ذلك غبارا حجبهما عن الابصار .

وفي رواية انه لما قتله كبر المسلمون فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) التكبير عرف ان عليا قتل عمرا قال جابر فما شبهت قتل علي عمرا الا بما قص الله من قصة قتل داود جالوت ، وقال مثل ذلك يحي بن آدم فيما رواه الحاكم في المستدرك واختلفت هذه الروايات في عدد الخلال التي كان عمرو يقول إنه لا يدعى إلى واحدة منها الا أجاب ففي بعضها اثنتان وفي بعضها ثلاث فيمكن ان يكون الراوي نسي واحدة منها وفي غير ذلك لا تنافي بينها فإنه ليس في

إحداها اثبات شئ نفته الأخرى وانما في إحداها السكوت عن شئ أثبتته الأخرى واتفقت منها روايات ابن هشام والطبري والمفيد على أن عليا (عليه السلام) لما رأى هؤلاء الستة عبروا الخندق بادر مع نفر من المسلمين إلى الثغرة التي اقحموا خيلهم منها فاخذها عليهم ورابط عندها ؛ وذلك أنه لم يكن في الحسبان ان أحدا من المشركين يستطيع عبور الخندق فلما عبره هؤلاء على حين غفلة بادر علي بمن معه ليمنعوا غيرهم لو حاولوا العبور وليكونوا في مقابل الذين عبروا فيدفعوهم ويقاتلوهم ويمنعوهم من الرجوع إلى عسكرهم ؛ وهذه منقبة انفرد بها علي (عليه السلام) في هذه الوقعة بمبادرته لحماية الثغرة واخذ نفر معه يعينونه ويرهبون العدو حين بدههم هذا الأمر الذي لم يكن في الحسبان وعلموا أن هؤلاء الذين اقتحموا الخندق بخيولهم واقدموا على ما كان يخال انه ليس بممكن وقابلوا ثلاثة آلاف من عدوهم هم من أشجع الشجعان ؛ ومن الذي يبقى ثابت العصب في مثل هذا الموقف المخيف فيواجه سبعة فرسان من أشجع الشجعان وراءهم جيش فيه عشرة آلاف مقاتل غير علي ومع ذلك فهو راجل اما النفر الذين جاؤوا معه فلم يكن الغرض من مجيئهم معه غير تكثير السواد والا فليس فيهم غناء ولا مساعدة فقد سمعت قول المفيد انه لما عاد إليهم بعد قتله عمرا وجدهم قد كادت نفوسهم تطير جزعا وخوفا فدل على أنه لما فارقهم علي وذهب لمبارزة عمرو وتركهم عند الثغرة بجانب الخندق ليحفظوها استولى عليهم الخوف والجزع وكادت نفوسهم تطير جزعا ، وجزعهم هذا الشديد لما فارقهم علي ليبارز عمرا يدل على أنهم بخروجه خرجوا واليه استندوا وعليه اعتمدوا وانه لم يكن في خروجهم معه فائدة الا تكثير السواد .؛وظاهر الروايات ان عليا ومن معه كانوا رجالة ولكن هذا الراجل صنع ما لم تصنعه ولم تستطعه الفرسان فاستنزل عمرا عن فرسه وقتله .

وحاصل المستفاد من مجموع الروايات ان عمرا لما عبر الخندق مع أصحابه وتقدم نحو عسكر المسلمين بادر علي ومعه جماعة فاخذ عليهم الثغرة التي عبروا منها ورابط عندها فان أرادوا قتاله قاتلهم وان أرادوا الرجوع منعهم وان حاول غيرهم العبور منعه ثم تقدم عمرو وأصحابه إلى جهة عسكر المسلمين وطلب عمرو المبارزة فلم يجبه أحد فلما سمعه علي ورأى أن أحدا لا يخرج إليه ترك مكانه من الثغرة وابقى فيه أصحابه الذين خرجوا معه إلى الخندق فقام بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) فقال انا له فإنه لم يكن ليبارزه بغير إذنه وانه انما لم يأذن له من أول الأمر رجاء أن يقوم إليه أحد فيبارزه فدافعه عن مبارزته مرة بعد مرة فلما رأى أنه لم يقم إليه أحد بعد تكرير النداء أذن له وانما فعل ذلك ليخفف عن علي ويدخره لمهام كثيرة عظيمة أو انه أراد أن يظهر فضله على غيره مع علمه انه لا يقوم إلى عمرو أحد غيره بما رآه من ظاهر حالهم ثم أذن له في مبارزته فبارزه وقتله وجاء برأسه ثم عاد إلى مقامه الأول من الثغرة لأن الخطر لم يرتفع ولم يؤمن عبور غير عمرو وأصحابه منها فوجد الذين تركهم عند الخندق قد استولى عليهم الخوف والجزع وقد كادت نفوسهم تطير جزعا لأنهم يخافون من رجوع عمرو ومن معه إليهم ومن هجوم أحد من المشركين عليهم كما فعل عمرو ومن معه فلما عاد علي إليهم وقد قتل عمرا اطمانت نفوسهم .

ما فعله علي بعد قتله عمرا ثم إن عليا بعد قتله عمرا قطع رأسه واقبل به إلى النبي (صلى الله عليه واله) ووجهه يتهلل فألقاه بين يديه وعاد مسرعا إلى مكانه الذي كان فيه من الثغرة وقتل

ابنه حسلا ولحق هبيرة ففاته وقتل نوفلا في الخندق .

وفي الارشاد بسنده عن الحسن البصري ان عليا لما قتل عمرو بن عبد ود اخذ رأسه وحمله فألقاه بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) فقام أبو بكر وعمر فقبلا رأس علي وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) اليوم نغزوهم ولا يغزوننا ؛ ورواه غير المفيد أيضا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.