أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-24
144
التاريخ: 2024-09-28
247
التاريخ: 2023-10-25
915
التاريخ: 2024-08-03
458
|
وأَقَضَّتْ هذه الانتصارات مضجع كسرى أنو شروان، وجاءَه رُسُلُ القوط يحثونه على القتال (1) ،فجهز جيشًا كثيفًا وأغار فجأةً على سورية، واحتل ثغورها على الفرات، وأباح لعساكره النهب والسبي، ففعلوا، ثم تقدم نحو منبج Hierapolis فاشترى أهلها الأمان بألفي دينار فضة، ونهض كسرى إلى أنطاكية، وكان جرمانوس أحد أنسباء يوستنيانوس قد رابط فيها بثلاثمائة جندي، وأقام ينتظر وُصُول بقية الجيش الإمبراطوري، وكان منذ أن دخلها قد باشر تحصينها وترميم أسوارها وقلاعها، وكان موقع أنطاكية عند العاصي، بما يحيط بها من صخور وحواجز طبيعية أُخرى فضلًا عن الحصون الصناعية؛ معقلًا منيعًا، ولم يكن في جهاز الدفاع عنها إلا ثغرة واحدة عرفها جرمانوس وأراد تلافيها، غير أَنَّ الضباط الذين كانوا حوله اشتدَّ بهم الخوف لَدَى وصول كسرى فهربوا إلى قيليقية، وهبَّ الأهلون لجمع المال يشترون به الأمان من العدو، ولكن وفدًا إمبراطوريًّا وصل إلى المدينة، وقال: لا يليق بالحاضرة الثانية في الإمبراطورية أن تشتري أمانًا من غُزاتها، فعزمت المدينة على المقاومة، فضرب كسرى عليها الحصار، ولم يلبثْ أَنِ اهتدى إلى الثغرة في السور فدخل منها، فدافع الأنطاكيون ما وسعهم الأمر ثم فرُّوا إلى دفنة يحتمون بها، فسيطر كسرى على أنطاكية وأباحها للنهب والحريق، ثم انحدر إلى سلوقية وذبح عند شاطئها ضحية للشمس، ومنها سار إلى أبامية فدخلها وسلب كنيستها ونهب الدور والمباني، وكان الوفدُ الإمبراطوري قد فاوضه بالكف عن القتال؛ لقاء قَدْرٍ من المال يُدفع إليه في كل سنة، فقبل كسرى وارتد عبر الفرات بألوف الأسرى إلى عاصمته طيسفون، وبنى لأولئك الأسرى مدينة خاصة سماها أنطاكية كسرى.(2) وفي السنة 541 هجم كِسرى على لازيقة «لازستان» وإيبيرية في القوقاس، وفي السنة 542 دخل قوموجينية وأخرب وأحرق وسبى، وظهر في السنة التالية على حُدُود أرمينية البيزنطية، ثم عاد في السنة 544 إلى حُدُود الفُرات وحاصر أورفة حصارًا شديدًا، وكان قادةُ الروم مشغولين عنه بمشاغلَ داخليةٍ شخصيةٍ، فغضبتْ ثيودورة على بليساريوس وخذلتْه، إلا أن يوستنيانوس أَنْفَذَ في السنة 543 ثلاثين ألفًا إلى أرمينية الفارسية، غير أَنَّ حملته رُدَّتْ ومنيت بالفشل، وما لبث الطرفان المتحاربان أن شعرا بصعوبة القتال في القوقاس؛ نظرًا لطبيعة البلاد الجبلية ووعورة مسالكها وكثرة أحراجها، فتهادنا في السنة 544 وجَدَّدَا الهُدنة مرتين ثم جعلاها معاهدةً دائمةً في السنة 561. وقضتْ شروطُ هذه المعاهدة أن يفصل السلم بين الطرفين خمسين سنة، على أن تجلو قوات الفرس عن اللازستان، ويدفع يوستنيانوس إلى كسرى ثلاثين ألف أوري في السنة، ويمتنع عن التبشير بالنصرانية في الأراضي الفارسية، وفي مقابل ذلك يحترم كِسرى حقوق النصارى من رعاياه؛ فيرفع عنهم الاضطهاد (3).
....................................
1- Procopius, Bellum Gothicum, I, 1–4
2- Procopius, Bell. Persicum, II, 8–11; Diehl, Ch., Op. Cit., 213–215
3- Guterbock, Byzanz und Persien, 57
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|