أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-12
982
التاريخ: 2023-11-11
909
التاريخ: 2023-11-21
940
التاريخ: 2023-10-01
1049
|
ولم يخضع الجميع لمقررات المجمع المسكوني الرابع، فظل السواد الأعظم من النصارى في مصر وسورية وفلسطين يقول بالطبيعة الواحدة، ولم يثمر حزم مرقيانوس ولاوون الأول، وشعر زعماء الكنيسة بخطورة الموقف، وأراد أكاكيوس بطريرك القسطنطينية (472-488) وبطرس بطريرك الإسكندرية (477 - 490) أن ينقذا الموقف وأن يعيدا إلى الكنيسة وحدتها المفقودة، فاقترحا على زينون أن يصار إلى التراخي بانتهاج سبيل وسط، فأصدر زينون في السنة 482 الاينوتيكون كتاب «الاتحاد» فشجب تعاليم نسطوريوس وأوطيخة معا وأقر رأي كيرلس الإسكندري واجتنب الكلام في الطبيعة الواحدة والطبيعتين، وهكذا رفض رفضًا لبقًا ما كان أقره المجمع الخلقيدوني الأخير، ولكن الاينوتيكون بدلًا من أن يؤلف القلوب ويوحد الصفوف، سعر نار الشقاق والتفرقة؛ لأنه لم يُرضِ الأرثوذكسيين ولا أصحاب الطبيعة الواحدة. وانشق في مصر عن البطريرك بطرس قسم من جماعته فَألَّفُوا طائفة سموها الأكيغلي؛ أي العادمة الرأس، وكتب الأرثوذكسيون إلى أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يلومونه على مماشاته بطرس الإسكندري، فلم يكترث البطريرك بل أجبر الكثيرين منهم على القول بكتاب الاتحاد، فكتبوا إلى بابا رومة فليكس الثالث (483)، ولكن هذا بدل أن يراسل أكاكيوس مستوضحًا حسب العادة القديمة، عقد مجمعًا محليًّا وحرم بطرس وأكاكيوس، فلما علم أكاكيوس بهذا محا اسم البابا من ذيبتيخا الأساقفة، وهكذا نشب شقاق استمرَّ أكثر من خمس وثلاثين سنة (484-519) ، وتُوفي أكاكيوس في السنة 491 فخلفه في كرسي القسطنطينية افراويطاس (1) (488-489) وكان مداهنا متلاعبا، ولكن سرعان ما انقضت مدته، فخلفه اوفيميوس (2) العاقل (489 - 495) فأظهر استقامة رأيه ما بعث به من رسائل التحية الأخوية لمناسبة تَبَوُّئِهِ السدة البطريركية، وأوشك أن الاتحاد بين الشرق والغرب لو لم يطلب البابا محو اسم أكاكيوس من الذيبتيخا. وأما في أنطاكية فإن راهبًا من رهبان القسطنطينية، بطرس القصار (3)، ألف حزبًا ضد البطريرك مرتيريوس (459 - 469) وأحدث قلاقل فاستقال مرتيريوس، وحل القصار محله بطريركا وأيد أوطيخة وأحدث زيادةً في التسبيح وعلم هكذا: قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت، الذي صُلب من أجلنا وارحمنا، ومن السنة (481-485) تولى كلنذيون الكرسي البطريركي في أنطاكية، مجمعًا محليًّا فيه إلى تأييد قرارات خلقيدونية. وهكذا دخلت الكنيسة في دورٍ من الفوضى كثرت فيه سيامة الأساقفة زوجًا زوجًا أرثوذكسيين ومونوفيسيين في وقت واحد، ومُدَّت الأيدي إلى الكراسي لخلع هذا وتنصيب ذاك، وكان من أهم أسباب هذه الفوضى سَعْيُ الأباطرة لاسترضاء المونوفيسيين في مصر وسورية لكثرة عددهم ولضعف هيبة السلطة المركزية؛ إذ أحرجتها مشاغل أخرى، وظلت الحال على هذا المنوال حتى ظهرت كنيسة مونوفيسية مستقلة في مصر، وكنيسة مثلها في سورية، وأُخرى في أرمينية.
........................................
1- Fravitas
2- Euphemios
3- Pierre le Foulon
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|