المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أشعار لبعض شيوخ لسان الدين  
  
1123   01:18 صباحاً   التاريخ: 2023-09-27
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص: 202-203
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-07 813
التاريخ: 2023-09-26 1502
التاريخ: 2023-02-09 1388
التاريخ: 6/12/2022 1350

أشعار لبعض شيوخ لسان الدين

ومما أنشده لسان الدين رحمه الله تعالى لبعض المتصوفة من شيوخه ولم يسمه قوله:

هل تعلمون مصارع العشاق ... عند الوداع بلوعة الأشواق

والبين يكتب من نجيع دمائهم ... إن الشهيد بكم توى بفراق

لو كنت شاهد حالهم يوم النوى ... لرأيت ما يلقون غير مطاق

منهم كئيب لا يمل بكاءه ... قد أحرقته مدامع الآماق

ومحرق الأحشاء أشعل نارها ... طول الوجيب بقلبه الخفاق

وموله لا يستطيع كلامه ... مما يقاسي في الهوى ويلاقي

خرس اللسان فما يطيق عبارة ... ألم ألم وما له من راق

ما للمحب من المنون وقاية ... إن لم يجد محبوبه بتلاق

مولاي عبدك ذاهب بغرامه ... أدرك بفضلك من ذماه الباقي

إني إليك بذلي متوسل ... فاعطف بلطف منك أو إشفاق

وهذه الأبيات أوردها رحمه الله تعالى في " الروضة " في العشق، بعد أن حده وتكلم عليه، ثم أورد عدة مقطوعات، ثم ذكر منها هذه الأبيات كما ذكر. وأنشد لسان الدين رحمه الله تعالى لبعض أشياخه، وسماه، وأنسيته أنا الآن:

بما بيننا من خلوة معنوية ... أرق من النجوى وأحلى من السلوى

قفي ساعة في ساحة الدار وانظري ... إلى عاشق لا يستفيق من البلوى

وكم قد سألت الريح شوقاً إليكم ... فما حن مسراها علي ولا ألوى

وقوله أيضاً:

أنست بوحدتي حتى لو أني ... أتاني الأنس لاستوحشت منه

ولم تدع التجارب لي صديقاً ... أميل إليه إلا ملت عنه

وقوله رحمه الله تعالى:

عليك بالعزلة إن الفتى ... من طاب بالقلة في العزلة

لا يرتجي عزلة وال، ولا ... يخشى من الذلة في العزلة

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.