المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ملوك الأسرة الرابعة (الملك خوفو).
2023-06-28
المعاونة على الإثم
27-9-2016
التأني
15-4-2021
Boussinesq Equation
12-7-2018
استرخاء العازل dielectric relaxation
7-8-2018
سنة ولادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
2024-09-13


الهدف من الحياة في عالم اليوم  
  
1262   09:02 صباحاً   التاريخ: 2023-09-18
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص92ــ99
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-28 748
التاريخ: 26/9/2022 1400
التاريخ: 2023-11-27 1335
التاريخ: 2024-07-22 483

في عالم التقدم الصناعي فقدت القيم الإنسانية والأخلاقية معناها الحقيقي ، ولم يعد الهدف من الحياة في نظر المجتمعات سوى تحقيق العيش الأفضل والاستمتاع الأكثر وإرضاء الغرائز والأهواء النفسية. ونتيجة لهذا الأسلوب الخاطئ من التفكير ولدت في أعماق الإنسان غريزة الوحشية والعدوانية ، وما زالت هذه الغريزة تتفاعل باستمرار ، حيث أخذ مبدأ التعاون من أجل البقاء يفقد مكانته في أعماق الإنسان ، ليحل محله مبدأ الصراع على البقاء ، وبات الناس يتعاملون مع بعضهم البعض بقساوة ووحشية تماماً كالحيوانات الضارية.

إن ظاهرة الصناعة وما توصلت إليه من رقي وتقدم ، حملت إلى المجتمعات الكثير من الإيجابيات والسلبيات، وعادت على الإنسان بالكثير من الخسارة والمنفعة في شتى مجالات الحياة. وقد تغلب الإنسان بواسطة القدرة الصناعية في صراعه مع الطبيعة، وما أصوات السيارات والطائرات والقطارات والسفن إلا تجسيد لسيادة الإنسان في الأرض براً وبحراً وجواً، ففي ظل التطور الصناعي توسعت حدود سيادة الإنسان، وهي في طريقها إلى مزيد من التوسع، فالإنسان قد بلغ اعماق البحار من جهة وتمكن من الخروج من جو الأرض ليفكر في تسخير الكواكب والأجرام السماوية من جهة اخرى.

أفضل سبل الحياة في ظل العلم:

لقد تمكن الإنسان بفضل التقدم الصناعي من بلوغ الأعماق المظلمة في الطبيعة وكشف أسرارها ، كما أنه استطاع بفضل العلم تسخير الثروات الطبيعية لنفسه وتحقيق أفضل سبل الحياة.

فبتطور الصناعة تم اكتشاف عالم الميكروبات والجراثيم المليء بالأسرار ، وتوصل الإنسان إلى معرفة مصادر الأمراض الفتاكة ، واستطاع بسلاح العلم وقاية نفسه من الكثير من الأمراض المهلكة.

وبخلاصة فان الصناعة وبكل ما توصلت إليه من تطور قد تركت آثاراً في شتى مجالات الحياة ، وقد أحدثت نقلة نوعية في مجالات الزراعة والري والسدود والطرق والصحة والاقتصاد والغزل والنسيج وغيرها من الشؤون الحياتية مما وفر الراحة والرفاهية للمجتمعات الصناعية.

الصناعة والنتائج السلبية :

الى جانب النتائج الإيجابية التي تعود بها الصناعة على الإنسان، والمكاسب التي تحققها المجتمعات من خلال الصناعة ، ثمة نتائج سلبية تعود بها الصناعة على الإنسان ، وتظهر هذه السلبيات بوضوح في الجرائم البشعة التي ترتكب في الحرب والسلم .

وقد ساهم التطور الصناعي في حصول الإنسان على أصناف عديدة من الأسلحة الفتاكة ، وبدوره ساهم هذا السلاح في رفع القدرة القتالية لدى الشعوب وتشجيعها على ارتكاب المجازر وهدم المدن والقضاء على المدنية . وفعلا أقدم الإنسان خلال الحرب العالمية الثانية على ارتكاب كل هذه الممارسات والجرائم البشعة بسبب الأسلحة الفتاكة التي لم يحصل عليها إلا عن طريق الصناعة.

أخطار تهدد البشرية:

والأهم من كل ما ذكرناه هو أن هناك اخطاراً تهدد البشرية نتيجة التقدم الذي آلت إليه العلوم الطبيعية والصناعات الآلية من جهة ، وضعف المبادئ الإيمانية والأخلاقية من جهة أخرى ، وهذا ما يدفع بالبعض من العلماء والمفكرين إلى التشكيك بفائدة تقدم العلوم الطبيعية في تأمين سعادة الإنسان ، إذ إنهم يعتقدون أن الإنسان الذي توصل إلى صناعة القنبلة الذرية قد هيأ أسباب دماره ، إذ من الممكن أن يؤدي هذا الإنجاز العلمي العظيم إلى القضاء على الحياة البشرية خلال فترة وجيزة.

«يقول راسل : إن صناعة القنبلة الذرية وما يفوقها من حيث القدرة التخريبية ، أي القنبلة الهيدروجينية قد أثارت جواً من الخوف والقلق في نفوس الناس ، وأثارت ايضاً مزيداً من التشكيك بآثار النتائج العلمية على حياة الناس ، بحيث ذهب البعض من أصحاب الرأي ومنهم ((انشتاين)) في تفكيرهم إلى التأكيد أن هناك خطراً يهدد الكرة الأرضية بالفناء))(29) .

«وفي كتاب آخر له يقول راسل : ثمة أشخاص ومن جملتهم «انشتاين» يعتقدون باحتمال أن يكون الإنسان قد طوى فترة حياته ، وقد ينجح خلال سنوات معدودة في القضاء على نفسه بسبب ما يحققه من إنجازات علمية مذهلة))(30) .

تعزيز مبادئ الأخلاق:

«يقول «ليكونت دونويي» : اليوم ، حيث يتهدد البشرية جمعاء خطر الدمار الشامل نتيجة استخدام الطاقة الذرية ، بدأ الناس يدركون أن السبيل الوحيد لخلاصهم هو تعزيز مبادئ الأخلاق لدى الإنسان . وهذه هي المرة الأولى في تاريخ البشرية التي يخشى فيها الإنسان من إنجاز حققه بذكائه، ويقف متحيراً إزاء سلامة موقفه»(31).

البلوغ الجنسي والبلوغ الاقتصادي :

لقد برزت ظروف خاصة من جراء التطور العلمي والصناعي أحدثت هوّة لا مفر منها بين البلوغين الجنسي والاقتصادي للشاب، وآلت إلى تردده في الإقدام على الزواج، لأن من يريد أن يعيش في عالم العلم والصناعة ويواكب تطوراته ويتكيف مع شروطه ومقتضياته ، عليه أن ينفق الكثير من سنوات عمره في الدراسة ليتخصص في أحد المجالات العلمية أو الصناعية ، ليضمن لنفسه مدخولاً مناسباً يعينه وأسرته على مواصلة الحياة.

ضعف الأخلاق:

وخلال هذه المسيرة الطويلة ، تولد الرغبة الجنسية مزيداً من الضغط على الشاب وتعكر عليه صفو حياته ومزاجه. كما أن مشاهدة الأفلام المبتذلة التي تعتبر من نتاجات عالم الصناعة، تضاعف من الرغبة الجنسية لدى الشاب وتزيد من الضغوط التي تولدها الشهوة عليه . كذلك الأمر بالنسبة لمشاهدة النساء المتبرجات في الطرق العامة ، فهي تؤجج من نار الشهوة لدى الشاب وتضعف من قوة إرادته وعفته وأخلاقه. ونتيجة لكل هذه العوامل ينجرف الشباب صبياناً وفتيات في تيار الرذيلة والفساد ، متجاهلين كل القيم الأخلاقية والسنن الإجتماعية.

«يقول «ويل ديورانت» : برزت المعامل والمصانع على حين غرة ، وأخذ الرجال والنساء والأبناء يهجرون البيت والأسرة للعمل داخل مبانٍ فقيرة أقيمت لتأوي الآلات والمعدات لا البشر، والحصول على أجور يصرفها كل منهم على نفسه كما يحلو له» .

«فكبرت المدن وتوسعت ، فانصرف الرجال عن العمل في مزارعهم وداخل حقولهم ليقبعوا داخل ورش عمل قذرة ومظلمة، يتصارعون مع المنشار والمِسَن والحزام والملزمة والقاطع والعجلة والمكبس والمقبض الحديدي ، من أجل الحياة».

صعوبة الحياة في عالم الصناعة :

«إن ظهور المعدات والآلات الصناعية وتطورها ساهم في تعقيد الحياة على الإنسان سنة بعد سنة ، بحيث أصبح النضوج العقلي والحس الإدراكي في المدن أكثر تأخراً من الأرياف، وبات الشاب ابن العشرين سنة في المدينة يوحي وكأنه ما زال طفلا بحاجة لسنين أخرى حتى ينضج وعياً وفكراً ، وسبب ذلك يعود إلى التغيير الذي يطرأ باستمرار على أوضاعه والغموض الذي يحيط بها ، كما أن فترة النمو والنضوج قد طالت أكثر في المدن ، حيث بات الإنسان بحاجة إلى مزيد من التربية والتعليم ليتفتح ذهنه ويستوعب مسؤوليات الحياة الجديدة»(32).

زوال العفة والحياء:

«إن البلوغ الجنسي يتحقق في أوانه لدى الشاب في المدينة ، لكن بلوغه الاقتصادي يتأخر قليلاً. وتحديد الشهوة الذي يعتبر أمراً منطقياً وعملياً في الحياة الريفية، يبدو في المجتمع الصناعي الذي لم يقبل على الزواج قبل سن الثلاثين أمراً صعباً وغير طبيعي . وفي مثل هذه الحالة تطغى الشهوة، ويصبح من العسير ضبط النفس ، فتزول العفة التي كانت يوما فضيلة من الفضائل ويذهب الحياء. فترى الرجال يفتخرون بكثرة ذنوبهم ، والنساء يتسابقن فيما بينهن ليتساوين مع الرجال في ارتكاب المآثم والذنوب، ويصبح الاتصال بين الجنسين قبل الزواج امراً مألوفاً ، وتجمع مراكز البغي والفساد من الشوارع والأحياء، لا بأمر من الشرطة أو السلطات ، وإنما نتيجة انتشار البغي خارج حدود هذه المراكز»(33).

شيوع الرذيلة :

ونستشف من بحثنا الآنف الذكر أن عالم الصناعة الآلية لا يربك فقط الآداب والتقاليد العادية ، بل ويساهم في إحداث تغيير في السنن الإجتماعية الثابتة والقوانين الأخلاقية الأساسية، وإذا ما عم الفساد الأخلاقي وشاع بين مجتمع ما ، فإن هذا المجتمع سيرفض الكثير من الفضائل ليحل محلها الكثير من الرذائل.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : إذا خبث الزمان كسدت الفضائل وضرت ونفقت الرذائل ونفعت(34).

«إن ما يتعلق بالسليم والسقيم والصواب والخطأ من أفكارنا ، يرتبط كلياً بالآداب والعادات والسنن السائدة. فالآداب والعادات الإجتماعية بإمكانها أن توحي بالخطأ على أنه صواب ، ويصبح ما كان يوماً مقبولاً لدى المجتمع مرفوضاً وبالعكس ، كما أنه قد يبدو عمل ما في نظر مجتمع ما صحيحاً ، لكنه بنفس الوقت يبدو لمجتمع آخر عملاً خاطئاً» (35).

التنبؤ بالانحطاط الخلقي:

لقد تأثر المسلمون في العالم كغيرهم من الشعوب والأمم بالتقدم الذي أحرزه عالم الصناعة والآلة ، فهجروا الكثير من سننهم الإجتماعية وأحكامهم الإسلامية، لأنها برأيهم تسلبهم ملذات الحياة وتحول بينهم وبين مصالحهم ، واستسلموا عملياً للآثام والرذائل ، لأنها حسب رأيهم تحقق لهم ملذاتهم وتحفظ له مصالحهم .

وقد تنبأ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قبل عدة قرون بما سيؤول إليه حال المسلمين من انحطاط خلقي ، وحذر (صلى الله عليه وآله) في أحاديث كثيرة من تبدل السنن الإجتماعية والسجايا الإنسانية.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يأتي غلى الناس زمان... السُنَّةُ فِيهِم بِدعَة والبدعة فيهم سنة والحليم منهم غادر والغادر بينهم حليم(36).

وقال علي (عليه السلام) : صار الفسوق في الناس نسباً والعفاف عجباً(37) . 

انهيار صرح الأخلاق :

طبيعي أن الشاب في مثل هذه البيئة المسمومة والظروف الإجتماعية الفاسدة ينجرف في تيار الفساد والرذيلة، فينهار صرح الفضائل الأخلاقية والسجايا الإنسانية الذي شيد في محيط الأسرة ، وينسى الشاب شخصيته التي بناها منذ صغره في ظل مراقبة أبويه ، فتتأثر أخلاقه بالمحيط الإجتماعي ، وتتطابق صفات شخصيته مع مقتضيات المحيط الإجتماعي الفاسد والظروف الإجتماعية المضللة..

والذي يستطيع أن يحفظ نفسه من الانجراف في تيار الرذيلة هو ذلك الإنسان الذي يجاهد ويسعى في سبيل الحفاظ على السنن الإسلامية والإنسانية ، ويسيطر على شهواته وميوله غير المشروعة ، دون أن يفقد شخصيته ، وهذا الطريق كما نعلم لا يخلو من الصعوبات .

_______________________

(29) تأثير العلم على المجتمع ، ص 146.

(30) الآمال الجديدة، ص24.

(31) مصير الإنسان ، ص65.

(32) مباهج الفلسفة، ص 88 .

(33) نفس المصدر، ص 89 .

(34) إبن أبي الحديد 20 ، الكلمة 125 ، ص 270 .

(35) علم الإجتماع ص 90 .

(36) سفينة البحار 1 ، «زمن» ، ص 557.

(37) غرر الحكم، ص 457. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.