المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أخبار الكاظم مع الرشيد  
  
3613   06:21 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص537-538
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-05-2015 3267
التاريخ: 15-05-2015 3249
التاريخ: 10-8-2016 3378
التاريخ: 18-05-2015 5697

روى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده قال : حج هارون الرشيد فاتى قبر النبي  (صلى الله عليه وآله) زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهى إلى القبر قال السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي افتخارا على من حوله فدنا موسى بن جعفر فقال السلام عليك يا أبة فتغير وجه الرشيد وقال هذا الفخر يا أبا الحسن حقا .

وفي إرشاد المفيد : ذكر ابن عمارة وغيره من الرواة انه لما خرج الرشيد إلى الحج وقرب من المدينة استقبلته الوجوه من أهلها يقدمهم موسى بن جعفر على بغلة فقال له الربيع ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير المؤمنين وأنت ان طلبت عليها لم تدرك وان طلبت عليها لم تفت فقال إنها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلة العير وخير الأمور أوساطها .

وذكر الزمخشري في ربيع الأبرار ان هارون كان يقول لموسى خذ فدكا وهو يمتنع فلما ألح عليه قال ما آخذها إلا بحدودها قال وما حدودها قال الحد الأول عدن فتغير وجه الرشيد قال والحد الثاني قال سمرقند فأربد وجهه قال والحد الثالث قال إفريقية فاسود وجهه قال والحد الرابع قال سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية فقال هارون فلم يبق لنا شئ فتحول في مجلسي فقال موسى قد أعلمتك اني ان حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله واستكفى امره .

وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن إسماعيل قال بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون .

وروى الصدوق في العيون عن الإمام موسى بن جعفر قال لما أدخلت على الرشيد ، وذكر خبرا طويلا ، إلى أن قال : لم جوزتم للعامة والخاصة ان ينسبوكم إلى رسول الله  (صلى الله عليه وآله) ويقولوا لكم يا بني رسول الله وأنتم بنو علي وإنما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة انما هي وعاء والنبي (عليه السلام) جدكم من قبل أمكم فقلت يا أمير المؤمنين لو أن النبي  (صلى الله عليه وآله) نشر فخطب إليك كريمتك هل  كنت تجيبه فقال سبحان الله ولِم لا أجيبه فقلت لكنه (عليه السلام) لا يخطب إلي ولا أزوجه فقال ولِم فقلت لأنه ولدني ولم يلدك فقال أحسنت يا موسى ، ثم قال كيف قلتم انا ذرية النبي والنبي  (صلى الله عليه وآله) لم يعقب وانما العقب للذكر لا للأنثى وأنتم ولد الابنة ولا يكون لها عقب فقمت أسأله بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفاني عن هذه المسألة فقال لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي وأنت يا موسى يعسوبهم وامام زمانهم كذا انهي إلي ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه حجة من كتاب الله فقلت تأذن لي في الجواب قال هات فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن

الرحيم ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى . من أبو عيسى يا أمير المؤمنين فقال ليس لعيسى أب فقلت انما ألحقناه بذراري الأنبياء (عليه السلام) من طريق مريم (عليه السلام) وكذلك ألحقنا بذراري النبي  (صلى الله عليه وآله) من قبل أمنا  فاطمة (عليه السلام) أزيدك يا أمير المؤمنين قال هات قلت قول الله عز وجل : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 61]  لم يدع أحد انه ادخل النبي  (صلى الله عليه وآله) تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليه السلام) فكان تأويل قوله عز وجل { أَبْنَاءَنَا } الحسن والحسين و{َنِسَاءَنَا} فاطمة و{أَنْفُسَنَا} علي بن أبي طالب .

وروى الصدوق في العيون عن الوراق والمكتب والهمداني وابن ناتانة وأحمد بن علي بن إبراهيم وماجيلويه وابن المتوكل رضي الله عنهم جميعا عن علي عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سفيان بن نزار قال : كنت يوما على رأس المأمون فقال أ تدرون من علمني التشيع ؟ فقال القوم جميعا لا والله ما نعلم ، قال علمنيه الرشيد .

قيل له وكيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت ؟ قال كان يقتلهم على الملك لان الملك عقيم ، ولقد حججت معه سنة فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال لا يدخلن علي رجل من أهل المدينة ومكة من أبناء المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر بطون قريش إلا نسب نفسه فكان الرجل إذا دخل عليه قال انا فلان ابن فلان حتى ينتهي إلى جده من الهاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري فيصله من المال بخمسة آلاف درهم وما دونها إلى مائتي دينار على قدر شرفه وهجرة آبائه فانا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال يا أمير المؤمنين على الباب رجل زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاقبل علينا ونحن قيام على رأسه والأمين والمؤتمن وسائر القواد فقال احفظوا على أنفسكم ثم قال : لآذنه ائذن له ولا ينزل إلا على بساطي فانا كذلك إذ دخل شيخ مشحذ قد أنهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم السجود وجهه وانفه فلما رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه فصاح الرشيد لا والله إلا على بساطي فمنعه الحجاب من الترجل ونظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال والاعظام فما زال يسير على حماره حتى سار إلى البساط والحجاب والقواد محدقون به فنزل فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط وقبل وجهه وعينيه واخذ بيده حتى صيره في صدر المجلس واجلسه معه إليه وجعل يحدثه ويقبل بوجهه عليه ويسأله عن أحواله إلى أن قال ثم قام فقام الرشيد لقيامه وقبل عينيه ووجهه ثم اقبل علي وعلى الأمين والمؤتمن فقال يا عبد الله ويا محمد ويا إبراهيم سيروا بين يدي عمكم وسيدكم خذوا بركابه وسووا عليه ثيابه وشيعوه إلى منزله إلى آخر الحديث .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.