شرح (وَلَيْتَ شِعْرِي ... وَأشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنةً). |
1162
11:48 صباحاً
التاريخ: 2023-08-05
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
1570
التاريخ: 17-10-2016
9729
التاريخ: 2024-09-06
308
التاريخ: 2024-04-24
663
|
(وَلَيْتَ شِعْرِي يا سَيّدِي وإلٰهي ومَولاي، وأتُسَلِّطُ النارَ علىٰ وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً):
(ليت شعري): كلام يقال في مقام الحيرة في أمر، والبهت والاستفسار عن باطن ذاته، وأمثال هذا.
الوجوه ـ جمع «الوجه» ـ: وهو ما اشتمل علىٰ الناصية والذقن وما بينهما من الحاجبين والعينين والخدّين والأنف والفم. (خرّت): أي سقطت.
(وعلى ألْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقةً):
تقييد التوحيد بالصدق لإخراج توحيد أهل النفاق، الذي هو الإقرار باللسان فقط؛ إذ من أقسام الكفر كفر النفاق، وهو خلاف كفر التهوّد، الذي هو الإنكار في الظاهر، والإقرار في الباطن.
مراتب التوحيد:
ثم اعلم أنّ مراتب التوحيد أربعة:
توحيد الذات: وهو أن يرى الموحّد جميع الموجودات ممحوقة ومقهورة في وجود الله تعالى، بحيث لا يشذّ عن حيطة وجوده وجود.
وتوحيد الصفات: وهو أن يرى الموحّد جميع القُدَر والصفات الكمالية مستهلكة في صفاته، كما أشعر بالأول: (لا هو إلّا هو) وبالثاني (لا إلٰه إلّا الله).
وتوحيد الأفعال: وهو أن يرى الموحّد جميع الأفعال فانية في فعله تعالى، كما أشار إليه قوله (صلى الله عليه وآله): (لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم).
توحيد الآثار: وهو أن يرى الموحد كلّ الآثار من الله تعالى، كما قال الحكماء: لا مؤثّر في الوجود إلّا الله.
(وَبِشُكْرِكَ مَادِحةً): معطوف على التوحيد.
(وعلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بإلهيتك مُحَقِّقةً): أي اعترافاً واضحاً.
(وعلى ضَمِائَر حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتّىٰ صارَتْ خاشِعةً):
(ضمائر): جمع "ضمير".
(حوت): أي جمعت من الحجج والبراهين علىٰ توحيدك وتوحيد صفاتك وتوحيد أفعالك وآثارك، حتّىٰ حصل لها الخشوع والخشية منك، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} جميع هذه الجمل والفقرات وكذا الفقرتان الآتيتان معطوفة علىٰ "الوجوه".
(وعلى جَوارِحَ سَعَـتْ إلىٰ أوْطانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعةً):
الجوارح: جمع «جارحة»، وهي الأعضاء من الرأس والظهر والبطن واليدين والرجلين وغيرها.
(سعت): أي جهدت وأسرعت.
الأوطان ـ جمع «الوطن» ـ: وهو محلّ التوقّف والإقامة مطلقاً، سواء كان مولد الشخص فيه أم لا، والمراد بها هنا: المساجد والمشاهد الشريفة والمعابد، وكلّ مكان اُقيم فيه طاعته تعالى وعبادته. والتعبّد: هو فعل العبادة وقضاؤها.
أنواع العبادة وحقيقتها:
اعلم أنّه كما قال المحقّق الطوسي والحكيم القدّوسي قدس سره، في الأخلاق الناصريّة، ناقلاً عن أقوال الحكماء: «عبادة الله تعالى علىٰ ثلاثة أنواع.
الأول: ما يجب علىٰ الأبدان، كالصلاة والقيام، والسعي في المواقف الشريفة لمناجاته جلّ ذكره.
الثاني: ما يجب علىٰ النفوس، كالاعتقادات الصحيحة، من العلم بتوحيد الله وما يستحقه من الثناء والتمجيد، والفكر فيما أفاضه الله سبحانه علىٰ العالم من وجوده وحكمته، ثم الاتساع في هذه المعارف.
الثالث: ما يجب عند مشاركات الناس في المدن، وهي في المعاملات والمزارعات والمناكح، وتأدية الأمانات، ونصح البعض للبعض بضروب المقارنات، وجهاد الأعداء والذبّ عن الحريم وحماية الحوزة» انتهى.
وحقّ العبادة وحقيقها ـ كما في الحديث ـ ثلاثة أشياء:
الأول: ألّا يرى العبد لنفسه فيما أنعمه الله تعالى ملكاً؛ إذ العباد لا ينبغي أن يكون لهم الملك، بل يرون المال مال الله، يصرفونه حيث أمرهم الله تعالى.
الثاني: ألّا يدبّر العبد لنفسه تدبيراً.
الثالث: أن يكون جملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى ونهاه.
فإذا لم يرَ العبد لنفسه فيما أعطاه الله ملكاً هان عليه الإنفاق، وإذا فوّض العبد تدبير نفسه إلى مدبّره هانت عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد فيما أمره الله ونهاه لا يتفرّغ منهما إلىٰ المراء والمباهاة مع الناس.
فإذا اتّصف العبد بهذه الثلاثة هانت عليه الدنيا وما فيها، ولا يطلب الدنيا تفاخراً وتكاثراً، ولا يطلب ما عند الناس عزّاً وعلوّاً، ولا يدع أيامه باطلة. فهذا أول درجة المتّقين. ويمكن أن يراد بالتعبّد: دوام فعل العبادة، كما سمّي من يداوم في العبادة بالمتعبّد.
(وَأشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنةً):
أي أشارت الجوارح، فينبغي أن نعمم الجوارح حتىٰ تشتمل جميع الأعضاء، من اللسان والجنان والأصابع والعيون والجفون، وغيرها ممّا ذكر أو لم يذكر؛ إذا حيث يذكر الذاكرُ المذكورَ الحقيقي جميع المشاعر والقوى والآلات والأدوات ملتفتاً ومشيراً إليه تعالى...
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|