أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3885
التاريخ: 10-4-2016
3651
التاريخ: 13-3-2019
2607
التاريخ: 12-4-2016
4089
|
لما طعن عمر في أواخر سنة 23 جعل الامر شورى بين ستة علي وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وقال إن رسول الله (صلى الله عليه واله) مات وهو راض عن هذه الستة وفي رواية قال إنهم من أهل الجنة وامر ان يؤخذ بأكثرية الأصوات فان تساوت رجح الجانب الذي فيه عبد الرحمن بن عوف وامر أبا طلحة الأنصاري فقال كن في خمسين رجلا من الأنصار حاملي سيوفكم فقف على باب البيت الذي فيه هؤلاء الستة ليتشاوروا ويختاروا واحدا منهم فان اتفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب أعناقهما وإن اتفق ثلاثة وخالف ثلاثة فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن بن عوف فارجع إلى ما قد اتفقت عليه فان أصرت الثلاثة الأخرى على خلافها فاضرب أعناقها وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق الستة ودع المسلمين يختاروا لأنفسهم .
وكان قد دعاهم فحضروا فوصف كل واحد منهم بوصف عابه به على ما ذكره الجاحظ في كتاب السفيانية وذكره غيره في باب فراسة عمر فقال للزبير : اما أنت فوقس لقس اي عياب مؤمن الرضا كافر الغضب يوما انسان ويوما شيطان ولعلها لو أفضت إليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء على مدمن شعير ، وقال لطلحة : لقد مات رسول الله (صلى الله عليه واله) ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب وهي قوله ما الذي يغنيه حجابهن اليوم وسيموت غدا فننكحهن . وقال لسعد : إنما أنت صاحب مقنب وصاحب قنص وقوس وأسهم وما زهرة والخلافة وأمور الناس ؛ وقال لعبد الرحمن بن عوف بعد ما مدح إيمانه : ليس يصلح هذا الامر لمن فيه ضعف كضعفك .
وقال لعلي : لله أنت لولا دعابة فيك اما والله لئن وليتهم لتحملنهم على الحق الواضح والمحجة البيضاء .
وقال لعثمان : كأني بك قد قلدتك قريش هذا الامر فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفئ .
وروى الطبري في تاريخه عن عمرو بن ميمون الأودي في حديث قال ثم راحوا فقالوا يا أمير المؤمنين لو عهدت عهدا فقال كنت أجمعت ان انظر فأولي رجلا امركم هو أحراكم أن يحملكم على الحق وأشار إلى علي ورهقتني غشية فرأيت رجلا دخل جنة قد غرسها فجعل يقطف كل غضة ويانعة فيضمه إليه ويصيره تحته فعلمت ان الله غالب امره ومتوف عمر فما أريد ان أتحملها حيا وميتا عليكم هؤلاء الرهط الحديث .
فلما دفن عمر جمعهم أبو طلحة ووقف على باب البيت في خمسين من الأنصار حاملي سيوفهم.
فقال طلحة . قد وهبت حقي من الشورى لعثمان ، فقال الزبير قد وهبت حقي لعلي ، فقال سعد بن أبي وقاص وانا قد وهبت حقي من الشورى لابن عمي عبد الرحمن لأنهما من بني زهرة . فقال عبد الرحمن لعلي وعثمان أيكما يخرج نفسه من الخلافة ويكون إليه الاختيار فلم يتكلم منهما أحد ، فقال عبد الرحمن أشهدكم اني أخرجت نفسي من الخلافة على أن اختار أحدهما ، فقال لعلي أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين فقال بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي .
وفي رواية الطبري على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده فقال أرجو ان افعل وأعمل بمبلغ علمي وطاقتي .
وفي رواية أخرى للطبري قال اللهم لا ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي .
وفي رواية ابن الأثير في أسد الغابة أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين فيما استطعت فعدل إلى عثمان فقال أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين قال نعم فبايعه فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين .
قال الطبري فقال علي حبوته حبو دهر ، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون . فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا .
فقال المقداد : يا عبد الرحمن اما والله لقد تركته يعني عليا من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون فقال يا مقداد لقد اجتهدت للمسلمين فقال المقداد ما رأيت مثل ما اتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم اني لأعجب من قريش انهم تركوا رجلا ما أقول إن أحدا اعلم ولا اقضى منه بالعدل اما والله لو أجد أعونا (اه) ويقال ان عليا قال له و الله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه مثل ما رجا صاحبكما من صاحبه دق الله بينكما عطر منشم مثل يضرب لشدة العداوة قيل ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبد الرحمن فلم يكلم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرحمن .
وفي تاريخ أبي الفداء لما أحدث عثمان ما أحدث من توليته الأمصار للأحداث من أقاربه روي أنه قيل لعبد الرحمن بن عوف هذا كله فعلك فقال لم أظن به هذا لكن الله علي ان لا أكلمه ابدا ومات عبد الرحمن وهو مهاجر لعثمان ودخل عليه عثمان عائدا في مرضه فتحول إلى الحائط ولم يكلمه (اه) .
وفي القصة أمور تستلفت النظر الأول ان الخليفة قد عاب كلا من الخمسة بأمر يبعده عن الخلافة ولم يقل في حق علي إلا أن فيه دعابة وليس فيها ما يضر ان لم تكن صفة مدح وشهد له مؤكدا بالقسم بأنه ان لو وليهم ليحملنهم على الحق الواضح والمحجة البيضاء وانه أحرى ان يحملهم على الحق واعتذر عن عدم توليته بأنه لا يريد ان يتحملها حيا وميتا مع أن جعل الأمر شورى بين ستة لا يخرجه عن تحملها ميتا الثاني انه عند التساوي بترجيح الجانب الذي فيه عبد الرحمن مع شهادته لعلي بأنه ان وليهم يحملهم على الحق الواضح والمحجة البيضاء فأحرى ان يرجح عند التساوي الجانب الذي هو فيه الثالث انه أمر بقتل من خالف منهم وبقتل الستة ان لم يتفقوا وقد شهد لهم بان رسول الله (صلى الله عليه واله) مات وهو راض عنهم بأنهم من أهل الجنة مع قوله لطلحة ان رسول الله مات وهو ساخط عليك الرابع إن عليا لم يكن له في ظاهر الحال إلا صوتان من الستة صوته وصوت الزبير والأربعة الباقية ليست في جانبه فطلحة لا يريده وعبد الرحمن كان صهر عثمان لأن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط كانت زوجة عبد الرحمن وهي مع ذلك أخت عثمان من أمه ، وسعد لا يخالف عبد الرحمن إذ كلاهما من بني زهرة وسعد لم يكن له هوى في علي ولما بويع بالخلافة لم يبايعه ولذلك قال علي فيما رواه الطبري لقوم كانوا معه من بني هاشم ان أطيع فيكم قومكم لم تؤمروا ابدا وقال للعباس عدلت عنا فقال وما علمك قال قرن بي عثمان وقال كونوا مع الأكثر فان تساووا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن وعبد الرحمن صهر عثمان فلو كان الآخران معي لم ينفعاني بله اني لا أرجو إلا أحدهما .
فالمتامل في ذلك يظهر له انه لم يكن المقصود من الشورى : الشورى بل تثبيت خلافة عثمان بوجه قانوني محكم .
اما ما يذكره بعض المؤرخين من مجابهة العباس عليا بعد هذا الكلام بقوله : لم أرفعك في شئ إلا رجعت إلي مستأخرا بما أكره أشرت عليك عند وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) ان تسأله فيمن هذا الأمر فأبيت وأشرت عليك بعد وفاته ان تعاجل الامر فأبيت وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى ان لا تدخل معهم فأبيت الحديث فباطل أولا إن العباس كان اعرف بمقام علي وأشد تعظيما له من أن يجابهه بمثل هذا الكلام ثانيا ان العباس نفسه سال النبي (صلى الله عليه واله) هل يكون الامر فيهم بعده فقال له (صلى الله عليه واله) أنتم المستضعفون بعدي فكيف يلوم عليا على عدم سؤاله ثالثا إن النبي (صلى الله عليه واله) طلب في مرضه دواة وكتفا ليكتب لهم ما لا يضلون بعده فلم يفعلوا فما فائدة سؤال علي له رابعا قد أجاب علي (عليه السلام) العباس عن الأمر الثاني يوم وفاة النبي (صلى الله عليه واله) بقوله لم أكن لأدع رسول الله (صلى الله عليه واله) بلا دفن وأشتغل بذلك فكيف يلومه عليه ثانيا خامسا كيف يلومه على الدخول في الشورى ولم يكن ذلك اختيارنا بظاهر الحال .
وروى الطبري في تاريخه ان عليا خطب عند اجتماع القوم للشورى فقال الحمد لله الذي بعث محمدا منا نبيا وبعثه إلينا رسولا فنحن بيت النبوة ومعدن الحكمة وأمان أهل الأرض ونجاة لمن طلب لنا حق ان نعطه نأخذه وان نمنعه نركب إعجاز الإبل ولو طال السرى لو عهد إلينا رسول الله (صلى الله عليه واله) عهدا لأنفذنا عهده ولو قال لنا قولا لجادلنا عليه حتى نموت لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حق وصلة رحم ولا حول ولا قوة إلا بالله اسمعوا كلامي وعوا منطقي عسى ان تروا هذا الامر من بعد هذا المجمع تنتضي فيه السيوف وتخان فيه العهود حتى تكونوا جماعة ويكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة وشيعة لأهل الجهالة ثم أنشأ يقول :
فان تك جاسم هلكت فاني * بما فعلت بنو عبد بن ضخم
مطيع في الهواجر كل عي * بصير بالنوى من كل نجم
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|