أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-31
1496
التاريخ: 2023-06-27
794
التاريخ: 2023-07-08
1100
التاريخ: 2024-09-15
266
|
السلطان: الحجّة والبرهان. وقوله تعالى: {وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} [القصص: 35] يجوز أن يكون بمعنى الغلبة والتسليط، ويحتمل أن يكون بمعنى الحجّة، أي يجعل لكم حجّة وبرهاناً. والسلطنة: القوة والغلبة.
علا يعلو: ارتفع وتفوّق، وفاق.
وفي القاموس: «السلطان: الحجّة، وقدرة الملك ـ ويضم لامه ـ والوالي» (1).
وهاهنا بجميع معانيه صادق عليه تعالى؛ لأنّ حجّته وبرهانه وسلطنته وغلبته وكذا قدرته وتوليته علت وفاقت علىٰ جميع الأشياء.
ثم إنّ من حججه وبراهينه خلفاءه تعالى في أرضه، وأمناءه في بلاده الذين افتتحت منهم الباديات، واختتمت بهم العائدات، كما ورد: (بكم فتح الله وبكم يختم) (2).
فإنّه لمّا كان مقامهم بحسب الروحانية مقام العقول الكلّية ـ وهي وسائط جوده تعالى بحسب النزول، وروابط الحوادث بالقديم بحسب الصعود ـ كان افتتاح الفيض منهم واختتامه بهم.
فهم (عليهم السلام) حجج الله تعالى علىٰ عباده، التي لا تعلوها حجّة سوى ذاته تعالى؛ إذ عقولهم الصحيحة الكافية المستكفية حجج علىٰ العقول، ونفوسهم المطمئنة المعلّمة حجج علىٰ النفوس، وأقوالهم الشافية الوافية حجج للمحبين، وأفعالهم الخالصة الصافية حجج للعالمين المستكملين المسترشدين.
ومن حججه وبراهينه النفوس المتعلّمة بالأسماء بالقوّة، كما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام: (الصورة الإنسانيّة هي أكبر حجج الله علىٰ خلقه، وهي الكتاب الذي كتبه بيده، وهي الهيكل الذي بناه بحكمته، وهي مجموع صور العالمين، وهي المختصر من اللوح المحفوظ، وهي الشاهدة علىٰ كلّ غائب، وهي الحجة علىٰ كلّ جاحد، وهي الطريق المستقيم إلىٰ كلّ خير، وهي الجسر الممدود بين الجنّة والنار) (3).
والآيات الفرقانيّة والكلمات الحكميّة والعرفانيّة في هذا الباب كثيرة جداً.
منها قوله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14] وقوله: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، وقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53]، وقوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} [البقرة: 91].
وقوله (عليه السلام): (مَن عرف نفسه فقد عرف ربّه) (4).
وقوله (عليه السلام): (أعرفكم بنفسه أعرفكم بربّه) (5).
وقال صدر المتألّهين السّبزواري (قدس سره) في النّبراس الذي نظّمه في الفقه:
كلّ الكمال من وجودك اقتبس *** منك اثنتا عشرة عيناً تنبجس
وكلّ نادٍ يستضيئ من باينه *** والقلب نادٍ يستضيئ من باطنه
وهذه الأبيات كانت ترجمة كلام أمير المؤمنين (عليه السلام):
دواؤك فيك ولا تبصر *** وداؤك منك ولا تشعرُ
وأنت الكتاب المبين الذي *** بأحْرُفِه يظهرُ المُضمرُ
أتزعم انّك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبرُ (6)
ومن حججه البالغة في تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام: 149]: أنّه تعالى يقول يوم القيامة للعبد: (عبدي كنت عالماً؟ فإن قال: نعم، قال له: أفلا عملت؟! وإن قال: كنت جاهلاً، قال: أفلا تعلّمت حتّىٰ تعمل؟! فيخصمه، فتلك الحجّة البالغة) (7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|