قدّم الباحثان من الحوزة العلمية في النجف الأشرف الشيخ شمس الدين والشيخ إبراهيم موسى، بحثاً بعنوان (روايات الإمام الباقر في كتاب تهذيب النفس من كتاب الوسائل وتماثلها المجتمعي - في منطقة جنوب الصحراء أنموذجاً). واستعرض البحث بالنيابة عن الباحثَينِ، الباحث الشيخ شعبان آدم من الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ضمن فعّاليات المؤتمر العلمي الموسوم بـ (السجاد والباقر عليهما السلام السراجان المنيران)، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ويشرف عليه قسم الشؤون الفكرية، ومركز الصادقين ومركز الشيخ الطوسي وجمعية العميد العلمية والفكرية، ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدوليّ الأوّل. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأوّل تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وتطرّق شعبان إلى أن كتاب وسائل الشيعة يمثّل أهمّ الموسوعات الحديثية عند الشيعة الاثني عشرية، وفي طيّات هذه الموسوعة هناك أبواب وكتب خصّصت لتهذيب النفس، وأخرى متناثرة في الكتب والأبواب الأُخَر، لافتاً إلى أنّ مجلة دراسات علميّة في النجف الأشرف قامت بمحاولة تجميع تلك الروايات في كتابٍ واحد، أسمته (كتاب أحاديث تهذيب النفس من كتاب الوسائل)، الذي جمعت رواياته لأسبابٍ عديدة منها: رغبة بعض المراجع العظام بذلك.

وحول تلك الروايات لفت الباحث، أنّه بعد الاطّلاع على الكتاب القيّم لوحظ أنّه يتضمّن العديد من الروايات التي رُوِيت عن الإمام الباقر (عليه السلام) موزّعة على الأبواب والكتب، وقد وقع الاختيار على الروايات التي تحظى بتوقّع حصول أثرٍ اجتماعي، واختيرت نيجيريا الأفريقية موقعاً جغرافيّاً، من أجل معرفة الآثار الاجتماعية لمضمون تلك الروايات. وأشار الباحث إلى أنه عند ملاحظة روايةٍ للإمام الباقر(عليه السلام) تتحدّث عن واحدةٍ من وسائل تهذيب النفس مثلاً، فإنّه يتمّ إيضاح معنى الرواية إجمالاً ثمّ البحث عن بيان مضمونها في نيجيريا، وهل الواقع الاجتماعيّ هناك ينساق ومضمون الرواية، أم هو مخالف في اتّجاهه ومضمونها، معتمدين في ذلك على مشاهدات بعض المبلّغين الأفارقة من أهل تلك المناطق، وأيضاً على استبيانٍ تمّ طرحه على نطاقٍ تمّ تحديده وفق سمات معينة. وبيّن الشيخ شعبان، أنّه بهذه الطريقة يمكن ملاحظة مقدار مطابقة الواقع هناك، مع إيضاحه أو التوصية به من قبل الإمام الباقر(عليه السلام)، فالبذل مثلاً وردت في حثّ وتحفيز، ووردت فيه رواية عن الإمام الباقر بهذا الصدد، وعند العودة للواقع هناك نجد أنّ صفة البذل شائعة بجانب محدّد، ففي المجتمع النيجري يكون البذل في البُعد الديني للشعائر والطقوس من قِبل الأفراد أكثر رغبةً منه للبذل على الأفراد والأشخاص المحتاجين.