قدّمت الباحثة السيدة كوثر فليح عبد الموسوي من مديرية تربية المثنى بحثًا بعنوان (لغة الإمام السجاد -عليه السلام- في الإشارات الأخلاقية التربوية/ دعاء مكارم الأخلاق أنموذجًا). وألقت الموسوي بحثها ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الموسوم بـ (السجاد والباقر -عليهما السلام- السراجان المنيران)، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ويشرف عليه قسم الشؤون الفكرية ومركز الصادقين ومركز الشيخ الطوسي وجمعية العميد العلمية والفكرية، ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الأوّل. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأوّل تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وتناول البحث الأبعاد المختلفة في الجوانب التي قدّمها الإمام (عليه السلام) في الصحيفة السجادية للمسلمين بصورة أدعية، نظرًا للظروف التي كانت تحيط به، ومن تلك الأبعاد التي يقف عليها الدارس للصحيفة السجادية هـو البعد التربوي الأخلاقي، لما تمثله الأخلاق من أساس في بناء المجتمع بناءً صحيحًا. وأشارت الباحثة إلى أنّ دعاء (دعاء مكارم الأخلاق) يحمل الكثير من المضامين التربوية التي يحث الإمام (عليه السلام) عليها، وقد وقف البحث على هذه المضامين أو الأبعاد التربوية ودراستها دراسة تحليلية في ضوء التربية الحديثة؛ لحاجة المجتمع في الوقت الحاضر إلى مثل هذه القواعد الأخلاقيـة لبنـاء الطفل والناشئة؛ كونهم يمثلون الأساس في المجتمع، وبيان آلية تقديم هذه القواعد لهم، وتطبيقها على أرض الواقع.

ويضيف البحث أنّ الصحيفة السجادية تتضمن في طياتها مفاهيم كثيرة، ومن هذه المفاهيم جمعها بين العقيدة والأخلاق في الدعاء في تناسق تام، وانسجام يوحي بأن المنشئ في ذلك الوقت- واستمرارًا إلى يومنا هذا- أراد بناء مجتمع متكامل قائم على المثل العليا، والقيم الأخلاقية التي جاء بها الإسلام، فروعة الأخلاق تكتمل إذا نشأت مـن عقـيدة سليمة، وهذا ما أراده الإمام السجاد (عليه السلام) من الله في الحفاظ على المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت، طبقا للباحثة.