أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-23
917
التاريخ: 2023-05-12
2536
التاريخ: 2023-04-06
947
التاريخ: 2023-03-20
833
|
وفي هذا الصدد يذكر توفيق محمد عبد المحسن أن علماء الإدارة تناولوا المراحل التي مرت بها الرقابة على جودة الإنتاج إلى ستة مراحل أساسية أكثر تفصيلاً ؛ نعرض لها بإيجاز:
(1) الرقابة بواسطة العامل أو الملاحظ (قبل عام 1900) Operator Control:
في هذه المرحلة كان العمل والإنتاج يتميزان بالبساطة والشفافية، وكان العامل يقوم بكل مراحل العملية الإنتاجية لمنتج معين فضلاً عن مراقبة هذا المنتج والإشراف عليه، ولايزال هذا النوع من الرقابة سائداً في بعض الصناعات اليدوية الدقيقة إلى يومنا هذا (مثل منتجات خان الخليلى ومختلف المنتجات اليدوية. والشكل التالي [رقم (1)] يوضح ذلك النظام الحرفي القديم في الرقابة
وتطبيق مثل هذا النظام المبسط يحقق المزايا التالية:
- والجودة هي مسؤولية الحرفي الذي يعتز بإنتاجه ويضع شعاره وتوقيعه عليه.
- ويتمتع المشرف بقدر كبير من الاحترام من الإدارة.
- ويحقق أكبر قدر من الانتماء والتعاون.
ولكنه من الناحية الأخرى يعاني من الصعوبات التالية:
- ارتفاع الأجور؛ وبالتالي ارتفاع الأسعار.
- انخفاض الإنتاجية
- صعوبة الإنتاج الكمي.
(2) الرقابة بواسطة مشرف العمال منذ (1900 - 1920): Forman Control
تعددت المنتجات وتطورت العملية الإنتاجية إلى حد ما نتيجة تطور الطلب، وأصبح أكثر من عامل مسئولا عن نفس المنتج، مما أدى إلى ظهور طبقة تسمى مشرفي العمال، وكل مشرف مسئول عن مجموعة عمال بهدف مراقبة جودة الإنتاج، كما في الشكل التالي (2)؛ والموضح لأسلوب فريدريك تايلور، وفيه تم فصل التخطيط عن التنفيذ وأصبح على الملاحظين والمشرفين والعمال تنفيذ الأعمال المكلفين بها، دون السماح لهم بالتطوير والتعديل؛ مما أدى إلى فقدان مشاركتهم الذهنية والابتكارية وعدم تحملهم المسئولية وظهور مشاكل اجتماعية ونفسية وسياسية كثيرة؛ وأهمها عدم الولاء والانتماء.
(3) الرقابة بواسطة الفاحص المتخصص (1920 (1940): Inspector control
في هذه المرحلة ازداد الطلب على المنتجات وتطورت المنظمات الصناعية وكبر حجمها وتعددت وتنوعت منتجاتها؛ فظهرت إدارات متخصصة في الرقابة على الجودة، وأصبحت الرقابة على الجودة مسئولية فاحص متخصص يقوم بفحص المنتجات التي تنتجها المنظمة للتأكد من مطابقتها لمعايير الجودة المحددة مسبقاً، وتصحيح العيوب.
(4) الرقابة الإحصائية على جودة الإنتاج (1940) - (1960) Statistical Control
في هذه المرحلة تم التركيز على الإنتاج الكبير الذي تميزت به هذه الفترة مما أدى إلى ظهور الأساليب الإحصائية وبدء استخدامها؛ فتمت الاستعانة بخرائط ضبط الجودة، ونظم معاينات الفحص والقبول، وذلك لتمييز الانحرافات العشوائية للإنتاج عن غير العشوائية.
(5) مرحلة تأكيد الجودة (1960) - (1980) Quality Assurance
في هذه المرحلة تم التركيز على بيع المنتجات التي تم تصنيعها بعد التأكد من جودة هذه المنتجات قبل طرحها فى الأسواق وبيعها للعملاء.
(6) مدخل الجودة الشاملة Quality Management 1980 حتي الآن)
يعد مدخل الجودة الشاملة من أهم مداخل التطوير التنظيمي، والتي فرضتها طبيعة المتغيرات العالمية المتلاحقة على غالبية المنظمات والناتج عن ظهور روح التنافس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي على المستوى المحلي والعالمي وهذا المدخل يتأسس على فلسفة جديدة للإدارة وللمجتمع، تتلخص في: «أن يبذل كل فرد أو مجموعة أفراد أفضل ما لديهم من إمكانيات وقدرات، بحيث يعتبر كل فرد ركيزة أولية في طريق التوصل إلى الإبداع المجتمعي».
كما أشار فواز التميمي، والخطيب أحمد؛ نقلاً عن جارفن Garvin لمراحل التطور التاريخي لمفهوم إدارة الجودة الشاملة أنه من خلال التطور الفكر الإداري نلاحظ أن الجودة تطورت بشكل مستقر، ويمكن تقسيم هذا التطور إلى أربعة مراحل متميزة هي (المعاينة، والرقابة الإحصائية للجودة، وتوكيد الجودة، وإدارة الجودة الشاملة)، علماً بأن كل مرحلة تالية من مراحل التطور تشتمل على المرحلة السابقة لها. وفيما يلي توضيح لهذه المراحل :
- مرحلة المعاينة الفحص أو التفتيش 1920 - 1930 تتضمن مجموعة أنشطة كالقياس والفحص والاختبار، يتم مقارنة نتائجها مع المتطلبات المحددة سلفاً للتحقق من المطابقة لهذه النتائج، أو التحقق من وجود كل صفة منها في السلعة أو الخدمة المقدمة.
- مرحلة رقابة الجودة ضبط الجودة إحصائياً 1930 - 1970: وهي الأنشطة والأدوات التي تستخدم لتنفيذ وتحقيق متطلبات الجودة في الإنتاج.
- مرحلة «توكيد ضمان الجودة 1970 – 1985 : وهي جميع الأفعال والأنشطة المنتظمة والمخططة، الضرورية لتقديم الثقة الكافية بأن الخدمة أو السلعة المنتجة سترضي جميع المتطلبات المحددة سلفاً للجودة.
- مرحلة إدارة الجودة الشاملة 1985 - وحتى الآن في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات بدأ الاهتمام بمدخل إدارة الجودة الشاملة، الذي يشير إلى ثقافة جديدة في التعامل مع المنظمات الإنتاجية لتطبيق معايير مستمرة لضمان جودة المنتج؛ سلعة أو خدمة، وجودة العملية التي يتم من خلالها، ويتضمن هذا المدخل مبادئ وأسسا لإدارة الجودة التي تطبق في كل فرع أو في كل مستوى من المنظمة، وهي بمثابة فلسفة ومجموعة مبادئ إرشادية لإدارة أية منظمة.
وبعد أن استعرضنا الأنظمة السابقة التي مر بها تطور إدارة الجودة يمكن القول إن كل مرحلة تالية من مراحل تطور الجودة قد تضمنت المرحلة السابقة عليها ولم تكن منفصلة عنها، بل كانت كل مرحلة تالية نتاج وبناء للمرحلة السابقة. ويصور الشكل التالي رقم (3) المستويات الأربعة لتطوير إدارة الجودة والسمات الرئيسية المميزة لكل منها.
وفي هذا الصدد أشار صالح عليمات (2004م) إلى أن إدارة الجودة الشاملة قـد مـرت بثلاث مراحل حتى أصبحت في شكلها الحالي. وفيما يلي شرح موجز لكل مرحلة منها:
- المرحلة الأولى 1950 - 1960 في بداية الخمسينات أبرز المفكر الأمريكي فيجنباوم مفهوم الرقابة الشاملة على الجودة، وعرفه بأنه عبارة عن نظام فعال يؤدي إلى إنتاج السلع أو الخدمات بطريقة اقتصادية مطابقة لحاجات ورغبات العميل، ويتضمن تطوير الجودة وصيانتها. كما أشار إلى أن الجودة مسؤولية جميع الأفراد العاملين بالمنظمة، سواء أكانوا يقومون بأعمال إدارية أم فنية، وأكد بأنه يجب على كل فرد في المنظمة، التأكد دائماً بأن مخرجات عمله سليمة وصحيحة من المرة الأولى.
- المرحلة الثانية 1960 1980 ظهرت في بداية الستينات فلسفات عديدة للجودة وإدارتها، كان أبرزها فلسفة الرواد الأوائل للجودة؛ وأبرزهم إدوارد ديمنج W. Edward Deming الذي وضع أربعة عشر من المبادئ الرئيسية التي يمكن لإدارة المنظمات استخدامها لتحقيق ميزة تنافسية على المنافسين في الأسواق، ثم ظهرت بعد ذلك - في بداية السبعينيات- فلسفة فيليب كروسبي Philip Crospy الذي حدد أربع عشرة خطوة لتطويـر وتحسين الجودة وإدارتها، وأخيراً ظهرت فلسفة جوزيف جوران J. M. Joran الذي أوضح ثلاث عمليات للجودة؛ هي علمية التخطيط، وعملية التحسين، وعملية التطوير.
- المرحلة الثالثة 1980 - 1990: حدثت في آخر الثمانينيات وبداية التسعينيات تطورات كبيرة في مفهوم الجودة وإدارتها على سبيل المثال نظام حلقات الجودة وفريق الجودة، كما برز مفهوم الجودة كوظيفة أساسية للإدارة، وبرزت أهمية تطبيقه في مجالات عديدة؛ مثل الخدمات الصحية، والرقابة البيئية وتوليد الطاقة النووية وغيرها. كذلك برزت تعريفات مستحدثة مثل جودة الحياة وجودة بيئة العمل، وأخيراً ظهرت معايير دولية للجودة والتي وضعتها المؤسسة الدولية للتوحيد القياسي في مجموعات من المعايير وهي 9004 - ISO9000.
كل هذه المفاهيم - بالإضافة إلى نظريات الرواد الثلاثة للجودة كانت الأساس لما يعرف اليوم في العالم ككل بمفهوم إدارة الجودة الشاملة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|