أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-09
1461
التاريخ: 2024-06-05
617
التاريخ: 2024-11-06
262
التاريخ: 31-3-2016
2536
|
تبعية الإنسان في العبودية
إن الإنسان غير مستقل في أي شأن من شؤونه وحتى في العبودية أيضا، ولامجال أبدأ للتوهم بأن الإنسان على الرغم من عدم استقلاله في أي شأن من شؤونه العامة لكنه مستقل في "العبودية"، وذلك لأن الاستقلال في العبودية يعني التفويض الذي يساوي الجبر في البطلان أو هو أشد منه.
وعلى هذا الأساس لما كانت جملة (إياك نعبد) قد أسندت عبادة الله إلى العابد، فإنه عن هذا الطريق قد تم إبطال الجبر، ولأجل إبطال توهم التفويض أيضا وليتبين أننا في مقام العبودية لسنا مستقلين، وليس لنا دور و أصيل ولم يفوض إلينا أمر العبادة لذلك يجب أن نقول: "وإياك نستعين" و أي: أنت وحدك نعبدك، وفي هذه العبادة أيضا نستعين بك لأجل أدائها.
وعلاقة العبودية والملكية التي هي بين الله والعباد تختلف عن العلاقة بين العبيد والموالي العرفيين من جهتين: إحداهما: أن العلاقة المذكورة علاقة حقيقية وليست اعتبارية وجعلية، والأخرى: أنها علاقة مطلقة وليست محدودة.
فالله سبحانه مالك لجميع شؤون العبد بنحو مطلق، وليست ملكيته مشوبة بملكية الآخر ومملوكه في العبودية لا يقبل التجزئة والتبعيض، خلافا للموالي العرفيين الذين لا يملكون سوى أفعال عبدهم الاختيارية فقط، وبالنسبة إلى الكثير من الأمور فهم ليسوا فقط لا يملكون دواخل وخطرات نفس العبد، بل لا يعرفون عنها شيئا، إذن فهؤلاء العبيد ليسوا عبيدة طلقة لمواليهم.
الموحد الذي يرى الله سبحانه مالكا حقيقيا، وربة مطلقة للحياة والموت والآثار والأعمال والصفات وحتى خطرات النفس، فإنه في مثل ... هذا المقام الشامخ الفكري والاعتقادي يقول: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 79] ، {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] ومثل هذا الموحد الذي اختار الموت الاختياري بامتثاله لأمر: "موتوا قبل أن تموتوا"(1) فهو قبل الموت الطبيعي يرى حقيقة: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 93] ، وعلى أثر ذلك الشهود فإنه لا يركن في أي شأن من شؤونه إلى غير الله ها (لا إلى نفسه ولا إلى الآخرين)، لأنه عندما ثبتت الربوبية المطلقة لله مي والعبودية المطلقة لما سواه، فلا يبقى للإنسان شيء غير العبودية المطلقة، وعبادة العبد أيضا تتم دائما بتوفيق من الله سبحانه، وعلى هذا الأساس يجب على الإنسان بعد كل حمد أن يحمد الله مرة أخرى.
يقول السيد العلامة الطباطبائي في هذا المورد: "والله سبحانه غريم لا يقضى دينه"(2) ومع هذا، فإن الإنسان إذا رأى في شأن من شؤونه أو مرتبة من مراتبه شيئا لنفسه، فإنه ذلك لا يتناسب مع التوحيد الخالص، وبناء على هذا فلا مجال للبحث الكلامي المعروف وهو (هل أنت الجزاء والثواب قائم على أساس الاستحقاق أم هو من باب التفضل)، لأنه طبقا لما مر بيانه لا مجال لتوهم استحقاق الثواب والمكافأة، وجميع ألوان الثواب هي بفضل إلهي، ومن يوفق لأداء عمل الخير، فعليه أن يثني على الله شكرا على ذلك التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. البحار، ج16، ص317 (بيان).
2. الميزان، ج 1، ص 27.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|