أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-29
1246
التاريخ: 2023-05-09
1304
التاريخ: 2023-05-11
1443
التاريخ: 2023-04-27
1173
|
كانت جلاير احدى القبائل الكبيرة التي تسكن شرق منغوليا عند نهر اونن، وتتكون من شعوب عديدة يرأس كل منها زعيم، وقد اختلف المؤرخون حول أصل هذه القبائل فاعتبرهم البعض من الأقوام التركية. في حين اعتقد اخرون انهم من القبائل المغولية. والحقيقة ان المعلومات المتوفرة عن أصل القبائل التركية والمغولية ما زالت غامضة بسبب عدم وجود نصوص تاريخية يمكن الوثوق بها، كما ان هذه القبائل اختلطت وتشابكت والمرجح ان غزو الترك لأسيا الوسطى ادى الى حدوث انقلابات عرقية مختلفة كان اهمها رجحان كفة العناصر التركية على غيرها في اجزاء بلاد ما وراء النهر. وقد قدم الاتراك لهذا الاقليم بوصفهم اصدقاء وحلفاء لمغول السهوب الشرقية عند تيان شان وجبال التاي، وسرع عان ما استقروا على ضفاف جيحون، وكان الترك يشبهونهم من حيث حبهم للسلب والنهب والقتل. ويمكن اعتبار الجلائريين من الأقوام التركية التي تسمت بالمغولية في وقت متأخر. استخدم المغول الجلائريين في عهد قايدو خان الجد السادس لجنكيز خان واحفاده عبيدا لهم، وتشير الروايات التاريخية الى ان قسم منهم كانوا يسكنون حول نهر كارولان بالقرب من دولة الخطا (الخطاي) فقامت بينهم وبين الاخيرين حروب انتهت بهزيمة ساحقة للجلائريين، ولم تنج منهم سوى سبعين اسرة من عشيرة جابولغان فنزحوا بالقرب من القبائل المغولية التي يقودها جنكيز خان، واتصلت هذه العشيرة الجلائرية بقبيلة جنكيز خان، ونشأت بينهم روابط مودة وقرابة. ولما وحد جنكيز خان القبائل المغولية والتركية تحت قيادته كانت القبائل الجلائرية من ضمنها، واستطاع بعض أفرادها الحصول على مناصب هامة لديه، ومن هؤلاء موقلي كويانك زعيم قبيلة جايت الذي كان يقود الجناح الايسر من جيشه، ولقب هو واولاده كويانك أي الخان الكبير بلغة الخطاي. وعندما قام جنكيز خان بتوزيع الجيش الذي شكله من مختلف القبائل بين امراء التومان شمل الجلائريين هذا التقسيم وتوزعوا بين الصين ومنغوليا وتركستان وما وراء النهر والقبجان وبقي قسم منهم مع الايلخانيين حيث جاءوا الى إيران والعراق. اثبت الامراء الجلائريون كفاءة عسكرية وادارية جعلت بعضهم يحتلون مراكز هامة في الجيش المغولي ، ومن هؤلاء ايلكانويان الجد الاعلى للجلائريين الذين حكموا العراق وقد اصبح اميرا للجيش في عهد هولاكو، وشاركه في احتلال بغداد واختاره الاخير مع ثلاثة الاف فارس ليعملوا على توطيد السلطة المحتلة والتنكيل بمن يتصدى لها، وخلف ايلكانويان عشرة أولاد تاسعهم اقبقا الذي التحق بالايلخان اباقا وفي عهد احمد تكودار ارسله الى بلاد الروم (الاناضول) لإخماد اضطرابات نشبت هناك، فنجح في اخمادها عام 1275 ، ثم شغل منصب امير الأمراء في عهد كيخاتو (1291-1295)، وتزوج ابنه حسين من اولجتاي ابنة ارغون ودخل في خدمة اولجايتو، وتلقب كوركان (أي الصهر) وفي عام 1306 ذهب الامير حسين في حرب كيلان فانتصر وعينه اولجايتو حاكما على اران. وبعد وفاة اولجايتو هاجم أحد الامراء المغول ويدعى يسور خراسان، فأرسل السلطان ابو سعيد جيشا بقيادة الامير حسين الذي تمكن بمساعدة حاكم سيستان من هزيمة يسور، واستعادة خراسان فعينه السلطان اميرا على خراسان وقد شغل ابنه الشيخ حسن مكانة مرموقة في عهد هذا السلطان، باعتباره حفيدا لارغون من جهة امه التي كانت عمة السلطان. وفي عام 1332 عينه السلطان ابو سعيد حاكما على بلاد الروم وبقي في منصبه حتى وفاة السلطان عام 1335. بعد وفاة السلطان استبد الامراء بالحكم واخذ كل منهم يسعى الى العرش متخفيا وراء بعض الاسماء، فضلا عن اعلان الكثير من الامراء الاستقلال عن الدولة الايلخانية في اماراتهم. ولكن الوزير غياث الدين محمد جمع الامراء والخواتين فوقع الاختيار على ارباخان ونصب خانا، وقيل ان السلطان ابي سعيد قد اوصى قبل وفاته بان يخلفه الامير اربا خان لأنه لم يبق من نسل هولاكو من هو جدير بالسلطنة. ولما كان بعض افراد الاسرة وعدد من امراء المغول غير راضين عن هذا الاختيار أنظم بعضهم الى الامير علي بادشاه، خال السلطان ابي سعيد وحاكم العراق العربي وديار بكر، الذي جمع اتباعه الاويرات (1) وأعلن معارضته، لارباخان فاستبد بالسلطة ورفض ان يتشاور مع الامراء الباقين ونصب موسى بن علي بن بايدو بن طرغاي بن هولاكو سلطانا، واستعد الطرفان للحرب التي وقعت بينهما والتي انتهت باندحار ارباخان ووزيره غياث الدين وقتلهما. وصفا الجو لعلي بادشاه وفوض امر الوزارة الى نجم الدين محمود بن تاج الدين علي الشيرواني، وسلط اتباعه الاويرات على شؤون الحكم وصادر الاموال، فنفر منه الامراء وتوجهوا الى حاكم الروم الشيخ حسن الملقب بالكبير (بزرك)، وكان على رأس هؤلاء الامير طغاي بن سوتاي حاكم ديار بكر (1331-1342)، الذي كان يضمر العداء لعلي بادشاه ومعه اولاده واخوته مع الحاج طوغانك (طوغا بك) وحثوا الامير على الحرب وأقنعوه بأحقيته بالزعامة. اعلن الشيخ حسن بزرك معارضته لايلخانية موسى ونصب محمد خان بن يولقتلغ وهو من احفاد هولاكو سلطانا وتوجه الى اذربيجان بجيوش جرارة، ثم انظم اليه الامير سيورغان بن جوبان حاكم كرجستان والتقى مع جيش موسى خان وعلي بادشاه في عام 1333م في نواحي الاطاق، فأسفرت المعركة عن قتل علي بادشاه وهرب موسي خان، واستيلاء حسن بزرك على الحكم في تبريز، وبذلك اصبح الشيخ حسن مسيطرا على شمال غربي ايران، واسند الشيخ حسن الوزارة الى شمس الدين زكريا بن حسن الدامغاني. ولكن الامور لم تهدأ، اذ ان بعض الامراء غضبوا من الشيخ حسن وسيطرته على مقاليد السلطنة، فتوجهوا الى خراسان والتحقوا بأميرها طغا تيمور وكان حاكما على مازندران، والذي التف حوله الامراء وأقنعوه بأحقيته بالسلطنة وتوجهوا به الى مدينة السلطانية، وأنظم إليهم الخان الهارب موسى، لكن الشيخ حسن تمكن من الانتصار عليهم عام 1336 وقتل موسي خان وهرب طغا تيمور عائدا الى خراسان، وبذلك صار الشيخ حسن وصنيعته اقوى الممثلين للحكم الايلخاني وقام بتعيين الامراء حكاما على الاقاليم وأرسل الامير قره حسن حاكما على بغداد. لكن الأمور لم تجر كما كان يريد الشيخ حسن، اذ ظهر له منافس اخر ذلك هو الشيخ حسن بن تيمور تاش بن جوبان الذي لقب بحسن كوجك (الصغير) تميزا له عن الشيخ حسن الكبير. وكان جوبان جد حسن كوجك اميرا للأمراء ووصيا على السلطان ابي سعيد عندما كان صغيرا وقد قتله السلطان ابي سعيد عام 1326 ، وهرب ابنه تيمورتاش الى مصر حيث اغتاله السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون حتى لا يفسد علاقته الدولة مع الايلخانية، ولكن حسن كوجك ثار من بلاد الروم وادعى ان اباه لم يقتل، ولكنه هرب من سجون القاهرة وقدم الى العراق واذربيجان وجلب مملوكا تركيا شديد الشبه بابيه وادعى ان هذا هو ابوه فالتف حوله اتباع ابيه وعدد من أمراء الشيخ حسن بزرك، فضلا عن انصار علي بادشاه الذين وجدوا من حسن كوجك خير منافس للشيخ حسن بزرك. وفي عام 1337 وقعت معركة بين الحسنين في الاطاق هرب منها حسن بزرك الى تبريز، ناجيا بنفسه وترك سلطانه محمد خان يلاقي، مصرعه بينما هرب حسن كوجك جريحا إثر محاولة قام بها والده المزعوم تيمور تاش لاغتياله والانفراد بالسلطة. وسار تيمور تاش الى تبريز ليستولي عليها ولكن حسن الكبير واتباعه تمكنوا من الحاق الهزيمة به فهرب الى بغداد. اما حسن الصغير واتباعه الجوبانيون فقد التفوا حول الأميرة ساتي بيك اخت السلطان ابي سعيد ونصبوها سلطانة عام 1388، وتمكنت من التأثير على حسن الكبير الذي تصالح معها ومع كوجك واعترف بزعامتها على البلاد ولكن حسن بزرك لم يكن واثقا من هذا الصلح فاستدعى خصمه السابق طغا تيمور حاكم خراسان عارضا عليه العرش فتوجه هذا مسرعا الى السلطانية، ولكن حسن كوجك شعر بما يدبره حسن بزرك فاسرع الى مفاوضة طغا تيمور واعدا اياه بتزويجه من ساتي بيك ومن دلشاد خاتون بعد القضاء على زوجها الشيخ حسن بزرك، فوافق على هذه الشروط ووقع وثيقة بذلك وارسلها الى حسن كوجك الذي ارسلها بدوره الى بزرك، وسرعان ما ندم طغا تيمور بعد ان وقع في الفخ وانسحب في نفس الليلة الى خراسان، وفقد بزرك ثقته بكوجك ورأى ان وجوده معه افقده حقه في الزعامة فتوجه مسرعا الى بغداد، واجلس عز الدين جيهان تيمور بن الفرنك بن كيخاتو على عرش السلطنة، واسند الوزارة الى وزيره السابق الخواجة شمس الدين زكريا واصبح تحت سلطته العراق العربي والاحواز وديار بكر، وفي عام 1339 خلع جيهان تيمور واعلن استقلاله في البلاد. لقد اصبحت بغداد طوال عهد الشيخ حسن عاصمة للدولة الجلائرية، ولم يلبث خصمه حسن كوجك ان قتل عام 1343، وبذلك تخلص حسن بزرك من خصم قوي، وعنيد. غير ان حسن بزرك واجه عدو جديد متمثلا بالملك الأشرف أخو حسن كوجك الذي تولي حكم اذربيجان بعد مقتل اخيه وسمى نفسه الو شيروان. وقد تقدم وحاصر حسن بزرك في بغداد، ولكن الاخير صمد فاضطر الو شيروان الى الانسحاب عام 1347. وقد شهد العراق في عهد حسن بزرك، ولاسيما بعد انهيار دولة الايلخانيين في اذربيجان وخراسان عام 1353، وتوقف التهديد الذي كانت تشكله على العراق حقبة هدوء واستقرار انصرف خلاله الشيخ حسن لتنظيم الادارة وتوطيد السلطة الجلائرية في العراق، واستثمار ما يمكن استثماره من موارد العراق الاقتصادية لصالح تلك السلطة حتى وفاته عام 1356.
....................................................
1- الاوبرات: من القبائل التركية التي تسمت بالمغولية في وقت متأخر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|