المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Incommunicado?
12-11-2016
الإمكانات الموجودة لدى الطفل
15-1-2016
السجايا الانسانية
2023-04-29
أدعية الصحيفة السجّادية: الدعاء الثاني والاربعون
25/10/2022
شاهد أجدد الصور لكوكب بلوتو
22-10-2016
من آذى علياً (عليه السلام) فقد آذى الله ورسوله
2023-11-01


الشعور بلذة الجمال  
  
958   01:16 صباحاً   التاريخ: 2023-05-02
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص38 ــ 40
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن الخوض في الجمال والنظر إلى ما هو جميل يصب في اهتمامات الشباب الثابتة ، فالجمال يثير في الشباب نوعاً من اللذة، وكلما كانت طريقة الاستلذاذ بالجمال تعتمد على صفة من صفات الإنسان كلما زاد إدراكه لتلك اللذة.

إن الشبان والفتيات الشابات يحبون العطور القوية والشديدة التي يمكن أن تلعب فيما بعد دوراً مهماً في عملية التجميل والتجمل ، إنهم يبدون حساسية كبيرة إزاء العطر والشعر وبشرة الوجه ، ويتأثرون خاصة بالعطور . كما أن تناسق الألوان وجمال الأشكال وظرافة الأصوات تولد فيهم حالة من السعادة والفرح.

إشباع رغبات الجمال

إن رغبة التجمل والتزين في جيل الشباب هي من الرغبات التي لابد أن تخضع لمراقبة شديدة ، ويجب إشباع هذه الرغبة ضمن الحد المعقول وبعيداً عن الإفراط والتفريط . لقد عمد الإسلام من خلال توصيته بطهارة البدن وسواك الأسنان والتطيب وصبغ الشعر ودهنه وارتداء أجمل الملابس والثياب وغيرها من الأمور التي تساعد في عملية التجميل ، عمد إلى إرشاد حب التجمل لدى الشباب إلى الطريق الصحيح الآمن من الأخطار.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اختضبوا فإنه يزيد في شبابكم وجمالكم)(1).

وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا أصبت الدهن في يدك فقل، اللهم إني أسألك الزين والزينة)(2).

ميول الشاب إلى الجمال

وعن الباقر (عليه السلام) أنه قال : (إن أمير المؤمنين (عليه السلام) أتى البزازين فقال لرجل : بعني ثوبين فقال الرجل: يا أمير المؤمنين عندي حاجتك ، فلما عرفه مضى عنه فوقف على غلام فأخذ ثوبين احدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين فقال : يا قنبر خذ الذي بثلاثة ، فقال : أنت أولى به ، تصعد المنبر وتخطب الناس ، فقال وانت شاب ولك شره الشباب وأنا أستحي من ربي أن أتفضل عليك ، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون)(3).

هناك ثلاث نقاط في هذا الحديث تستوقفنا :

الأولى: هي أن على كل صاحب منصب ومقام أن لا يستغل منصبه أو مقامه في المعاملات العادية ، فأمير المؤمنين (عليه السلام) حاول أن يفهم الغلام الكاسب أن المشتري رجل عادي يدعى علي بن أبي طالب وليس أمير المؤمنين ذا المنصب والمقام ، وقد امتنع أمير المؤمنين عن الشراء من ذلك الكاسب لأنه عرفه وناداه بلقبه.

الثانية: هي أن الدين الإسلامي يوصي بحماية الغلمان ومداراتهم ، وهذا ما جاء واضحاً في حديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث قال : ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون.

مقياس التجمل :

الثالثة: هي أن أولياء الله (عليهم السلام) يدافعون عن رغبة التزين وحب التجمل لدى الشباب في حدود المصلحة، ولهذا منح أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قنبراً الشاب الثوب الأجمل والأفضل ليسر قلبه ويرضي رغبته في التجمل. ومما لا شك فيه ولا ريب أن إرضاء رغبة التجمل لدى الشباب وهي من الرغبات الفطرية يساهم في تكامل أذواقهم وتفتح أحاسيسهم ومشاعرهم ويسوقهم نحو التسامي المعنوي والعاطفي. ومن هذا المنطلق جاءت نظرة الإسلام الإيجابية إلى هذه المسألة ، ولكن ينبغي مراقبة الشبان لكي لا يتمادوا في هذا المجال إلى حد الإفراط وتجاوز الحدود .

الافراط في التجمل:

إن الإفراط في التجمل والتزين له نتائج وعواقب سلبية وربما ساق الفتيان والفتيات إلى طرق تؤدي بهم إلى التعاسة والضياع . كما أن الاهمام الزائد بمسألة التجمل يمكن أن يكون مصدراً لإصابة الفرد بمرض الوسوسة ويؤدي به تدريجياً إلى الإصابة باختلالات نفسية. كذلك فإن الاهتمام الفائض بالتجمل بهدف جلب أنظار الناس قد يؤدي إلى تنامي روح الرياء والغرور في نفس الإنسان ويجعله فرداً منبوذا في المجتمع، ويمكنه أيضاً أن يحد من عمل الإنسان ونشاطه ويجعله يهدر عمره في امور غير مفيدة تافهة وأحياناً مضرة.

______________________________

(1) مكارم الأخلاق، ص43.

(2) المصدر نفسه ص26.

(3) المستدرك ج1، ص210. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.