أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-19
![]()
التاريخ: 2023-05-18
![]()
التاريخ: 2023-07-17
![]()
التاريخ: 23-10-2014
![]() |
يقول تعالى: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 52]
إن جملة: {عَفَوْنَا عَنْكُمْ} [البقرة: 52] هي جملة عامة حيث يوحي ظاهرها بأن كل من ابتلي بعبادة العجل فهو معفو عنه ضمن شروط خاصة، بيد أن من طائفة الآيات التي تروي قصة السامري هو أن العفو لا يشمل إلا الطبقة التي يسودها الحرمان والجهل من الناس، وإن رؤوس الشرك وأولئك الذين يحملون الناس بالقوة والحيلة على اتباع دين معين فهم محرومون من تلك العناية الإلهيّة، ومبتلون بأشد العذاب، ولن يشملوا بالعفو البتة.
من هذا المنطلق، فكما أن فرعون المدعي للألوهية بقوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24]، و{مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38]، يغرق في البحر ويُلحق به آله وأتباعه وجنوده: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [القصص:40]، فإن السامري كذلك مع أتباعه ومرافقيه في قضيّة عبادة العجل الذين كانوا يقولون تناغماً مع قوله: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى} [طه:88] يبتلون جميعاً بأشد العذاب (1)، ومن المنطلق نفسه فإن العجل المصنوع و"الصنم الصامت" سيُحرق، إذ: {لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} [طه:97]، كما هو حال "الصنم الناطق"، أي فرعون الذي سيغرق في البحر: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [القصص:40]، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن السامري يعاقب في الدنيا بأسوأ عقاب: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه:97]، ومن جهة ثالثة فإن آل السامري تصيبهم الذلة والمسكنة: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ...} [الأعراف: 152]، ومن جهة رابعة فإنهم يوم القيامة - كما هو حال قادة الشرك كافة يكونون "وقود النار والمادة المولدة لها في جهنّم. على هذا الأساس ففي سورة "آل عمران"، وبعد عبارة: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ} [آل عمران: 10] يقول عز من قائل: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ...} [آل عمران: 11] وفي هذه الآية دلالة على أن مروجي الشرك والكفر الذين يمهدون لانتشار الشرك وشيوعه فإنّهم يحترقون يوم القيامة بأنفسهم من ناحية، ويشكلون وسيلة لاحتراق الآخرين وإيقاد نار جهنم أيضاً من ناحية أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. إذ على الرغم من أن ظاهر إطلاق عبارة: العفونا عنكم يفيد شمول كل عبدة العجل بالعفو (باستثناء شخص ،السامري، حيث يُستفاد هذا الاستثناء من آيات أُخرى)، لكن ما تستلزمه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبْ مِنْ رَبِّهِمْ وَدَلَةٌ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا (سورة الأعراف، الآية 152) هو أن آل السامري لم ينتفعوا من مائدة العفو الإلهي الواسعة؛ وذلك لأن قلوبهم كانت قد امتزجت بمحبة العجل وأشربُواْ فِي قُلُوبهمْ الْعِجْلَ بكفرهم (سورة البقرة، الاية 93).
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تطلق النسخة الحادية عشرة من مسابقة الجود العالمية للقصيدة العمودية
|
|
|