المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

 فقه القرآن ومنهجية البحث
2023-08-28
لا تفسير للمجموعة الكمية
2023-03-28
عنوان المفارقة (التناقض)
29-11-2019
من أصلح سريرته ؟
26-12-2020
إظهار الغنى‏ ـ بحث روائي
20-4-2016
الدوران بين الفراشين‌
16-2-2022


الشاب وحب الكبرياء والظهور  
  
1090   11:02 صباحاً   التاريخ: 2023-04-29
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص354 ــ 356
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال تعالى في محكم كتابه: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [محمد: 14].

حب الاستقلال وبناء الشخصية :

من الرغبات الطبيعية الاخرى التي تبدأ بالظهور في أعماق الفتى لدى بلوغه ، وتحفزه على العمل والنشاط ، الرغبة في تحقيق الاستقلال الذاتي وبناء الشخصية فالطفل لا يجد نفسه جديراً بأن يكون مستقلا في عمله وقراراته وإرادته ، وذلك بسبب ضعف جسمه وعدم نضوج فكره ، فهو لم يزل طفلاً بحاجة إلى رعاية أبويه واهتمامهما. ومع حلول مرحلة البلوغ تنتهي فترة الطفولة، ويبدأ الجسم بالنمو الشامل والسريع ، وتبرز فيه تدريجياً صفات الرجل الكامل ، وإلى جانب التغييرات الجسمانية هناك تغييرات تطرأ على نفسية الفتى ، حيث تولد فيه عواطف وأحاسيس جديدة ، منها حس الاستقلال وبناء الشخصية .

ميل الشاب للحرية : 

«تبرز رغبة الشاب في إثبات شخصيته الاجتماعية في حالات عديدة، لا تخرج عن إطار نشاط ذاتي صرف. فيسعى الفتى إلى إبداء رغبته في الانفصال عن عالم الطفولة لتكون له حياة حرة ومستقلة».

«إذ لم يعد الفتى بحاجة إلى من يرعاه ويشرف عليه، فهو المسؤول عن كل حركاته وتصرفاته أمام المجتمع ، وهذا ما تؤكده القوانين الجزائية والحقوقية. فالفتى لم يعد طفلا صغيراً ، وينبغي على أبويه أن يمنحاه حريته شيئاً فشيئاً ، لأنه شاء أبواه أم أبيا يرغب في أن تكون له حياة تختلف عن حياة الطفولة التي هجرها بكل ما له صلة بها من حركات وتصرفات وعادات صبيانية. إنه خارج من نطاق الطفولة الضيق إلى عالم الرجولة والكمال الواسع، وما الرغبة في الاستقلال إلا حلقة في السلسلة التكاملية لحياة الإنسان»(1).

قبول عضويته في المجتمع :

إن إرضاء رغبة الفتى في تحقيق الاستقلال وبناء الشخصية إرضاءً صحيحاً أمر واجب ، إذ يجب الاهتمام بهاتين الرغبتين الفطريتين ، لأن الفتى وبنتيجة البلوغ يجد نفسه أمام مسؤوليتين كبيرتين، مؤاخذة الناس له على تصرفاته الشخصية وقبول عضويته في المجتمع. ولكي يحصل الفتى على استقلاليته عليه أن يهتم بمسؤوليته الشخصية ، أما إذا أراد أن يكون عضواً في مجتمعه ، فعليه أن يبني شخصيته. 

استحقاق الثواب والعقاب:

إن الفتى مسؤول عن سلوكه وتصرفاته كما تنص الأحكام الإسلامية والقوانين الوضعية ، فهو مستقل ومخير في أداء خير الأعمال والتصرفات أو شرها ، فهو إذن ينطبق عليه قانون الثواب والعقاب. ولا بد للمرء من أن يكون مستقلاً في شخصيته وإرادته حتى يؤاخذ على سلوكه وأعماله حسب الأحكام الشرعية والقوانين الوضعية.

وتشكل مرحلة الشباب نهاية فترة الطفولة وبداية حياة اجتماعية كاملة ، فالفتى البالغ يخرج من محيط الأسرة الضيق إلى محيط المجتمع الواسع ، ليصبح عضواً في المجتمع يتحمل ما يتحمله الآخرون من مسؤوليات. ومن رغب في أن يكون عضواً مؤثراً في المجتمع ، عليه أن يبني لنفسه شخصية يمكنها أن تتآلف مع المجتمع ، وتتصف بصفات العضوية فيه. وهذه الصفات التي يختارها الفرد ليتطبع بها ويستطيع من خلالها أن يذوب في المجتمع ، يصطلح عليها في علم النفس بالصفات الشخصية. وباختصار فإن ضرورة تحقيق المسؤولية الشخصية والعضوية الاجتماعية تستدعي من الفتى العمل على تحقيق رغبته في الاستقلال وبناء الشخصية ، وإرضاء هاتين الرغبتين الفطريتين بشكل سليم.

__________________________

(1) ماذا أعرف؟، البلوع ص 76 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.