المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الشاب وتعديل الرغبة  
  
1002   11:50 صباحاً   التاريخ: 2023-04-26
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص264 ــ 267
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال تعالى في محكم كتابه : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].

الشباب وولادة الرغبات :

إن الإنسان عندما يطوي مرحلة الطفولة ويدخل مرحلة التكليف والشباب مروراً بثورة البلوغ ، تولد في ذاته رغبات مختلفة ، ويشرع الشاب المراهق بكل حيوية ونشاط، في حركة دؤوبة لإشباع رغباته وميوله النفسية.

رغبات أيام الشباب :

تتملك الفتى الشاب رغبة في معرفة أسرار الطبيعة وأسباب الوجود ومسبباته وخالقه ، والاطلاع على شؤون الدين. والفتى الشاب تراه ينجذب بالفطرة إلى الحق والحقيقة والطهر والفضيلة والعدل والإنصاف والسمو والسخاء. وهو يطالب بالحرية والاستقلال الذاتي وتكوين الشخصية ، وهو يرغب أيضاً في إبراز نفسه وشخصيته. وعندما يبلغ تولد فيه رغبة جامحة للجنس الآخر ، بحيث تطغى الشهوة الجنسية على سائر رغباته وميوله. وتتملك الفتى أيضاً رغبة شديدة في التزين والتجمل ، كما أنه يسعى إلى التأقلم مع المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه ليصبح عضواً فاعلاً في المجتمع ، يكد ويشقى ليستجمع ثروة لا بأس بها . وهنا لا بد من القول : إن كل ما أشرنا إليه يدخل في إطار الرغبات التي تولد في ذات الشبان نتيجة البلوغ ، وتستولي على أفكارهم واهتماماتهم .

إن كل نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان تمثل غصناً في شجرة سعادته، والشاب الذي يروم السعادة والهناء ، ويرغب في أن يصبح إنساناً بكل معنى الكلمة ، عليه أن يلتفت إلى رغباته الفطرية ، ويعمل على إرضاء كل منها في الوقت المناسب وبالقدر المناسب .

الكفر بالنعم:

إن الذي يبحث عن سعادته في إشباع بعض من غرائزه ورغباته فقط ، وكذلك الذي يكرس جل اهتمامه بميل من ميوله النفسية متجاهلاً بقية الاستعدادات الكامنة في نفسه ، إنما يظلم نفسه كإنسان ، ولن يحقق ما يليق به كإنسان من كمال وسعادة .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من لم ير ان لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب فقد جهل وكفر نعم الله وضل سته ودنا منه عذابه(1).

«ينبغي أن يكون هدفنا الصحيح والعملي تنمية نفوسنا من جميع الجهات ، لا أن نحصره في اكتساب العلم وترويض الجسم والعمل وكسب المال فقط ، طبعاً لكل ما ذكرناه أهميته في مكانه وزمانه المناسبين، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن يفكر كل منا كيف يكون إنساناً حقيقياً»(2).

بناء الجسم والروح:

تعتبر فترة الشباب مرحلة تتبلور فيها شخصية الإنسان ، وهي الفرصة الذهبية - إن صح التعبير - التي يبني فيها الشاب جسمه وروحه ليحيا حياة سليمة تليق به ، ويتجهز بكل مستلزمات الحياة. لذا يتوجب عليه استغلال هذه الفرصة لما فيه خيره وصلاحه ، والالتفات إلى جميع رغباته وميوله المادية والمعنوية ، واستثمار كافة استعداداته وتنشيطها بشكل متعادل يضمن له سعادته وهناءه .

تغيير الذات:

«إن مرحلة البلوغ تمنح الإنسان فرصة يستطيع من خلالها توسيع آفاقه وتحليل نفسه كموجود ومعرفة كل ما يتمتع به من طاقات واستعدادات، واختيار الأفضل متاعاً له في رحلته نحو الكمال دون إرباك. إن ما يقوم به الفتى في هذه الفترة ليس لعبة صبيانية بسيطة، بل هو أمر غاية في الجد والأهمية يتحدد على أساسه مسار حياته والتزاماته المستقبلية» .

«إن من أهم فوائد هذه المرحلة ، هو أن الإنسان لا يتحجم أو يتحدد أو يواجه قيوداً على حين غرة، بل هو سائر إليها تدريجياً وبشكل طبيعي. وتعتبر مرحلة الشباب أفضل مرحلة لتغيير الذات، لما يتمتع به الشاب في هذه المرحلة من قوة في التجسم والتجسيد وحب التدقيق والتفحص. إن الأفكار الجديدة والآراء الخاصة وكل ما من شأنه أن يساهم في تحديد مستقبل الإنسان ، تبدأ في هذه المرحلة بالنمو والتفتح .

وفي هذه المرحلة بالذات تتشكل مواقفنا وحالاتنا الأساسية تجاه الحياة. وكلما تقدم الإنسان في السن نحو الكمال، كلما ارتسمت أمامه ذكريات حية عاشها في مرحلة شباه ، ذكريات قامت على أساس من الثقة بالنفس والنبل والطهارة))(3) .

_____________________________

(1) تحف العقول، ص52.

(2) النمو والحياة ، ص 18.

(3) ماذا أعرف؟ البلوغ، ص125. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.