المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


حوار الإمام الرضا (عليه السلام) مع علي بن الجهم  
  
885   03:02 مساءً   التاريخ: 2023-03-22
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10،  ص204-206
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن القاسم بن محمد البرمكي عن أبي الصلت الهروي : أن المأمون لما جمع لعلي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وساير أهل المقالات فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته كأنّه قد ألقم حجرا .

فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له : يا بن رسول اللّه أتقول بعصمة الأنبياء ؟

قال : بلى .

قال : فما تعمل في قول اللّه عزّ وجل : وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى وقوله عزّ وجل : وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ وقوله في يوسف :

وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها وقوله عزّ وجل في داود : وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ وقوله في نبيّه محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) : وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ؟

فقال الإمام الرضا ( عليه السّلام ) : ويحك يا علي ! اتق اللّه ولا تنسب إلى أنبياء اللّه الفواحش ولا تتأوّل كتاب اللّه عزّ وجل برأيك ، فإنّ اللّه عزّ وجل يقول : وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ .

أما قوله عزّ وجل في آدم ( عليه السّلام ) وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى فإن اللّه عزّ وجلّ خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتمّ مقادير أمر اللّه عزّ وجل . فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عزّ وجل : إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ .

وأما قوله عزّ وجلّ : وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ إنّما ظن أنّ اللّه عزّ وجل لا يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول اللّه عزّ وجل : وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أي ضيّق عليه ، ولو ظنّ أن اللّه لا يقدر عليه لكان قد كفر .

وأما قوله عزّ وجل في يوسف : وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها فإنّها همّت بالمعصية وهمّ يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله ، فصرف اللّه عنه قتلها والفاحشة ، وهو قوله :

كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ - يعني القتل - وَالْفَحْشاءَ يعني الزنا .

وأما داود فما يقول من قبلكم فيه ؟

فقال علي بن الجهم يقولون : إنّ داود كان في محرابه يصلّي إذ تصوّر له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور ، فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج الطير إلى الدار ، فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حنان ، فاطلع داود في أثر الطير فإذا بامرأة أوريا تغتسل فلما نظر إليها هواها وكان أوريا قد أخرجه في بعض غزواته ، فكتب إلى صاحبه أن أقدم أوريا أمام الحرب ، فقدّم فظفر أوريا بالمشركين فصعب ذلك على داود .

فكتب الثانية أن قدّمه أمام التابوت فقتل أوريا رحمه اللّه وتزوّج داود بامرأته .

قال : فضرب الرضا ( عليه السّلام ) بيده على جبهته ، وقال : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ! لقد نسبتم نبيا من أنبياء اللّه إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير ، ثم بالفاحشة ثم بالقتل .

فقال : يا بن رسول اللّه ! فما كانت خطيئته ؟

فقال ( عليه السّلام ) : ويحك إنّ داود إنّما ظن أن ما خلق اللّه عزّ وجلّ خلقا هو أعلم منه فبعث اللّه عزّ وجل إليه الملكين فتسوّرا المحراب فقالا : خصمان بغى بعضنا على بعض ، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إنّ هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ، فعجّل داود ( عليه السّلام ) على المدّعى عليه ، فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ولم يسأل المدّعي البيّنة على ذلك ، ولم يقبل على المدعي عليه فيقول ما يقول .

فكان هذا خطيئة حكمه ، لا ما ذهبتم إليه ، ألا تسمع قول اللّه عزّ وجل يقول : يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ . . . إلى آخر الآية .

فقلت : يا بن رسول اللّه فما قصته مع أوريا ؟

فقال الإمام الرضا ( عليه السّلام ) : إنّ المرأة في أيام داود إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبدا ، وأول من أباح اللّه عزّ وجل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود ( عليه السّلام ) ، فذلك الذي شقّ على أوريا ، أما محمد نبيّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقول اللّه عزّ وجل له : وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فإن اللّه عزّ وجل عرّف نبيه ( صلّى اللّه عليه واله ) أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الآخرة وإنّهنّ أمهات المؤمنين واحد من سمي له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة .

فأخفى ( صلّى اللّه عليه واله ) اسمها في نفسه ولم يبده له لكيلا يقول أحد من المنافقين أنه قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين ، وخشي قول المنافقين قال اللّه عزّ وجل : واللّه أحقّ أن تخشاه في نفسك وأن اللّه عزّ وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلّا تزويج حواء من آدم وزينب من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وفاطمة من علي ( عليه السّلام ) .

قال : فبكى علي بن الجهم وقال : يا بن رسول اللّه أنا تائب إلى اللّه عزّ وجل أن أنطق في أنبياء اللّه بعد يومي هذا إلّا بما ذكرته[1].

 

[1] أمالي الصدوق : 55 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف