المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Tonal mobility
14-4-2022
Marsupial
22-10-2015
القــوة
30-7-2017
الفيتامينات Vitamins
16-9-2020
الهياكل التنظيمية
4-5-2016
Caspases
4-10-2017


المرقَّش الأكبر  
  
6808   08:57 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص129-130
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015 1964
التاريخ: 25-06-2015 2922
التاريخ: 27-09-2015 7204
التاريخ: 21-2-2018 5711

المرقّش الأكبر لقب عوف (1) بن سعد بن مالك أحد بني قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل، وكانت مساكن قومه بنواحي هجر من شرقيّ شبه جزيرة العرب. ويبدو أن المرقّش الاكبر ولد في اليمن نحو عام 500 م ثم نشأ في العراق وتعلّم القراءة والخطّ في صباه. وفي عام 524 م اتصل المرقّش الاكبر بالحارث بن أبي شمر الغسّاني ونادمه ومدحه، فاتخذه الحارث كاتبا.
ولمّا نشبت حرب البسوس (نحو 532-572 م) أبلى المرقّش الاكبر فيها بلاء حسنا، وكان أبوه قائد قومه فيها.
كان المرقّش الاكبر من عشّاق العرب المشهورين، أحبّ في صباه ابنة عمه أسماء بنت عوف، ولكن عمه تعنّت في مطالبه ثم زوّج أسماء برجل من بني مراد فضني المرقّش الاكبر وتوفّي نحو عام 70 ق. ه‍. (552 م).
المرقّش الاكبر شاعر مقلّ، ثم ضاع بعض شعره أيضا. أما أشهر شعره وأحسنه فالغزل. وقد اختار له المفضّل الضبّيّ في «المفضّليّات» اثنتي عشرة قصيدة ومقطوعة في الغزل والحماسة والفخر ووصف الإبل.
- المختار من شعره:
قال المرقّش الاكبر في الغزل، من قصيدة من شعره المتأخر:
سرى ليلا خيال من سليمى... فأرّقني وأصحابي هجود (2)
فبتّ أدير أمري كلّ حال... وأرقب أهلها وهم بعيد (3)
على أن قد سما طرفي لنارٍ... يشبّ لها بذي الأرطى وقود (4)
حواليها مها جمّ التراقي... وآرامٌ وغزلانٌ رقود (5)
نواعم لا تعالج بؤس عيش... أوانس لا تروح ولا ترود (6)
يرحن معا بطاء المشي بدّا... عليهنّ المجاسد والبرود (7)
سكنّ ببلدة وسكنت أخرى... وقطّعت المواثق والعهود
فما بالي أ في ويخان عهدي... وما بالي أصاد ولا أصيد
وربّ أسيلة الخدّين بكرٍ... منعمةٍ لها فرعٌ وجيد (8)
وذو أشر شتيت النبت عذب... نقيّ اللون برّاق برود (9)
لهوت بها زمانا من شبابي... وزارتها النجائب والقصيد (10)
أناسٌ كلما أخلقت وصلاً... عناني منهمُ وصلٌ جديد (11)
_______________________________
1) قيل أيضا: عمرو.
2) أرقه الأمر: منعه النوم. الهجود: النوم، المقصود (هنا): نيام.
3) ادير أمري كل حال: أقلب النظر في أمري وحالي؛ اتطلب مخرجا مما أنا فيه.
4) طرفي: بصري. الارطى: نوع من الشجر. ذو الارطى: اسم مكان (مكان نزول أهل الحبيبة).
5) جم جمع أجم، جماء، مجموم: من كانت عظامه غير بارزة. التراقي: العظام في أعلى الصدر (يقصد أن النسوة اللواتي ينعتهن بدينات غير بارزات العظام). المها: (بقر الوحش، نوع من الغزلان) والآرام (الغزلان البيض). والغزلان كناية عن النساء.
6) نواعم: ناعمات، ملس الاجسام (لصغر سنهن) لا يعالجن بؤس عيش: غنيات، ولا يقمن بخدمة أنفسهن، بل يخدمهن خدم لهن. أوانس جمع آنسة: الفتاة الصغيرة الجميلة التي يأنس الرجل بها في الغزل من غير المباشرة (معنى جاهلي). لا تراح: لا يرجع الراعي بها في المساء إلى المبيت (كالغنم، كناية عن أنهن لا يعملن في كسب العيش). ترود: تطلب المرعى والماء.
7) بد جمع بداء: الممتلئة الجسم، كثيرة اللحم. المجاسد جمع مجسد (بضم الميم وفتح السين): الثوب المصبوغ بالجساد (بكسر الجيم)، أو الجسد (الزعفران، وهو أصفر اللون)، كناية عن الغنى. والمجسد أيضا الشعار (بكسر الشين): ثوب يلبس مما يلي البدن. البرد (بضم الباء): الثوب الذي يلبس ظاهرا يغطي الجسم.
8) أسيلة الخدين: طويلة الوجه (من صفات الساميين، ومن الجمال المحبوب عند العرب). لها فرع: شعر (طويل) وجيد: عنق (طويل).
9) أشر: حزوز في الاسنان (وتكون ظاهرة في أسنان الصغار). شتيت النبت: أسنانها متفرقة. برود بارد. ذو أشر: الفم.
10) النجيبة: الناقة السريعة. القصيد: الشعر (زرتها ونظمت فيها الشعر، متغزلا).
11) أخلقى: أبلى، لبسه حتى صار قديما. عناه: أهمه، دعته نفسه اليه. -كلما وصلتها مرة (وبظني أنني. سأكتفي) دعاني وجه جديد من جمالها إلى وصل آخر.




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.