الشكل المجزأ أو المشتت:

ليس هناك شك في أن اتصال رقعة الدولة وعدم تمزقها يعتبر عاملاً في تمكين الدولة من  تأدية وظيفتها بكفاءة عالية, ذلك أن تقطيع المساحة قد يخلق كثيراً من المشاكل السياسية والعسكرية والاقتصادية وتعتبر تجزئة الدولة ضعفاً (ستراتيجيا) ، إذ يصعب التحكم في وقت السلم في كل الأجزاء كما يصعب الدفاع عنها في وقت الحرب ويقل احتكاك الناس ببعضهم في الدول المجزأة وبالتالي يضعف تماسكهم ، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف روح الوحدة اللازمة لنشأة الدولة وبقائها, وقد تكون التجزئة برية أو بحرية

1- كانت باكستان تمثل أوضح صور التجزئة البرية (قبل استقلال باكستان الشرقية عنها وتكوينها بنجلادش في ربيع (۱۹۷۲) إذ كان يفصل بين كل من باكستان الشرقية والغربية حوالي ۹۰۰ميلاً في أراضي الهند, وكانت توجد اختلافات اقتصادية وحضارية عميقة بين القسمين ، كما لم يكن التماسك قوياً بين شطري باكستان مما ترك أثره في عدم قدرة البلاد الفاعلة في الدفاع عن أمنها واستقلال أراضيها. وتفصل كندا بين آلاسكا والولايات المتحدة. كما ان قناة بنما التي تمتلكها الولايات المتحدة تقسم جمهورية بنما إلى قسمين متساويين تقريباً, وتنقسم تركيا إلى آسيوية وأوروبية بينهما بحر مرمرة بمضائقه.

2- وقد تكون الدولة المجزأة عبارة عن مجموعة من الجزر مثل اليابان والفلبين وإندونيسيا والمملكة المتحدة. وتفصل المسطحات المائية بين هذه الجزر أمر الذي يجعل الاتصال بينها صعباً في وقت السلم ، كما يقلل من حجم الحركة التجارية بينها . ولغرض ربط هذه الأجزاء بجسور أو غيرها يتطلب الأمر تكاليف باهظة ، كما يصعب الدفاع . عن كل الجزر التابعة للدولة في وقت الحرب . وكثيراً ما تثار بين الدول الجزرية والدول الأخرى مشاكل بخصوص تحديد المياه الإقليمية وما يترتب على ذلك من مشاكل للملاحة العالمية والتجارة الدولية.

3- والنمط الآخر من تجزئة الدول هو الذي تكون فيه أجزاء من الدولة على ج اليابس أما بقية مناطقها فتتكون من جزر وسط المسطحات المائية, ومثل ذلك اتحاد ماليزيا الذي يتألف من شبه جزيرة الملايو البارزة من جسم القارة الآسيوية، وصباح ، وسرواك, وهذا هو نفس إيطاليا التي تتألف من سهل البو وشبه الجزيرة الإيطالية بالإضافة الى جزيرة صقلية وسردينيا.