أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2018
2774
التاريخ: 6-7-2022
1489
التاريخ: 2024-10-15
370
التاريخ: 20-3-2022
1835
|
المرأة تحب الحمل؛ فهي إن حملت كان حبها لجنينها جزءا من كيانها ووجودها.. وحينها تنظر لزوجها بعين التقدير والاحترام، وهذا ما يساعد على بقاء نسبة السكر لدى الأم طبيعية وفي حالة معتدلة..
يكشف العلم ولو عن جانب صغير عن كنه علاقة الحب الغريزية للأم إزاء الجنين؛ فلو حصل أن عانت الأم من نقص في هرمون ما أو اختل عمل إحدى الغدد فإن الجنين في رحم أمه، حيث يعد عضوا من جسدها، يبادر إلى مساعدتها في هذا المجال. والعجيب أن الجنين وحده الذي له تأثير على كل شيء في الأم حتى أنه يجعلها تعيش وضعه الصحي بل ويكون سبباً في ظهور حالات طفولية لديها.
يقال بأن الزوجة في زمن الحمل تتصف بالدلال علماً بأن هذه الصفة الطفولية التي تلجأ إليها الحامل إنما لاستمالة الكبار وطلب المساعدة منهم. في هذه الحالة حيث تظهر فيها الأم على صورة طفولية إلى حد كبير، يجب على الزوج مماشاة الزوجة ومسايرتها لا أن يظهر عليه عدم الارتياح وإلا ترك ذلك أثره على الأولاد.. سيء جدا للجنين أن تكون الأم غير مرتاحة لهذا الحمل، والأسوأ منه أن تشعر الأم بأن الزوج ضجر وغير مرتاح من هذا الحمل وهذا الجنين الذي تفكر الأم أنه سيكون سببا في تعكير الأجواء في المستقبل، وخطورة الأمر نابعة من أن نمو الجنين سيكون في حالة نفسية مضطربة تعيشها الأم وتظهر آثارها عاجلاً أم آجلاً.
لهذا عرف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، الحامل بأنها كالصائم نهاره والقائم ليله والمجاهد في سبيل الله تعالى؛ فالصيام على علاقة بالغذاء والحامل تعيش حالات الصيام بفعل وحامها، ثم إنها تقضي ليلها تتقلب في الفراش فمثلما يعمد الطائر إلى تقليب بيوضه من أجل أن لا تتجمع عناصر البيضة في جهة منها دون الأخريات وقد تموت الفراخ فيها فإن الحامل تتقلب في فراشها خلال الليلة الواحدة سبع إلى ثماني مرات وربما أكثر من ذلك حتى تأخذ الشعيرات المتورمة تحت ثقل الجسد قسطاً من الراحة وحتى يجري فيها الدم بصورة طبيعية حاملاً الأوكسجين إليها ومخلصاً إياها من الفضلات، وأيضاً حتى لا تتجمع عناصر الجنين في جهة منه دون الأخرى وإلا كان نصفا الجنين غير مساويين، وتقلبها تقلب العابد في الليل .
أما جهادها في سبيل الله تعالى، فهي تثابر وتضحي في حياتها من أجل عز عائلتها أو أنها أم جندي المستقبل، فضلاً عن أنها تعتق في كل رضعة رقبة من ذرية النبي إسماعيل (عليه السلام) أي رقبة من (السادات).
أضف إلى ذلك أن للجنين حركة يقوم بها هو، لا كالبيوض التي يجري تحريكها.
إن إضفاء هالة من الاحترام والتقديس على شخصية الزوجة من قبل الإسلام الحنيف إنما لجعل الزوج يشعر بأنه إلى جانب نبع من الإيمان والتقوى والجهاد وتحفيزه للنظر للحمل بعين التفاؤل والبشارة، ولو قام بما يدخل الخوف في نفس الحامل بسبب حملها وراح يكيل لها الكلمات الجارحة بسبب ذلك فإنه قد هيأ لتعرض الطفل لابتلاءات مختلفة، ولن يكون الطفل (قرة العين) المنشودة: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74]
إن (قرة الأعين) التي يطلقها القرآن الكريم على الأزواج والذريات معاً توحي بأنها تعني أيضاً الزوجة وهي تحمل جنينها في رحمها، وعلى هذا تكون الزوجة الحامل هنا قرآنية السمة والحال، ثم لم لا تكون الحامل التي هي كالصائم نهاره والقائم ليله والمجاهد في سبيل الله قرآنية السمة وإسلامية الحال ومثلا لله تعالى. وعلى الضفة الأخرى، لو أجحف الرجل بحق المرأة وحملها؛ المرأة التي سلمت نفسها بيده والحمل الذي هو كالبرعم المقبل على التفتح فإنه لا يمكن أن يقال لهذا الرجل سوى: إنك قد ظلمت الصائم القائم المجاهد واستهدفت بسهامك الظالمة موجودا كنت سبباً في تكونه!!.
حينما يتحدث الإسلام الحنيف عن الزوجة الحامل بهذه الطريقة ويمنحها هذه المنزلة النبوية فإنما ليبين ضرورة مقابلتها باحترام كالذي يليق بالأنبياء (عليهم السلام). إن الأم تعيش مع الجنين حالة من التواؤم بل والتبادل الحياتي بينهما على أكمل وجه، فقد أظهرت احصائية أجريت في منطقة أصابها القحط أن الأمهات الحوامل اللاتي فارقن الحياة بسبب شحة الغذاء وبسبب الجوع كن يزودن أجنتهن بما ادخرن في عظامهن من غذاء. نعم، لطالما غذت الحامل جنينها مما اختزنته من غذاء عظامها بعد أن فاتها الافطار والتسحر في شهر رمضان المبارك.
الملاحظ في التفاح أو العرموط أو أية فاكهة أخرى، تحاول الدفاع عن نويتها التي في وسطها من كل هجوم بكتيري أو فطري حيث أن هذه النوية هي أساس وجود هذه الفاكهة وسلامتها تعني استمرارية وديمومة هذا النوع. تعد المفاصل المحل الذي يمكن للعدو اختراقه وبناء عش له فيه، ولذا عبئت مفاصل أغصان الفواكه بشيء من السم كوسيلة لدرء العدو. وللحيوانات في مفاصلها شعيرات بكثافة أكبر من الأماكن الأخرى وظيفتها الدفاع.. أما الأب أو الأم من بني البشر اللذان يحتفظان بنواتهما في داخلهما (النطفة والجنين) إذا لم يحافظا عليها فهما أضل من التفاح والعرموط..
ليس اعتباطاً تشبيه الأم الحامل بالصائم والقائم والمجاهد، حاشى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقول جزافاً..
الوالدان؛ كل منهما تخرج منه الفضلات والقيح والدموع والبول والمني والوذي والودي والغازات والعرق والبصاق، لكن الأم وحدها يخرج منها شيء آخر هو (الإنسان).
الأم هي التي جعلت المستقبل المجهول ذا معنى في نفسها، وهي التي سمحت لدورة الحياة أن تجري في جسدها. الأم هي المبشر بالحياة الأبدية والخلود والمولّدة من أجل بقاء النوع وادعى للاحترام.
ازداد وزنها بسبب مخلوق آخر، وتنهض بأعباء الوزن الإضافي من أجل كيان عائلة ولذا فهي أمنية وقرة عين الزوج ومحل رضا الله تبارك وتعالى.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|