المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تذل الامور للمقادير
25-10-2020
التأثير الفسيولوجي للفترة الضوئية وشدة الإضاءة على الفلفل
20-1-2023
معادلة "درودي" Drude equation
23-9-2018
ترتيب تنازلي Descending Order
3-11-2015
الدفع - طبقة الاساس المعالجة بالاسمنت
2023-09-30
الانفاق بمرضاة الله
2024-10-23


التقليد والسخرية في نظر الدين الإسلامي  
  
1225   11:37 صباحاً   التاريخ: 2023-02-14
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص191 ــ 194
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-10-2017 2504
التاريخ: 13-12-2019 2481
التاريخ: 20-7-2022 1954
التاريخ: 1-2-2023 1045

ان هذا السلوك لا يحظى بتأييد وقبول الدين الاسلامي حيث انه يعتبر مصيبة في نظر الاسلام. حيث وصفه الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) بأنه علامة سوء الحظ.

وقد ورد في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].

فالسخرية من الامور الغير مقبولة في الاسلام وتعد من ضمن عادات الجاهلية: {قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67]، والتهريج والاستهزاء نوع من الذلة ومن الاعمال المنبوذة (ليس منّا من ذلّ نفسه) فلا يحق لنا أن نكون صغاراً في عيون الآخرين وتكون شخصياتنا تافهة في نظرهم.

فالسخرية والاستهزاء والتقليد، إذا كان الهدف منها الاذى فهي حرام شرعاً. فلقد ورد في (المحجّة البيضاء، ج5، ص236) عن الرسول (صلى الله عليه وآله) حيث قال: (ان المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم من باب الجنة فيقال: هلمَّ هلَّم فيجيء بكربه وغمّه فاذا أتاه أغلق دونه. ثم يفتح له باب آخر فيقال: هلم هلم فيجيء بكربه وغمه فاذا أتاه أغلق دونه فما يزال كذلك حتى ان الرجل ليفتح له الباب فيقال: هلمَّ هلمَّ فما يأتيه)، وعلى هذا الأساس وبالنظر لهذه المضاعفات فإن اصلاح وتربية مثل هؤلاء الأطفال ضروري جداً فيجب التوجه لما يعانونه ومعرفة السبب الذي ألجأهم إلى هذه الظروف بحيث أصبحوا بهذه الصورة. وعدم الاهتمام بهذا الأمر بالإمكان ان يجر صاحبه إلى ارتكاب جرم أو جناية فأحياناً يريد تقليد أحد الابطال فيقوم بضرب الآخرين برجله كما يعمل البطل فيولد للغير صدمة غير قابلة للجبران والاصلاح.

طرق السيطرة على هذه الصفة

هناك طرق يتم من خلالها اصلاح الأطفال الذين ابتلوا بهذه الطريقة. وهنا يجب رعاية الضوابط والشروط التالية:

أـ الموقف الايجابي: وهنا من خلال معرفة العوامل التي دفعت إلى ظهور هذه الصفة ومنها:

1ـ يجب ان يكون الطفل مقبولاً ومحبوباً في البيت والمجتمع بالشكل الذي لا يحس بالعزلة، حيث ان العزلة تعتبر مؤثرة وتولد صدمة للطفل.

2ـ تأييد الطفل في الجوانب الايجابية من حياته لكي يشعر بشخصيته.

3ـ يجب احترام الطفل والعطف عليه لكي يصدق بأنه فرداً مهماً في العائلة.

4ـ الاهتمام به بحيث يشعر بأهميته كفرد عادي أكثر مما هو كمهرج ومقلد.

5ـ الثناء عليه ومدحه من الامور الايجابية التي تلفت نظر الطفل.

6ـ يجب تذكيره وتفهيمه بضرورة الاقلاع عن هذا العمل.

ب- الطرق السلبية والمنع: في هذا المجال هناك اساليب اخرى من شأنها ان تقوم بإصلاح وبناء الطفل وهي:

1ـ تذكير الطفل بأنه قام بعمل وسلوك غير محبوب وقد ارتكب خطأ غير مناسباً.

2ـ انذار الطفل بأن الطريق الذي انتخبه طريق غير مستقيم يوجب إراقة ماء الوجه.

3ـ عدم الاهتمام بما يقدمه من تهريج وتقليد فيحس بعدم وجود مشتري لما يقوله.

4ـ تهديده بأنه إذا ما كرر ذلك فإنه سيفتضح ويذهب ماء وجهه.

5ـ معاقبته. طبعا مع الاحتياط بأن يكون لوحده وبشكل خفيف.

6ـ أحياناً نقوم بالانتقاد والتوبيخ والتأنيب اللاذع كل هذه الأساليب تجتمع سوية لردعه عن عمله.

ج- الانذار والرقابة: من النقاط المهمة والاساسية في هذا المجال هي:

1ـ معرفة الدافع والعلة التي دعته إلى ان يسلك هذا السلوك من الامور المهمة وبدون هذه المعرفة فإن اي عمل لا أساس ولا نتيجة له.

2ـ ازالة المضاعفات والدوافع من الامور الضرورية، ومن الضروري القيام بالأعمال الاصلاحية بما يتناسب مع العلة والدافع.

3ـ يجب ابعاد من يعاشرهم ويرافقهم عن محيط حياته.

4ـ عند مرافقته يجب أن يشعر بأنه قدوة. حيث يؤثر هذا على ثبات شخصيته.

5ـ ان التربية والتعليم من الاساليب البناءة والمؤثرة أكثر من غيرها من الاساليب.

6ـ الاصل هو ان لا ندع اخلاقاً أو سلوكاً خاصاً يتأصل لدى الطفل فيكون استئصاله صعباً.

د-  الوقاية: لدى اصلاح الطفل الذي ابتلى بهذه الصفة هناك اساليب وقائية يجب ان نتبعها وهي:

1ـ يجب ان نراقب الطفل بحيث لا يصبح تهريجه وتقليده بعنوان أمر عادي وطبيعي.

2ـ يجب أن نمتنع من الضحك أثناء قيامه بالتقليد والسخرية لان ضحكنا بمثابة تأييد لعمله.

3ـ يجب أن نراقبه بحيث لا ندعم ان يكون موفقاً في عمله فيحس بالحرمان منه.

4ـ توبيخه واخجاله لدى حضور جمع من الاشخاص يجعله يتحول من السيء إلى الاسوء.

5ـ الحرمان الشديد لطفل يجرح مشاعره وأحاسيسه.

6ـ يجب ان نتعامل معه بشكل ان لا نقطع معه العلاقة الحميمة وعندها نفقد الامل في اصلاحه.

ويجب ان لا ننسى بأن الملاطفة والمحبة تكون من الأساليب المؤثرة أكثر من غيرها لرفع الذلة واصلاح الطفل. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.