أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-20
1512
التاريخ: 2023-02-14
968
التاريخ: 5-12-2019
1306
التاريخ: 7-12-2019
1159
|
بالرغم من أن التصادمات بين الأجرام الكبيرة نادرة الحدوث جدًّا حاليًّا، لا يزال هناك عدد ضخم من الأجرام الصغيرة التي يمكن أن تتصادم مع كوكب ما. وقبل نحو 3.9 مليارات سنة (وهي حقبة أطلق عليها «القصف الكثيف المتأخر»)، كان معدل تصادم الكويكبات والمذنبات بالكواكب أعلى بكثير من معدله اليوم. والفوهات الصدمية في هذا العصر محفوظة جيدًا على سطح القمر (انظر الشكل رقم 2-1)، بالرغم من أن تكوين الفوهات استمر بمعدل أبطأ منذ ذلك الحين. وتتكون الفوهة الصدمية على جرم صلب عندما يصطدم به شيء ما بسرعة بضع عشرات الكيلومترات في الثانية. وتحفر هذه الفوهات بفعل موجات صدمية تنبثق من نقطة التصادم. والفوهات دائرية الشكل باستثناء أمثلة نادرة تحدث عندما يصل الجرم الصادم بزاوية سقوط سافة.
هناك تسلسل هرمي متفق عليه لبنية الفوهات استنادًا إلى أقطارها، ويمكن أن يتم تمثيله تجريبيا وفي نماذج حاسوبية. وعلى سطح القمر يكون للفوهات، بداية من تلك الميكروسكوبية الحجم إلى تلك التي يصل قطرها إلى 15 كيلومترًا، أشكال دائرية مجوفة بسيطة. وبالنسبة للفوهات التي تصل أقطارها إلى 140 كيلومترًا، فإنها لا تصبح أعمق، لكن تكون لها أرضيات مسطحة، وعادة ما تتكون قمة مركزية عن طريق الارتداد بعد الحفر مباشرةً. هناك مثال جيد على هذا بالقرب من الجزء العلوي من الشكل رقم 1-2. يكون للفوهات الأكبر حجمًا مجموعة من القمم المركزية، وتتخذ الفوهات التي يزيد قطرها على 350 كيلومترًا شكل حلقتين تراكزيتين أو أكثر. وتحدث التحولات من نوع إلى آخر في الأقطار الأصغر إلى حد طفيف في الأجرام التي لديها قوة جذب أكبر.
وسجل تكون الفوهات على كوكب الأرض لم يُحفظ على نحو جيد؛ لأنه كوكب نشط تسير فيه العمليات التي تمحو أو تواري الفوهات تقريبًا بنفس معدل تكون فوهات جديدة. ولحسن الحظ، تسمح لنا المناطق الشاسعة القديمة التي ما زالت موجودة على سطح القمر بحساب كثافة الفوهات الصدمية التي أعمارها معلومة لدينا، وذلك بفضل العينات التي يمكن تحديد أعمارها، والتي جلبتها إلى الأرض بعثة «أبوللو» المأهولة التي قامت بالهبوط على سطح القمر، وقد أكملت مهمتها عدة بعثات سوفييتية غير مأهولة، وجلبت هي الأخرى عينات لفحصها بذلك، نعرف تاريخ القصف الكثيف المتأخر، وأيضًا متوسط المعدل الذي يؤثر به تكوين الفوهات على القمر منذ ذلك الحين. لا بد أن كوكب الأرض وقمره قد تعرّضا لنفس العدد من الصدمات، وثمة مبررات جيدة تدفعنا للاعتقاد بأن هذا أيضًا ينطبق إلى حدٍّ ما على عطارد والزهرة والمريخ؛ ومن ثَمَّ فتحديد أعداد الفوهات أفضل طريقة لدينا لتقدير الأعمار على أسطح الكواكب. وإذا كان عمر سطح معين يعتريه شيء من الشك، فمن الأسلم عادةً أن نفترض أن السطح الذي لديه فوهات ذات كثافة أقل يكون أصغر عمرًا من السطح الذي لديه فوهات ذات كثافة أعلى. في الوقت الحالي، يضرب كوكب الأرض سنويًّا نحو 10 آلاف نيزك يزيد وزنها على كيلوجرام واحد، لكن معظم هذه النيازك يكون ضئيل الحجم لدرجة تجعله غير قادر على تحمل المرور عبر الغلاف الجوي؛ حيث يسخن ويتفتت بفعل الاحتكاك. وحدوث تصادم بفعل نيازك يبلغ وزنها ألف كيلوجرام لا يحدث إلا نحو 10 مرات، ومتوسط الفاصل الزمني بين التصادمات التي تحدث بفعل أجرام يبلغ قطرها 150 مترا (والتي يمكن أن تحدث فوهة يبلغ عرضها نحو كيلومترين) يُقدَّر بنحو 5 آلاف سنة. والأجسام الصادمة التي يبلغ قطرها كيلومترًا واحدًا تصل عشوائيًّا بمعدل مرة كل 200 ألف سنة، وتثقب الغلاف الجوي وتمرُّ عبره، كما لو كان غير موجود من الأساس، ضاربة الأرض بنفسسرعتها، وبذلك تشكل فوهة قطرها نحو 20 كيلومترًا. والتصادمات الأضخم والأكثر تدميرا تكون حتى أقل حدوثًا.
شكل 1-2: منظر يغطي 470 كيلومترًا من منطقة كثيفة الفوهات على سطح القمر. معظم هذه الفوهات يرجع تاريخها إلى نحو 3.9 مليارات سنة مضت، وقد طمست معالم الفوهات الأقدم منها. وكل فوهة تَشكَّلت بفعل تصادم حرم أصغر بنحو 20 إلى 30 مرة من الفوهة نفسها. ومن الوارد أن تكون أجزاء من الأرض قد بدت مشابهة في وقت من الأوقات.
تؤثر التصادمات على كل جرم في المجموعة الشمسية، لكن لا تبقى الفوهات إلا حيثما يكون هناك سطح صلب وقلة في النشاط بحيث لا يُمحى أثرها. وقد حالف المراقبين الح إذ اكتشفوا مجموعة من بقايا مذنَّب مُدمر قبيل تصادمها مع كوكب المشتري في يوليو 1994. وقد شوهدت العديد من التصادمات، وترك كلٌّ منها ندبة بنية اللون في الغلاف الجوي للكوكب العملاق ظلت موجودة لبضعة أسابيع، كما حدث لندبة عثر عليها في يوليو 2009 ظهرت بفعل تصادم لم يتم رصده.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|