المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

طاليس وإمبيدوقليس
19-2-2016
STIMULATED   EMISSION
10-3-2016
Heterothallic
28-7-2018
Computer Simulation of Biological Molecules
25-12-2015
عملية التخطيط الترويجي- 3- تحديد مكانة المنتج في ذهن الزبون
25-6-2022
المحتوى الغذائي للخرشوف (الارضي شوكي)
25-4-2021


التقوى والعفاف في الحياة الزوجية  
  
1484   08:04 صباحاً   التاريخ: 14-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص203 ــ 204
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-07 1293
التاريخ: 2024-10-13 283
التاريخ: 10-1-2019 1725
التاريخ: 13-1-2016 3003

إنها لمن أعظم النعم أن يهبنا الله إنساناً عفيفاً طاهراً يشاركنا حياتنا، إنساناً يشعر المرء إلى جواره بالسكينة والهدوء والأمن.

إن الحياة الأسرية حياة مقدسة، وهذه القداسة لا يمكن حمايتها إلا بعفة الرجل والمرأة، ذلك أن التقوى والعفاف تحيطان الأسرة بهالة مقدسة تحميانها من مخاطر التفكك والانحلال.

فإذا أردنا أن نصنع أسرة طاهرة وبالتالي مجتمعاً طاهراً بعيدا عن كل أشكال التلوث الإجتماعي والسقوط الأخلاقي علينا أن نصنع رجالاً ونساء يرفعون التقوى والعفة شعاراً لهم.

إن التقوى والعفاف تزيد من أواصر الزوجية وتعزز من علاقات الزوجين وتزيد إنسهما وإلفتهما في حياتهما المشتركة.

ضرورة المحافظة على العفة:

ولا تعتبر مسألة العفة ضرورية من ناحية دينية فحسب، بل إنها ضرورية أيضاً حتى من وجهة نظر مادية؛ ذلك أن الحياة الزوجية تتطلب من الرجل والمرأة الالتزام بحدود العفة؛ فالزواج يعني امتلاك الرجل للمرأة وامتلاك المرأة للرجل، والعفة معادلة دقيقة تحدد مسألة التكافؤ بين الرجل والمرأة. والإخلال بها حتى لو من جانب واحد سوف يقلق هذه المعادلة ويعرضها للخطر.

إن عفة الرجل هي التي ستحمي أمرأته - أو (حرثه) على حد تعبير القرآن - من اعتداءات الأجانب وصيانتها من كل الأخطار.

وهذا الأمر ينحسب على المرأة أيضا فمن خلال عفتها، تتمكن من المحافظة عليه وحمايته.

اثار السقوط:

ولو طالعنا حياة بعض الرجال والنساء من الذين انتهى بهم الأمر إلى الضياع لوجدنا أن الكثير منهم ليسوا إلا ضحية الإنحراف والسقوط في هاوية الرذيلة.

إن أكثر أسباب التصدع في الحياة الزوجية إنما ينشأ بسبب عوامل العفة؛ ولذا فإن مسؤولية الحفاظ على العفة مسؤولية عامة، وتهم الرجل كما تهم المرأة، وهي ليست مؤقتة بل إنها تشمل حياة الإنسان كلها عمراً وسلوكاً بالرغم من تجلي أهميتها في فترة الزواج.

إن البعض من الأزواج - ومع الأسف - من ضعيفي الإيمان يقع في شراك الرذيلة بمجرد اكتشافه لانحراف شريك حياته عن جادة العفاف معتبرا الأمر شكلاً من أشكال الإنتقام والمقابلة بالمثل، متناسياً خسارته الكبرى في نفسه وخسارته لدنياه وآخرته. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.