العوامل المؤثرة في استغلال الموارد الاقتصادية - العوامل الطبيعية- الموقع الجغرافي |
2279
12:11 صباحاً
التاريخ: 12-1-2023
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-5-2022
994
التاريخ: 7-8-2017
1700
التاريخ: 4-7-2017
2166
التاريخ: 2-7-2017
2214
|
العوامل المؤثرة في استغلال الموارد الاقتصادية:
يَعتمد استغلال الموارد الاقتصادية في البيئات المختلفة على عدة عوامل جغرافية طبيعية وبشرية تتفاعل مع بعضها البعض لتحديد أوجه النشاط البشري، وجهود الإنسان في استغلال موارد البيئة، ومن ثم تحديد شخصية الإقليم الاقتصادية.
العوامل الطبيعية National Influences: يعيش الإنسان في بيئة طبيعية، ويحاول أن يؤثر في كثير من مظاهرها، إلا أن نشاط هذا الإنسان وحرفته يعتمدان علي هذه البيئة إلي حد كبير فهو لا يمكن أن ينتج زراعة في أرض ليس بها تربة للزراعة أو صناعة دون توفر الوقود أو المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة. فالعوامل الطبيعية هي كل ما يتمثل في البيئة الطبيعية التي يعيش فيها الإنسان دون تدخل في نشأتها أو تكوينها. وهذه العوامل سابقة لوجود الإنسان.
ولا تتوزع المقومات الطبيعية بصورة منسقة أو عادلة فوق كل أجزاء سطح الأرض, فقد تنعم البيئة في مكان ما في سطح الأرض بكثير من الموارد الطبيعية في حين تفتقر إلي هذه الموارد بيئة أخرى، ومن هنا يأتي الاختلاف في الإنتاج من كان إلى آخر، وقد تتشابه دولتان في بعض الموارد ذات الطبيعة الواحدة ومع ذلك يختلف الإنتاج في كل منهما عن الأخر، وهذا يعني أن هناك عوامل أخري تؤدي إلي هذا الاختلاف كأن تكون إحدى الدولتين ذات مستوي علمي وتكنولوجي متقدم، أو أن تتوافر لديها الأسواق المستهلكة، أو رؤوس الأموال اللازمة، وغير ذلك من العوامل التي يلعب الإنسان فيها دوراً يؤثر في الإنتاج كماً أو كيفاً، من هنا يصبح ضرورياً إلقاء الضوء على أثر العوامل الطبيعية، أي أثر البيئة ومعطياتها علي الإنتاج وهذا ما سنتناوله فيما يلي:
- الموقع الجغرافي: location: المقصود بالموقع الجغرافي هو مكانه بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض وبالنسبة لليابس والماء والأقاليم المجاورة وامتداده وشكله العام، وللموقع أثر كبير في النشاط الاقتصادي والتطور السياسي والحضاري للدولة، كما يؤثر في توطن الصناعة والتبادل التجاري والأهمية الاستراتيجية للدولة.
فالموقع الفلكي يحدد نوع المناخ الذي يتوقف عليه الدور الاقتصادي الذي تقوم به الدولة، ونوع المنتجات التي تنتجها سواء أكانت زراعية أم رعوية أم غابية، وفي توطين صناعة معينة كصناعة غزل القطن التي تحتاج إلي درجة رطوبة معينة لا تتوفر في كل أنواع المناخ، كما يحدد نشاط الإنسان وقدرته البدنية والذهنية على العمل نتيجة للتغيرات الفصلية، كما نرى من تفاوت القدرة الذهنية والتفاوت الحضاري والثقافي بين المناطق المعتدلة (الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وبلجيكيا وهولندا) وبين المناطق الحارة (دول أمريكا اللاتينية وبخاصة القريبة من نهر الأمازون، ودول جنوب وجنوب شرق آسيا صغيرة المساحة، ووسط إفريقيا)، وكذلك المناطق الباردة في شمال كندا والنرويج والسويد.
أما الموقع بالنسبة لليابس والماء فله أهمية بالنسبة للإنتاج الاقتصادي، وحيث يساعد الموقع المطل على بحار هامة على سهولة الاتصال بالعالم الخارجي، مثل الدول المطلة على البحر المتوسط، أو على بحر الشمال، والساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، ومثل الدول الجزرية كاليابان والمملكة المتحدة.
وموقع الإقليم في منطقة تضم موارد طبيعية متنوعة يؤدي إلى تنوع النشاط الاقتصادي في هذا الإقليم كما يؤثر في مظهره الحضاري, ففي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ونظراً لكبر مساحتهما وتنوع الظواهر التضاريسية والمناخية والنباتية لكل منهما تنوعت الموارد، وبالتالي تنوع النشاط الاقتصادي في كل منهما.
وموقع نهر النيل في الصحراء الكبرى وتكوينه السهول الفيضية ساعد السكان على ترك المناطق الصحراوية، والتجمع حول مجري النيل، وممارسة حرفة الزراعة، كما ساعد وقوع اليونان والنرويج والبرتغال على شواطئ بحرية هامة علي الاتجاه نحو البحر للاستفادة من هذا الموقع نظراً لفقر بيئتها. غير إن أهمية الموقع تتغير من وقت لآخر فقد كانت جزر فوكلاند Falkland بجنوب شرق أمريكيا الجنوبية (12,200كم2 المساحة، 480كم تبعد عن الأرجنتين) من قبل ذات أهمية كبيرة بالنسبة لبريطانيا وقت أن كانت لها السيطرة على البحار، ولها مستعمرات واسعة في مختلف القارات، ولكن هذه الجزر فقدت أهميتها في الوقت الحاضر بالنسبة لبريطانيا بعد أن تحولت الطريق التجاري الهام من جنوب أمريكا الجنوبية إلى قناة بنما.
كما كان لموقع مصر الجغرافي أهميه كبيرة قبل كشف طريق رأس الرجاء الصالح، حيث كانت تحصل مصر على مبالغ كبيرة كضريبة مرور السلع ما بين غرب أوروبا وجنوب شرق آسيا، ولكن هذه الأهمية لموقع مصر عادت بعد حفر قناة السويس وأصبحت ذات أهمية كبيرة في الدخل القومي. كما كان لطريق رأس الرجاء الصالح أثره في زيادة أهمية السواحل الجنوبية والشرقية لإفريقيا لوقوعها على الطريق التجاري المار عن طريق رأس الرجاء الصالح.
وكذلك الحال بالنسبة لجزر الهند الغربية التي زادت أهميتها بعد شق قناة بنما التي أدت إلى وقوع هذه الجزر على الطريق التجاري بين المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي عبر قناة بنما. كما تغيرت أهمية بريطانيا التي كان يُنظر إليها من قبل على أنها تقع في طرف العالم القديم، وذلك بعد اكتشاف العالم الجديد، حيث أصبحت تشغل موقعاً هاماً يحمل إليها فوائد كبيرة نتيجة موقعها بين دول العالم الهامة ذات النقل التجاري في أوروبا وأمريكا.
كما يلعب الموقع دوراً هاماً في تحديد نوع السلعة التي يمكن إنتاجها والاستفادة منها تجارياً، فبعد الدول المنتجة عن مناطق الاستهلاك يستدعي إنتاج سلع لا تتلف أثناء نقلها لمسافات طويلة، كما يجب أن تكون خفيفة الوزن، وصغيرة الحجم، وغالية الثمن حتى يمكنها تحمل تكلفة النقل لمسافات بعيدة، ولذلك تخصصت أستراليا ونيوزيلندا في إنتاج الصوف. وبعد التقدم العلمي والتكنولوجي واختراع التبريد وتطور وسائل النقل مكن كل من استراليا والأرجنتين أن تقوما بتصدير اللحوم المجمدة، كما مكن نقل الأسماك المجمدة من مناطق الصيد الرئيسة إلى مناطق الاستهلاك البعيدة عنها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|