المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الاسفلت Asphalt
2024-07-15
أيكونومتر eikonometer
23-10-2018
الموارد البشرية - التركيب السكاني Composition of the population
12-1-2023
القيمة الغذائية والطبية للكمثري
2023-09-21
حـالات خـاصـة في الإعـتراف بالأصـل الممتلكات والمصانع والمعدات
2023-10-27
Poincaré Conjecture
10-7-2021


الغيرة / معنى الغيرة  
  
1155   11:51 صباحاً   التاريخ: 6-1-2023
المؤلف : حمزة الجبالي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الطفل والمراهق النفسية
الجزء والصفحة : ص164ــ166
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-9-2019 2075
التاريخ: 11-9-2016 2532
التاريخ: 23-3-2021 2128
التاريخ: 19-4-2022 1843

الغيرة كما نعلم ليست سلوكا ظاهريا، وإنما هي حالة الفعالية يشعر بها الفرد، ولها مظاهر خارجية يمكن الاستدلال منها أحيانا على الشعور الداخلي، وفي غالب الأحيان لا يكون هذا سهلا، لأن الشخص في العادة يحاول أن يخفي الغيرة بإخفاء مظاهرها قدر جهده. 

ولعل كل واحد قد شعر في وقت ما بالغيرة شعورا خفيفا أو حادا. وهناك أناس يتعرضون لهذا الشعور أكثر من غيرهم. وهو شعور مؤلم ينتج عادة من خيبة الشخص في الحصول على امر محبوب - كشخص أو مركز أو قوة أو مال - ونجاح شخص اخر في الحصول عليه . لهذا نجد أن انفعال الغيرة مركب من حب تملك، وشعور بالغضب لأن عائقا ما وقف دون تحقيق غاية هامة. ولا يعترف الفرد عادة بالغيرة، وسبب هذا ما تتضمنه من الشعور بالنقص الناتج من الاخفاق بل كثيرا ما تكبت الغيرة لأن النفس للشعورية لا تقبل ألم الخيبة ولا شعور النقص.

اذا طبقنا ما تقدم على الغيرة على ما كغيرة زميل من آخر تفوق عليه، نجد أن من يشعر بالغيرة بعدم حيازته أو بعدم قدرته على حيازة المركز الذي ناله زميله، ويكون مع شعوره بالخيبة والضعة شاعرا بالغيظ من نفسه، أو من زميله، أو منهما معا. ويكون عنده شوق وإن كان - خفيا للحصول على ما نال الزميل، ويقوم صاحب الغيرة عادة باتهام الزميل أو اتهام الظروف أو اتهام سوء الطالع... وما إلى ذلك.

والغيرة نشعر بها عادة دفعة واحدة فهي انفعال مركب له خصائصه وهو ليس مجموعا حسابيا للانفعالات الثلاثة التي ذكرناها، مثل الغيرة في ذلك مثل المثلث الذي لا يمكن أن يوصف بأنه مجموع ثلاثة مستقيمات، ومجموع زاويتين قائمتين وإنما هو مثلث به صفة المثلثية، وهي صفة ليست موجودة في المستقيمات، ولا في الزوايا، ولا في رؤوس المثلث.

كذلك انفعال الغيرة لا يعتبر أنه غضب مضاف اليه حب تملك ومضاف إلى هذين شعور بالنقص، وإنما هو اكثر من ذلك. هذا مع إمكان ذكر بعض عناصره كما في حالة المثلث.

ونظرا لتعقد الغيرة نجد أن مظاهرها متعددة يختلف بعضها عن بعض اختلافات بينة، ولكنها مع اختلافها هذا قد يفصح كل منها عن مركب من مركبات الغيرة. فمن الغيرة الغضب بمظاهره المختلفة من ضرب، أو سب، أو هجاء، أو تشهير، أو نقد، أو مضايقة، أو تخريب، أو ثورة، أو عصيان، أو ما يشبه ذلك. ومن مظاهرها كذلك الميل للصمت أو التهجم، أو الابتعاد، أو الانزواء، أو الاضراب عن الأكل، أو فقد الشهية أو التسليم أو النكوص أو الشعور بالخجل، أو شدة الحساسية، إلى غير ذلك من مظاهر الشعور بالنقص. وقد تبدو الغيرة في محاولة الطفل الحصول على ما فقده بمختلف اساليب التحايل. ومن هذا النوع أن يقوم الأولاد احيانا بتقبيل المولود وملاطفته حتى يحتفظ الأكبر بمركزه عند أمه.

وبعض الأولاد يتخلقون بأحسن الخلق حتى يرضوا الكبار الذين بدؤوا ينصرفون عنهم أو يميلون لغيرهم. وقد يكون السلوك تعويضا للشعور بالنقص، وذلك بمحاولة الظهور بمختلف الأساليب.

وكثيرا ما يكون للغيرة مظاهر جسمانية كنقص الوزن والصداع والشعور بالتعب. وهذا التنوع الكبير في اساليب الغيرة من سلوك سلبي إلى ايجابي، ومن سلوك رديء إلى سلوك طيب، يجعل كشف الغيرة أمراً صعبا. ومما يزيد في صعوبة كشف الغيرة كتمها أو تحويلها. فمظاهر الغيرة بدل أن تتجه نحو المولود، قد تتجه نحو أي شيء آخر في المنزل. ومن الحالات التي ذكرها الدكتور (توم) ان بنتا مرضت لها اخت فانصرفت الأم عن بقية من في المنزل إلى الاخت فقامت البنت بعمليات تخريب عنيفة موجهة نحو حديقة المنزل و اثاثه دون أن يشعر بها أحد.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.