المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



انطباعات عن شخصية الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام )  
  
1285   08:18 مساءً   التاريخ: 28-12-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص21-26
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015 3364
التاريخ: 18-05-2015 3947
التاريخ: 30-12-2022 1295
التاريخ: 18-05-2015 4723

أجمع المسلمون - على اختلاف نحلهم ومذاهبهم - على أفضلية أئمّة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وأعلميّتهم ، وسموّ مقامهم ، ورفعة منزلتهم ، وقدسيّة ذواتهم وقرب مكانتهم من الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) حتّى تنافسوا في الكتابة عنهم ، وذكر أحاديث الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) فيهم ، وبيان سيرهم ، وأخلاقهم ، وذكر ما ورد من حكمهم وتعاليمهم .

ولا غرو في ذلك بعد أن قرنهم الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) بالقرآن الكريم - كما ورد في حديث الثقلين - ووصفهم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بسفينة نوح التي من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى ، ومثّلهم بباب حطّة الذي من دخله كان آمنا . إلى كثير من أحاديثه ( صلّى اللّه عليه واله ) في بيان فضلهم ، والتنويه بعظمة مقامهم .

ونقدّم في هذا الفصل بعض الانطباعات ممّن عاصر الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) عنه وممّن تلا عصره .

1 - قال عنه الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : « فيه علم الحكم ، والفهم والسخاء والمعرفة فيما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم ، وفيه حسن الخلق ، وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب اللّه عزّ وجلّ »[1].

2 - قال هارون الرشيد لابنه المأمون وقد سأله عنه : هذا إمام الناس ، وحجّة اللّه على خلقه ، وخليفته على عباده[2].

وقال له أيضا : يا بنيّ هذا وارث علم النبيين ، هذا موسى بن جعفر ، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا[3].

3 - قال المأمون العباسي في وصفه : قد أنهكته العبادة ، كأنه شنّ بال ، قد كلم السجود وجهه وأنفه[4].

4 - كتب عيسى بن جعفر للرشيد : لقد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي ، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدّة ، فما وجدته يفتر عن العبادة ، ووضعت من يسمع منه ما يقوله في دعائه فما دعا عليك ولا عليّ ، ولا ذكرنا بسوء ، وما يدعو لنفسه إلّا بالمغفرة والرحمة ، فإن أنت أنفذت اليّ من يتسلّمه مني وإلّا خليت سبيله ، فإني متحرّج من حبسه[5].

5 - قال أبو علي الخلال - شيخ الحنابلة - : ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به ، إلّا وسهّل اللّه تعالى لي ما أحبّ[6].

6 - قال أبو حاتم : ثقة صدوق ، إمام من ائمّة المسلمين[7].

7 - قال الخطيب البغدادي : كان سخيّا كريما ، وكان يبلغه عن الرجل أنّه يؤذيه ، فيبعث إليه بصرّة فيها ألف دينار ، وكان يصرّ الصرر : ثلاثمائة دينار ، وأربعمائة دينار ، ومائتي دينار ثم يقسّمها بالمدينة ، وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى[8].

8 - قال ابن الصبّاغ المالكي : وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة ، وفضائله وصفاته الباهرة ، تشهد له بأنّه افترع قبّة الشرف وعلاها ، وسما إلى أوج المزايا فبلغ علاها ، وذلّلت له كواهل السيادة وامتطاها ، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فأصطفاها . . .[9]

9 - قال سبط ابن الجوزي : موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) ، ويلقّب بالكاظم والمأمون والطيّب والسيّد ، وكنيته أبو الحسن ، ويدعى بالعبد الصالح لعبادته ، واجتهاده وقيامه بالليل[10].

10 - قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي : هو الإمام الكبير القدر ، العظيم الشأن ، الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد ، المشهور بالعبادة ، المواظب على الطاعات ، المشهور بالكرامات ، يبيت الليل ساجدا وقائما ، ويقطع النهار متصدّقا وصائما ، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي ( كاظما ) .

كان يجازي المسئ باحسانه إليه ، ويقابل الجاني بعفوه عنه ، ولكثرة عبادته كان يسمّى ب ( العبد الصالح ) ويعرف في العراق ب ( باب الحوائج إلى اللّه ) لنجح مطالب المتوسّلين إلى اللّه تعالى به . كراماته تحار منها العقول ، وتقضي بان له عند اللّه قدم صدق لا تزال ولا تزول[11].

11 - قال أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني : هو الإمام الكبير القدر ، الأوحد ، الحجّة ، الساهر ليله قائما ، القاطع نهاره صائما ، المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين ( كاظما ) وهو المعروف عند أهل العراق ب ( باب الحوائج ) لأنه ما خاب المتوسّل به في قضاء حاجة قط . . . له كرامات ظاهرة ، ومناقب باهرة ، افترع قمة الشرف وعلاها ، وسما إلى أوج المزايا فبلغ علاها[12].

12 - قال محمد بن أحمد الذهبي : كان موسى من أجود الحكماء ، ومن عباد اللّه الأتقياء ، وله مشهد معروف ببغداد ، مات سنة ثلاث وثمانين وله خمس وخمسون سنة[13].

13 - قال ابن الساعي : الإمام الكاظم : فهو صاحب الشأن العظيم ، والفخر الجسيم ، كثير التهجّد ، الجادّ في الاجتهاد ، المشهود له بالكرامات ، المشهور بالعبادات ، المواظب على الطاعات ، يبيت الليل ساجدا وقائما ، ويقطع النهار متصدّقا وصائما[14].

14 - قال عبد المؤمن الشبلنجي : كان موسى الكاظم رضي اللّه عنه أعبد أهل زمانه ، وأعلمهم ، واسخاهم كفّا ، وأكرمهم نفسا ، وكان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم ليلا ، وكذلك النفقات ، ولا يعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك ، ولم يعلموا بذلك إلّا بعد موته . وكان كثيرا ما يدعو :

« اللّهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب »[15].

15 - قال عبد الوهاب الشعراني : أحد الأئمة الاثني عشر ، وهو ابن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم أجمعين ، كان يكنّى ب ( العبد الصالح ) لكثرة عبادته واجتهاده وقيامه الليل ، وكان إذا بلغه عن أحد يؤذيه يبعث إليه بمال[16].

16 - قال عبد اللّه الشبراوي الشافعي : كان من العظماء الأسخياء ، وكان والده جعفر يحبّه حبّا شديدا ، قيل له : ما بلغ من حبّك لموسى ؟

قال : وددت أن ليس لي ولد غيره ، لئلّا يشرك في حبّي أحد .

ثم تحدث عن الإمام ( عليه السّلام ) ونقل بعض كلامه[17].

17 - قال محمد خواجة البخاري : ومن أئمة أهل البيت : أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي اللّه عنهما ، كان رضي اللّه عنه صالحا ، عابدا ، جوادا ، حليما ، كبير القدر ، كثير العلم ، كان يدعى ب ( العبد الصالح ) وفي كل يوم يسجد للّه سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس إلى الزوال .

وبعث إلى رجل يؤذيه صرّة فيها ألف دينار .

طلبه المهدي بن المنصور من المدينة إلى بغداد فحبسه ، فرأى المهدي في النوم عليا كرّم اللّه وجهه يقول : يا مهدي « فهل عسيتم أن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم » فأطلقه . .[18].

18 - قال محمد أمين السويدي : هو الإمام الكبير القدر ، الكثير الخير ، كان يقوم ليله ، ويصوم نهاره ، وسمّي ( كاظما ) لفرط تجاوزه عن المعتدين . . . له كرامات ظاهرة ، ومناقب لا يسع مثل هذا الموضع ذكرها[19].

19 - قال محمود بن وهيب القراغولي البغدادي الحنفي : هو موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم أجمعين ، وكنيته أبو الحسن ، وألقابه أربعة : الكاظم ، والصابر ، والصالح ، والأمين ، الأول هو الأشهر ، وصفته معتدل القامة أسمر ، وهو الوارث لأبيه رضي اللّه عنهما علما ومعرفة وكمالا وفضلا سمي ب ( الكاظم ) لكظمه الغيظ ، وكثرة تجاوزه وحلمه . وكان معروفا عند أهل العراق ب ( باب قضاء الحوائج عند اللّه ) وكان أعبد أهل زمانه ، وأعلمهم ، واسخاهم[20].

20 - قال محمد أمين غالب الطويل : وكان العلويون يقتدون بالرجل العظيم ، الإمام موسى الكاظم ، والمشهور بالتقوى ، وكثرة العبادة ، حتى سماه المسلمون ( العبد الصالح ) وكان يلقب أيضا ب ( الرجل الصالح ) تشبيها له بصاحب موسى بن عمران ، المذكور في القرآن ، وكان الإمام الكاظم كريما وسخيا[21].

 

[1] بحار الأنوار : 48 / 12 عن عيون أخبار الرضا ( عليه السّلام ) .

[2] أئمتنا : 2 / 65 عن أعيان الشيعة .

[3] أمالي الشيخ الصدوق : 307 والمناقب : 4 / 310 .

[4] الأنوار البهية : 193 عن عيون أخبار الرضا ( عليه السّلام ) : 1 / 88 ح 11 ب 7 .

[5] المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 352 .

[6] تاريخ بغداد : 1 / 120 .

[7] تهذيب التهذيب : 10 / 240 .

[8] تاريخ بغداد : 13 / 27 ومقاتل الطالبيين : 499 .

[9] الفصول المهمة : 217 وكشف الغمة : 3 / 46 .

[10] تذكرة الخواص : 312 .

[11] مطالب السؤول : 83 .

[12] اخبار الدول : 112 .

[13] ميزان الاعتدال : 3 / 209 .

[14] مختصر تاريخ الخلفاء : 39 .

[15] نور الأبصار : 218 .

[16] الكامل في التاريخ : 6 / 164 ، وتذكرة الخواص : 348 .

[17] الأتحاف بحب الأشراف : 54 .

[18] ينابيع المودة : 459 .

[19] سبائك الذهب : 73 .

[20] جوهرة الكلام : 139 .

[21] تاريخ العلويين : 158 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.