المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مضمون قاعدة « الالزام »
16-12-2021
حالات التصحر- تصحر شديد
30-11-2020
حكم من ترك الإحرام عامداً ورجع إلى الميقات وأحرم منه.
27-4-2016
أنواع العفّة.
2024-01-06
أجزاء فم الاكاروسات (الحلم)
11-4-2022
مسألة في الحج
2024-09-26


من ترجمة ابن عبدون  
  
1282   10:52 صباحاً   التاريخ: 28/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:673
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-11 902
التاريخ: 18-1-2023 973
التاريخ: 2023-09-17 1262
التاريخ: 2023-02-05 1456

من ترجمة ابن عبدون

وقال في ترجمة الوزير الكاتب أبي محمد ابن عبدون، ما صورته (1) : حللت بيابرة (2) فأنزلني واليها بقصرها، ومكنني من جني الأماني وهصرها، فأقمت ليلي، أجر على المجرة ذيلي، وتتطارد في ميدان السرور خيلي، فلما كان من الغد باكرني الوزير أبو محمد مسلما، ومن تنكبي عنه متألما، ثم عطف على القائد عاتبا عليه، في كوني لديه، ثم انصرف وقد أخذني من يديه، فحللت عنده في رحب، وهمت علي من البر أمطار سحب، في مجلس كأن الدراري فيه مصفوفة، أو كأن الشمس إليه مزفوفة، فلما حان انصرافي، وكثر تطلعي إلى مآبي واستشرافي، ركب معي إلى حديقة نضرة، مجاورة للحضرة، فأنخنا عليها أيدي عيسنا، ونلنا منها ما شئنا من تأنيسنا، فلما امتطيت عزمي، وسددت إلى غرض الرحلة سهمي، أنشدني:

سلام يناجي منه زهر الربى عرف ... فلا سمع إلا ود لو أنه أنف

حنيني إلى تلك السجايا فإنها ... لآثار أعيان المساعي التي أقفو ثم سرد القصيدة إلى أن قال: وله رحمه الله تعالى (3) :

سقاها الحيا من مغان فساح ... فكم لي بها من معان فصاح

وحلى أكاليل تلك الربى ... ووشى معاطف تلك البطاح

فما أنس لا أنس عهدي بها ... وجري فيها ذيول المراح

ونومي على حبرات الرياض ... يجاذب بردي مر الرياح

ولم أعط أمر النهى طاعة ... ولم أصغ سمعا إلى لحي لاح (4)

وليل كرجعة طرف المريب ... لم أدر له شفقا من صباح

 

__________

(1) القلائد: 145.

(2) يابرة (Evora) مدينة من كورة باجة أي هي من البرتغال، تقع على بعد 117 كيلومتراص بالسكة الحديدية من الأشبونة (لشبونة)؛ وفي الأصول: حللت يابرة.

(3) القلائد: 146 والمغرب 1: 375.

(4) ك: سمعي إلى قول لاح.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.