المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6194 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



طرائق توثيق الرواة / الطريقة السابعة عشرة / الترحّم والترضّي على الراوي.  
  
1527   01:34 صباحاً   التاريخ: 16/11/2022
المؤلف : الشيخ محمد طالب يحيى آل الفقيه
الكتاب أو المصدر : سدرة الكمال في علم الرجال
الجزء والصفحة : ص 153 ـ 156.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الرجال / مقالات متفرقة في علم الرجال /

الترحّم والترضّي:

قال الشيخ الوحيد البهبهاني (رحمه الله) في الفوائد الرجالية: "ذِكرُ الجليل شخصا مترضيّا أو مترحّما عليه، وغير خفي حسن ذلك الشخص بل جلالته".

وهو ما قاله الاسترابادي في منهجه ومال إليه المامقاني في المقباس، وغيرهم كالكاظمي وأبي على الحائري والسيد الصدر، وقد خالف في ذلك السيد الخوئي وبعض طلابه منكرين دلالة الترحّم والترضّي على التوثيق.

هذا وقد فرّق بعضهم ما بين الترحّم والترضّي، فأنكره في الأول وقبله في الثاني، وكذا فرّق آخرون ما بين الكثرة والقلة، وبين أن يصدر من المعصوم (عليه السلام) وغيره.

واعلم أنّه لا آية ولا رواية يستفاد منها للدلالة على أيّ من الأقوال، إنّما هي القرائن التي ترجّح قولاً على آخر.

دليل المانعين:

الأول: أنّ الترحم دعاء مستحب بحق الامامي وإن كان فاسقا من جهة من الجهات، فإنّ الذنب لا يتعدّى أحداً - إلا من رحم ربي – ولهذا يدعو للآخر بالترحّم، وهو لا ينافي الفسق.

ويجاب عنه: بأنّه صحيح في حد نفسه، لكنّه لا يصدر في حق الوضّاع والكذّاب، فإنّه من الصعب صدوره من أمثال الكليني والصدوق والمفيد وغيرهم.

ولو تنزّلنا وقلنا بإمكان صدوره ولو على نحو القلة ليبطل بذلك الجواب الأول، فإنّه يقال بصعوبة صدوره من أمثال هؤلاء الأجلاء على نحو التكرار كما في عبد الواحد بن عبدوس النيشابوري، فإنّ الأغلب حين ذكر اسمه في الفقيه والعيون والخصال ذكر الترضّي أو الترحّم عليه، فلئن صحّحنا الترحّم عليه مرّة لخصوصيّة ما فإنّه يصعب كلّما ذكره في الفقيه يترضّى عنه وبعدها يقال بتضعيفه!

الثاني: قد ورد عن المعصوم (عليه السلام) دعاؤه وترحّمه على شيعته ومن المعلوم فسق البعض، ما يعني أنّ الترحّم يجامع الفسق.

ويجاب عنه: بأنّ الترحّم أو الترضّي العام يمكن صدوره من المعصوم (عليه السلام) وذلك لخصوصية الإيمان بالله تعالى وموالاة أهل البيت (عليهم السلام)، أمّا الترحّم الخاص على الشخص إنّما هي لخصوصية فيه تميّزه عن غيره، ولهذا يمكن صدور الترحّم العام دون الخاص، خاصة أنّه يوجب الإغراء بالقبيح بخلاف الترحّم العام.

الثالث: أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) ترحّم على السيد اسماعيل الحميريّ مع معروفيّته بالفسق.

ويجاب عنه: إنّ الخبر الذي أورده السيد الخوئي واستدلّ به ضعيف عنده (1) لذا لا يصلح للاستدلال، إذ أنّ الكشي يرويه عن النصر بن الصباح وقد وصفه الشيخ في رجاله بأنّه غالي ولم يوثّقه غيره، وقال العلامة في حقه: "خصوصا مع ضعف نصر بن الصباح"(2) وقال أيضا: "نصر لا أعتمد على قوله"(3)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الخبر ظاهر في ترحّم الإمام عليه لخصوصية فيه، لا أنّ كل فاسق حتى لو كان وضّاعا وداس يترحّم عليه.

ولعلّه لضعف السند وعدم اعتماده على النصر بن الصباح لم يورد العلامة الخبر في كتابه، إنّما اقتصر على وثاقة الحميري وجلالته فقال: "ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة".

الرابع: أنّ النجاشي ترحّم على محمد بن عبد الله بن محمد مع تضعيفه له، أي: أنّ الترحّم لا ينافي الضعف، وهو يكشف عن سيرة مرضيّة بين القدماء من الدعاء حتى للفاسق والترحّم عليه لجهة حسنٍ فيه.

ويجاب عنه: بأنّ كلام النجاشي ليس آية ولا رواية ليستدل به.

 ثانيا: أنّ ما ذكره النجاشي هو مورد للترحم والترضي إذ بعدما كان الرجل محل اعتماد فسق، فترحّم عليه لما ابتلي به من فسق بعد إيمان، وهذا لا يدلّ على الترحّم على الوضّاع الدسّاس.

هذا ويقال: إنّ من ترحّم عليه النجاشي ليس هو محمد بن عبد الله بن محمد، وإنّما هو أحمد بن عبيد الله بن الحسن.

الخامس: سيرة المتشرّعة القائمة على الترحم والترضي والاستغفار والدعاء للأموات مع معلوميّة فسقهم على مر تاريخ الامامية، ما يكشف عن رأي المعصوم (عليه السلام) بالترحم والترضي حتى على الفاسق.

ويجاب عنه: بأنّ السيرة قائمة على الترحم على المؤمن المخطئ كعوام الناس، وأمّا من جاهر ربه بالعصيان والفسق كمن يكذب على الله ورسوله - أي: كما فيما نحن فيه - بوضع الأخبار والزيادة والنقيصة فيها فإنّ السيرة قائمة على لعنهم لا على الترحّم عليهم.

هذا غاية ما يمكن الاستدلال به على عدم كفاية الترحم والترضي للدلالة على الوثاقة. ومنه يعلم أنّ كلّ ما قاله القوم يمكن نقاشه والخدشة فيه.

والإنصاف يقال: إنّ الترحّم على الراوي أو الترضي عنه إن كان مكرراً كثيراً بحيث كلّما - على نحو الغالب - ذكر الجليل اسمه ترضّى عنه ما يشعر بل يظن جدا بوثاقته، فلو اجتمعت معه بعض القرائن الأخرى كأن كان كثير الرواية أو شيخ إجازة، أو تلقّى الأصحاب أخباره بالقبول أو صاحب أصل مشهور وغيرها من القرائن، فلا بد حينها من القول بوثاقته، إذ مع عدم الضعف والقرائن المؤيّدة يقال بتوثيقه، وذلك لاطمئنان الفقيه حينها بالوثاقة وهو الحجّة في الاعتماد.

هذا ولا فرق ما بين ترحم الإمام (عليه السلام) والأعلام، أو بين الترحّم والترضّي.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) حدّثني نصر بن الصباح، قال حدّثنا إسحاق بن محمد البصري، قال حدّثني علي بن إسماعيل، قال أخبرني فضيل الرشان، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) بعد ما قتل زید بن علي، فأدخلت بيتا جوف بيت، فقال الي: يا فضيل! .. قُتل عمي زيد؟ .. قلت: جعلت فداك ! .. قال: رحمه الله، أما إنّه كان مؤمناً، وكان عارفا، وكان عالما، وكان صدوقا .. أما إنّه لو ظفر لوفّى .. أما إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: يا سيدي!.. ألا أنشدك شعراً ؟.. قال: أمهل، ثم أمر بستور فسدلت، وبأبواب ففتحت، ثم قال: أنشد، فأنشدته:

لأم عمرو باللوى مربع                    طامة أعلامه بلقع

لمّا وقفت العيس في رسمه            والعين من عرفانه تدمع

ذكرت من قد كنت أهوى به          فبتّ والقلب شجى موجع

عجبت من قوم أتوا أحمدا             بخطة ليس لها مدفع

قالوا له لو شئت أخبرتنا              إلى من الغاية والمفزع

إذا توليت وفارقتنا                    ومنهم في الملك من يطمع

فقال لو أخبرتكم مفزعا               ماذا عسيتم فيه أن تصنعوا

صنيع أهل العجل إذ فارقوا          هارون فالترك له أودع

فالناس يوم البعث راياتهم             خمس فمنها هالك أربع

قائدها العجل وفرعونها               وسامري الأمة المفظع

ومجدع من دينه مارق                أجدع عبد لكع أوكع

وراية قائدها وجهه                    كأنّه الشمس إذا تطلع

قال: سمعت نحيباً من وراء الستر، وقال: من قال هذا الشعر؟.. قلت: السيد بن محمد الحميري، فقال: رحمه الله.. فقلت: إنّي رأيته يشرب النبيذ، فقال: رحمه الله .. قلت: إنّي رأيته يشرب النبيذ الرستاق.. قال: تعني الخمر؟.. قلت: نعم، قال: رحمه الله، وما ذلك على الله أن يغفر لمحبّ علي.

(2) خلاصة الأقوال، ص206.

(3) خلاصة الأقوال، ص213.

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)