أنماط الخطط الحضرية - مقدمة

تحدد خطة المدينة كل ما يتعلق بالمبادئ والنظم والقواعد التي تعكس عملية التنظيم لطرق والشوارع وتوزيع استخدامات الأرض الوظيفية والتقسيمات والمناطق والأحياء الداخلية ، وتختلف هذه الخطط الداخلية فيما بينها من حيث تاريخ تطبيقها وخصائصها ومميزات كل منها وعيوبها ودواعي الأخذ بها ، ودورها في إعطاء الشكل العام الداخلي للمدن وتأثيرها على استخدامات الأرض وتوزيع الخدمات الاجتماعية والمرافق أو علي تنظيم الأحياء والأقسام الداخلية ، وتظهر ملامح الاختلاف في أنواع الخطة الداخلية للمدن ، وهكذا يهدف تخطيط المدن إلى إيجاد أو تطوير البنية التحتية بحث توفر حد أدنى الألفة بين ساكني المدينة وأجزاء المدينة المختلفة وكل مدينة تمارس نشاطها في إطار خطتها التي نمت مع الزمن ولدراسة الخطة ينبغي أن نفرق بين المدن التي نمت نموا طبيعية بغير نظام وتلك التي أنشأت وفق خطة موضوعة، يعد التخطيط احد الدعائم التي يرتكز عليها تطور وتنمية الحياة الاجتماعية والاقتصادية في العصر الحديث ، وتخطيط المدينة هو التعبير الذي يطلق علي ما يتبع من إجراءات مختلفة للرقابة علي المدينة و اعاده تشكيلها بطريقة منظمة حديثة وجذابة ، وبذلك يعني تخطيط المدينة بمناقشة استخدام الأرض وتحسين طرق المرور والمواصلات العامة وتقسيمها إلى مناطق وظيفية ، وإمدادها بالمرافق العامة علي أن يوضع في الاعتبار الإطار الجمالي والفني مرتكزا علي الرغبات الأساسية لسكان المدينة ، والتي نمت بدون توجيه أو تخطيط ، حيث تتفق خطتها القديمة مع ما يصفه المهتمون بجغرافية المدن بالمدن غير المخططة التي نشان تراكمية حول النواة قبل الحضرية ، والتي تسمي أحيانا بالمدن التلقائية أو العضوية ، ذلك النمط العشوائي عرفته العديد من مناطق العالم ، والشرق الأوسط والمدن العربية ، وذلك لأن هناك عدة عوامل مختلفة أدت إلى نموها عشوائية وتضخم حجمها في غياب أية خطة واضحة ، وكان أسلوب معالجة المشكلات المتنوعة التي تتعرض لها المدينة ، علما بأن " جارنييه وشابو" قد ميزا بين خمسة أنماط رئيسية من خطة المدينة أولها يعرف بخطة الزوايا القائمة ، ثم الخطة الإشعاعية ، ذات الطرق الدائرية ، ثم الخطة الشريطية ، ثم الخطة المرنة ، وأخيرا خطة النمو المتميز ، كما أضاف إليها " حماد " أنماط التخطيط الطبوغرافي والتخطيط الإشعاعي المزدوج وتخطيط القرون الوسطي غير المنتظم.