المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المشكلات المدرسية / الطفل المتواكل  
  
1589   04:14 مساءً   التاريخ: 11/9/2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص155 ـ 156
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

غالباً ما يكون هذا الطفل شديد الاهتمام بالأم، يلتصق بها بشكل جاد ويهتم بها اهتماماً مرضياً، ولا تعتبر التواكلية مشكلة فهي ضرورية فعلاً لحاجة الطفل إليها وعدم استطاعته لإعالة نفسه. 

والطفل المتواكل لا يطلب المساعدة عند اعتراضه مشكلة صعبة، بل يطلبها حتى في الأمور العادية السهلة، ومن عادته ألا يأخذ زمام المبادرة، والطفل المتواكل يتطلب دائماً أن يتنبه الآخرون له ولاسيما الكبار منهم لكلماته، ويستمعوا إليه ويطلعون على ما أنجز من أعمال ليسمع آراءهم واستحسانهم لكل ما يفعل، وهو يُظهر في ذلك عدم القدرة في الاعتماد على كفاءته الخاصة.

ومفهوم التواكلية يتغير بتغير وتطور السن، فيحدث الانفصال عن الأم في حوالي السنة الثالثة والنصف، ويمكن القول: (إن الحب المبكر الذي يتعلمه الطفل هو نوع من الحب الكاذب يبغي من وراءه الحصول على بعض المغانم)(1).

وتتحمل الأمهات مسؤولية كبرى في تطور التواكلية عند الطفل، فقد اتضح من دراسة أجريت على الأمهات أن نسبة 36%، منهن يتصفن عموماً بالنزق وسرعة التهيج، ويعاقبن أطفالهن لدى تعلقهم بهن، بحيث تبين أن التوبيخ العنيف الذي يترافق مع إبعاد الطفل عن أمه أثناء تمسكه بها يؤدي إلى تكرار السلوك التواكلي عند هذا الطفل، كما اتضح، (أن أكثر الأطفال تواكلاً ينتمون إلى أمهات يرفضن لبعض الوقت وبشكل عصبي حاجة الطفل إلى التواكل)(2).

والجدير بالذكر، (أن الأمهات اللواتي احتفظن بهدوئهن أثناء الغارات الجوية في الحرب العالمية الثانية أنشأن أطفالاً يميلون إلى الهدوء، بينما نقلت الأمهات الخائفات خوفهن إلى أطفالهن)، وهذا ما يثبت وجود الارتباط الفعلي بين مخاوف الأم ومخاوف الطفل.

وإلحاقاً بالتواكل فهناك حالة الامتثال الزائد، وهو يتسبب في نظر بعض المربين في فقدان الفردية، والخضوع التام للآخرين، ويؤدي إلى سلوك لا اجتماعي، فالرغبة بالخضوع تجعل الأطفال يميلون إلى التنازل عن المعايير والقيم السائدة في مجتمعهم إرضاء للغير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مرتين هربرت، مشكلات الطفولة، ص128.

2ـ المصدر السابق، ص180. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.