المناخات الجافة وشبه الجافة:

كان يعتقد ان التجوية الكيميائية مشلولة اليد في الجهات الجافة وشبه الجافة نتيجة للجفاف، أو ندرة الرطوبة، وأن التجوية الميكانيكية هي السائدة. ففي هذه المناخات يعظم المدى الحراري، الذي يتسبب في تعاقب تمدد وانكماش أسطح الصخور العارية، وهذا بدوره يعمل على تفكك الصخور الى كتل وحبيبات، وتقشر (كما كان يعتقد). وتدل خشونة مكونات رواسب المناطق الصحراوية، وقلة وجود المواد المتحللة كالصلصال، على أهمية فعل التجوية الميكانيكية او الطبيعية في الصخور.

وعلى الرغم من شيوع التجوية الميكانيكية في الاقاليم  الجافة، فإن التجوية الكيميائية لها أثرها أيضا. فمهما يكون الهواء جافا في الصحاري، فإنه لن يخلو من قدر يسير من بخار الماء الذي قد يتكاثف فوق الصخور التي يتم تبريدها بسرعة أثناء الليل على هيئة ندى. وتعاون هذه الرطوبة معاونة فعالة في التقشر وفي تجوية أسطح المنحدرات الشديدة والكتل الصخرية المنعزلة في الصحاري. ونقد تبين من دراسة الاثار الجرانيتية المصرية ان هناك من المواضع ما يناسب تجويتها كيميائيا. فالتماثيل التي توجد بجوار القاهرة حيث يسقط مطر قليل قد أصابتها التجوية بدرجة أكبر من زميلاتها في صعيد مصر الأجف. وقد اتضح ايضا ان أسافل التماثيل قد تأثرت بالتجوية أكثر من أعاليها، وذلك بسبب تعرضها للرطوبة والبلل، لاتصالها بالتربة.

ومع هذا فلا ينبغي ان نتزيد في أهمية التجوية الكيميائية في الجهات الصحراوية الجافة بناء على هذه الادلة وأمثالها. فهناك من الصخور ما هو حساس وضعيف للغاية أمام غزوات التجوية الكيميائية، كالصخور الجيرية والدولوميتية، لكنها تبدون عظيمة المقاومة في المناخات الجافة وشبه الجافة مما يدل على ضعف التجوية الكيميائية في تلك الجهات.