أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2016
13775
التاريخ: 10-5-2016
30303
التاريخ: 12/9/2022
1137
التاريخ: 8/9/2022
1020
|
ترجم العرب التراث الاغريقي القديم، واستوعبوا كل ما جاء فيه، واضافوا اليه، وشرحوا بعض التطبيقات والامثلة العملية. واشتهر من بين البحاث في الجغرافيا الطبيعية: المسعودي واخوان الصفا في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، والكرخي والبيروني وابن سينا في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي). وقد تضمنت المعلومات التي ذكرها هؤلاء العلماء الكثير من الاكفار الخاصة بأشكال سطح الارض، والتغيرات التي تحدث بالسواحل نتيجة للتبادل بين اليابس والماء، والجبال التي تنشأ عن الحركات الباطنية التي تسبب الزلازل والبراكين ونتدفق المياه الباطنية وانبثاقها في هيئة عيون وينابيع.
فقد نقل المسعودي المؤرخ والجغرافي العربي المتوفى سنة 956م (صاحب مروج الذهب ومعادن الجوهر) عن كتاب المنطق لأرسطو فكرة المتغير والتبادل بين اليابس والماء، فلا البحري يبقى بحرا دائما، ولا اليابس يدوم يابسا، ونذلك لصب الانهار فيه، وانقطاعها عنها. وطبق هذا الرأي على بلاد العرق مبينا أثر نهرى دجلة والفرات، وما يجلبانه من كميات ضخمة من الرواسب، في ظهور أراضي جديدة. كما أوضح تغير مواضع الانهار وأثر هذا التغير في اختلاف مواقع العمران، وذلك حينما ذكر انتقال مجرى نهر دجلة من موضع لآخر شرقي بغداد، وأشار الى تعمير أمكنة وخراب أمكنة أخرى بسبب هذا الانتقال.
وقد كتب أخوان الصفا (القرن الرابع الهجري أي العاشر الميلادي) رسائل مشهورة في مختلف ألوان المعرفة، واحتوت تلك الرسائل الكثير من أفكار الاغريق والرومان، ومن بينها أيضا التبادل بين اليابس والماء. فالبحر يصير يابسا بما ريد اليه من رواسب تحملها اليه الانهار، فتتراكم على قاعه، وبمرور الزمن يعلو هذا القاع مكونا جبالا وتلالا، وبذلك ترتفع المياه في البحر وتعلو، وتطغى على اليابس الذي يصير بحرا.
ويظهر في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) محمد بن الحاسب الكرخي، الذي ألف كتابا أسمه ( أنماط المياه الخفيفة)) وفيه يشرح كيفية استخراج المياه الجوفية. ونفي مقدمة كتابه وصف للأرض، يذكر فيه ان بها حركات دائمة، يترتب عليها انهيار الجبال، وتفتيت موادها، ونقل تلك المواد بواسطة المجاري المائية، وارسابها في أماكن أخرى، حيث تجتمع، فتتحرك الارض طلبا للمساواة والتعادل، فتتغير لذلك عروض البلاد، ويكون ذلك سببا في انتقال البحار، وظهور عيون، واختفاء عيون أخرى، ويكون ذلك كله بالتدريج. ونفي هذا الحديث أفكار واضحة عن دورة التضاريس والتوازن الارضي.
ويعالج أبو الريحان البيروني الصلة بين اليابس والماء بأمثلة واضحة، حينما يذكر ان شمال الجزيرة العربية كان جزء من البحر، ونادلته على ذلك واضحة تتمثل فيما ذكره من العثور على مستحجرات (حفريات) بحرية عند حفر الآبار (أصداف وودع). أو حينما يؤكد أن سهول الهند كانت بحرا قديما ملأته الرواسب الضخمة التي تأتى بها الانهار، بل أنه وصف التصنيف الارسابي لتلك الانهار حسب أحجام الرواسب في مجداريها العليا والوسطى والدنيا.
أما أبو علي الحسين بن سينا فقد كان عالما طبيعيا كما كان حاذقا في الفلسفة والطب. ولا يكاد يخلو كتابه جيومورفولوجي من ذكر ابن سينا ضمن الرواد الاول الذين وضعوا لبنات في صرح هذا العلم وقد عالج ابن سينا ظواهر جيوموفولوجية متعددة، منها كيفية تكوين الجبال: فقال ان بعضها ينشأ عن عمليات باطنية رافعة كتلك التي تصاحب الزلازل، وهذه تحدث دفعة واحدة، وبعضها الآخر ينشأ نتيجة لفعل المياه الجارية والرياح، وهذه تحتاج الى وقت طويل لتشكيلها، مما يدل على أن هذا الرجل كان واعيا بمبدأ التطور المتدرج البطيء للأشكال الارضية التي تنجم عن فعل عمليات التعري.
وقد أدرك ابن سينا فكرة التتابع الصخري في هيئة طبقات متفاوتة الاعمار، واشار الى الوقت اللازم لتحول الرواسب المفككة اللينة الى صخر صلب، كما استخدم هو والبيروني الحفريات البحرية للدلالة على التغير والتبادل بين اليابس والماء.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|