الشعير في الوطن العربي

غالبا ما يزرع الشعير بالقرب من مناطق زراعة القمح لتشابه المحصولين من حيث المناخ والتربة وبقية الاحتياجات، ولكون الشعير أكثر تحملا لظروف الجفاف فأنه يزرع في المناطق الهامشية أو الحدية التي يكون أو يتصف سقوط المطر فيها بالمتذبذب والذي يتراوح ما بين (25-50) سم سنويا، يستهلك الجزء الأكبر من هذ المحصول في الوطن العربي كعلف للحيوانات مع اعتباره في بعض قطار القارة الأفريقية ولا سيما في مناطق الارياف كغذاء أساسي للسكان. يستحوذ ها الحصول على المناطق القليلة الأمطار وبالأخص الأراضي الضعيفة بسبب فقرها بالعناصر الغذائية أو التي تعرضت لمشاكل الملوحة، وهو محصول يكاد أن يكون مزروعا في جميع الأقطار العربية. ويعد العراق من أقدم البلدان العربية التي زرع فيها هذا المحصول، فقد اظهرت الاستكشافات الأثرية أنه كان يزرع جنبا إلى جنب مع الحنطة، إذ تعد قرية جرمو في شمال العراق من أقدم المستوطنات الزراعية التي ظهر فيها هذا المحصول وقد شخص الشعير هنا من ذو الصفين الذي يشبه إلى حد ما الشعير البري الذي يسمى علميا (Wid hordaum spontanum) حيث الحبوب مستقيمة وغير مجعدة.

ومن خلال جدول (31) يتبين أن الوطن العربي قد انتج من هذا المحصول في عام 2017 ما يقارب (3652113) مليون طن وبلغت المساحة المزروعة حوالي (4206487) ألف هكتار، أحتلت الجمهورية السورية المرتبة الأولى من حيث الإنتاج إذ جاءت بحوالي (99448) ألف طن أي ما نسبته (27.2 %) منم إنتاج الوطن العربي، وجاءت بالمرتبة الأولى أيضا من حيث المساحة فقد بلغت (124427) ألف هكتار أي ما بعدل (29.5%) من المساحة الكلية المزروعة في عموم الوطن العربي ثم جاءت الجزائر بالمرتبة الثانية من حيث الإنتاج فقد بلغ إنتاجها منة هذا المحصول (91991) ألف طن بنحو 25% من الإنتاج الكلي ومساحة وصلت إلى (70643) ألف هكتار، واختلت المغرب المركز الثاني من حيث المساحة المزروعة فقد بلفت (120762) ألف هكتار أي ما نسبته (728.6) من المساحة الكلية ثم توزع الإنتاج على بقية الأقطار العربية. أما من حيث الإنتاجية فقد جاءت الكويت بالمركز الأول حيث بلغت الإنتاجية فيها (386338 كغم/ هکتار). وهذه الإنتاجية متدنية عند مقارنتها بالإنتاجية العالمية.