أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
2203
التاريخ: 12-1-2016
1898
التاريخ: 17-6-2016
2168
التاريخ: 9-1-2016
2375
|
كثير من الآباء يتقنون فن الأبوة، ومنا من يتخبط كثيراً فيما يخصها. عندما كان أبنائي في سنوات عمرهم المبكرة؛ وجدت أنه من الأسهل أن أوكل كل مهام التربية إلى زوجتي؛ لأنها كانت تفوقني كفاءة في هذا المجال، غير أن الأبوة بالنسبة لي اليوم قد أصبحت واحدة من أعظم مُتع الحياة. إن سبب افتقارنا إلى الكفاءة هو أننا قد تعرضنا لهذا الخواء الأبوي؛ إذ أن الكثير من الرجال لم يحظوا بأب متفاعل. لقد كان الأب مجرد رجل غريب يجلس في أحد أركان غرفة المعيشة ليقرأ الصحف ويتمتم ببعض الكلمات من آن إلى آخر. أي أننا لا نملك أساساً هذا المنهل الزاخر من السلوك الأبوي الذي يمكن أن نتعلم منه ونمنحه لأبنائنا.
ومع ذلك أستطيع أن أؤكد - من خلال تجربتي - أن الأمر ليس بهذه الصعوبة، كما أنك عندما تشرع في تولي مهام الأبوة، ستروق لك. وإليك الآن طريقتين أو ثلاث طرق للشروع في تحقيق هذا الهدف.
المرح والمداعبة
إن الأطفال من الذكور يحبون المصارعة، والمداعبة، والشجار، والألعاب القوية العنيفة، ويبدو أن هذه الصفات تنطبق على جميع الأعمار. افعل ذلك كلما كانت لديك الفرصة والطاقة، تخير مكانا آمناً، حدد هدفاً مثل تثبيت ذراعك في مكان ما، أو محاولة الطفل الإفلات من حضنك الضخم.
إن الأمر يتعدى كونه مجرد وقتاً طيباً للاستمتاع، يمكنك أن تلقن ابنك خلالها دروساً هامة أثناء المصارعة، كأن تمنعه من المواصلة عندما يبدي بعض الإهمال، أو يصبح شديد الخطورة، وتعمل على تهدئته، وتعيد الكرة من جديد. إنك بذلك تعلم ابنك كيف يتعامل مع الأمور، وكيف يوظف قوته، يجب أن تتسم دائماً بروح المرح والهدوء والتخلي عن المنافسة القوية، اسمح لابنك بأن يغلبك، ثم اسمح له بذلك ثانية. يجب أن تفهمه أن المتعة تكمن في التفاعل ذاته وقبول الخسارة بروح طيبة. ربما يكون أهم ما في الأمر أن المصارعة وغيرها من ألعاب القوى تدعم الحميمية التي تربطك بابنك، وتعتبر في نفس الوقت احتفاء بالذكورة. (على الرغم من أن بعض الفتيات تحب مثل هذا اللهو أيضاً، وخاصة عندما تكن صغيرات السن).
لم يكن أبي نفسه يعرف كيف يمنح أبناءه أحضاناً دافئة، أو يفصح عن مشاعره. لقد كان (مثل معظم رجال جيله)، يجد صعوبة حتى في الإطراء، غير أنه كان يصارعني دائماً ويصارع أبناء إخوته. كنا كلما ذهبنا لزيارة أحد؛ نجده مغطى بكومة من الأطفال. لقد كان هذا أمراً رائعاً!.
الفعل والتعليم
يقول (روبرت بلاي): (حتى الرجل الحقير يكون لطيفاً عندما يعلم أبناءه)، إن الولد يحب أن يتعلم كل ما يخص عالم الرجال، وهذا يعني علم السيارات أو الحاسوب، أو الخيل، أو تربية الطيور، أو السير في الغابات، أو الصيد، أو الأعمال الخشبية، أو أي شيء؛ يمكن أن يستمتع به أو باستعراضه أمام الآخرين، (من النقاط الأساسية التي يجب أن يلتفت إليها الأب في هذه الحالة البعد عن المثالية؛ لأن هذا من شأنه أن يثير ضجر الأبناء، فقط تشاركا المتعة وليس مستوى الأداء الرفيع).
إن كنت أباً؛ يجب أن تبقى متواجداً دائماً في دائرة أسرتك، يجب أن تحرص دائماً على الحديث وعمل بعض الأشياء على الأقل لمدة ساعة واحدة يومياً. أما إن كان جدول أعمالك يحول دون ذلك، فربما تكون بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتك. كنت أود أن أكون أكثر تفاؤلاً بشأن هذا الأمر؛ ولكن النجاح المهني اليوم يكاد يكون متعارضاً مع الأبوة الجيدة. إن الابن بحاجة لأن يعرفك وأنت في كل حالاتك، وأثناء ممارستك الأنشطة المختلفة.
أنصت!
ان من أعظم مهارات الحياة التي يمكن ان تمتلكها القدرة - بل الاستعداد في الواقع - على أن تتوقف في منتصف أية مناقشة وتنصت إلى القصة كما يرويها الطرف الآخر. إنها مهارة يمكن أن تستخدمها على الأقل خمس مرات يومياً.
في أحد أيام الصيف الحارة؛ ذهبت بصحبة ابني خارج المنزل لتشغيل مضخة الديزل، لقد اعتدنا أن نقوم بهذه المهمة مرة واحدة كل صيف لكي نعيد ملء الخزان بالماء. كان أبني في الرابعة، أي يمكن القول بأنه كان فتى صغيراً ولكنه كان مساعداً أساسياً. ففي الوقت الذي كنت اسعى فيه لإدارة ذراع المضخة؛ كانت مهمته ان يقوم بضرب محول الضغط ضرباً خفيفاً في الوقت المناسب تماماً حتى تدور المضخة.
كانت الماكينة ضخمة وقديمة، وكنا قد أجرينا عدة محاولات فاشلة. كنت يومها عصبي المزاج، وكانت النباتات الشوكية تؤذيني في ساقي، وكان الناموس يحوم حولي، كما كان ذراعي يؤلمني من إدارة ذراع المحرك الثقيل، وإذا بمساعدي يعلن إضرابه فجأة!، لقد تراجع باتجاه السد، وشعرت أن الغضب قد بدأ يتملكني، وأعددت نفسي لأن أجبره على أن ينفذ ما آمره به، ولكنه نظر إلي نظرة حادة وهو يكاد يتهمني، فتمالكت نفسي وسالته: لم لا تساعدني؟ - محاولاً أن أضفي قدراً من الرقة على صوتي فأجابني: (إن الدخان كثيف؛ لا أستطيع أن اتنفس)، لقد كان محقاً، فقد كانت هناك كمية من الادخنة الكثيفة الناجمة عن محاولتنا الأولى. ولذا قررت أن نجلس بجوار الماء لبضع دقائق كي نسترخي في هدوء قبل أن نحاول ثانية، تحادثنا قليلاً عن الضفادع والحشرات، ثم نجحنا بعدها في إدارة المضخة من المرة الأولى!.
لم تكن المرة الوحيدة وربما تتكرر مثل هذه التجارب كلما كبر الأبناء، وازدادوا وعياً وفهماً. إنها اللحظة التي يدرك فيها الأب ببساطة أن (ابنه محق وهو مخطئ)، وكم هو من الضروري الإنصات إليه.
مراقبة أفعالك
إذا شاهدك ابنك وأنت تعد الوجبات وتنظف وترتب وتهتم بصغار الأطفال؛ فسوف يصبح أكثر اهتماماً ومشاركة في الأعمال المنزلية. يجب أن يظهر الأب لابنه أنه أكثر من مجرد رجل (الأوقات الطيبة)، يمكنك أن تعلم ابنك باعتبارك قدوة له كيف تكون الرجولة الكاملة. إن رآك وأنت تحافظ على نظافة جسدك، وتعامل الآخرين معاملة حسنة، وتعبر عن مشاعرك، وتؤيد المبادئ التي تؤمن بها، فسوف يكون ذلك أقوى تأثيراً من أي شيء؛ يمكن أن تقوله، أي أنك ربما يجب أن تكون نفس الرجل الذي تتمنى أن يكونه ابنك.
دع ابنك يلتقي برجال اخرين
أشرك ابنك في النشاطات التي يشارك فيها أصدقاؤك حتى يلتقي بهم ويتعلم منهم، ويكتسب منهم الثقة بالنفس، أو اذهب بصحبته إلى المعسكرات التي تضم الآباء والأبناء، أو اصحب ابنك إلى مقر عملك من آن إلى آخر حتى يرى ما تفعله في حياتك، وما المكانة التي تحتلها في الحياة وما مُثلك. دعه يشهد بعض التضحيات التي تقوم بها، وبعض المواقف الصعبة والمثابرة التي تمليها عليك الحياة. والأهم من ذلك، تواجدك الدائم من أجله، يجب أن تملك وقتاً شاغراً له.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|