المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Topological Spaces-Closed Sets
24-9-2016
تفسير الآية (20-28) من سورة لقمان
11-8-2020
Can we decide between them?
27-1-2022
مراحل عملية الاتصال بالأنترنت
11-6-2019
وجوب الأمر بالمعروف و شروطه‏
19-7-2016
TATA Box
3-6-2020


صعصعة بن صوحان / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
1955   01:45 صباحاً   التاريخ: 20-7-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص277ـ 280
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

صعصعة بن صوحان بن حجر العبدي، كان مسلماً على عهد النبي (صلى الله عليه وآله)، ولم يره. وكان من كبار أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، ومن الذين عرفوه حق معرفته كما هو حقه، وكان خطيباً شحشحاً بليغاً، ذهب الأديب العربي الشهير الجاحظ إلى أنه كان مقدماً في الخطابة، وأدل من كل دلالةٍ إستنطاق علي بن أبي طالب (عليه السلام)، له.

أثنى عليه أصحاب التراجم بقولهم: كان شريفاً، أميراً، فصيحاً، مفوهاً، خطيباً، لسناً، ديناً، فاضِلاً.

نفاه عثمان إلى الشام مع مالكٍ الأشترِ ورجالات من الكوفة، وعندما ثار الناس على عثمان، واتفقوا على خلافة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، قام هذا الرجل الذي كان عميق الفكر، قليل المثيلِ في معرفة عظمة علي (عليه السلام) - وكان خطيباً مصقعاً - فعبر عن اعتقاده الصريح الرائع بإمامه، وخاطبه قائلاً:

والله يا أمير المؤمنين، لقد زينت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، ولهي إليك أحوج منك إليها.

روى الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي عن صعصعة بن صوحان أنه قال: دخلت على عثمان بن عفان في نفر من المصريين، فقال عثمان: قدموا رجلاً منكم يكلمني، فقدموني، فقال عثمان: هذا، وكأنه استحدثني.

فقلت له: ان العلم لو كان بالسن لم يكن لي ولا لك فيه سهم، ولكنه بالتعلم.

فقال عثمان: هات.

فقلت: بسم الله الرحمن الرحيم: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41].

فقال عثمان: فينا نزلت هذه الآية.

فقلت له: فَمُر بالمعروفِ وانهَ عن المنكرِ.

فقال عثمان: دَع هذا، وهاتِ ما معكَ.

فقلت له: بسم الله الرحمن الرحيم: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: 40].

فقال عثمان: وهذه أيضاً نزلت فينا، فقلت له: فأعطنا بما أخذت من الله.

فقال عثمان: يا أيها الناس، عليكم بالسمع والطاعة، فإن يد الله على الجماعة، وإن الشيطان مع الفذ، فلا تستمعوا إلى قول هذا، وإن هذا لا يدري من الله ولا أين الله.

فقلت له: أما قولك: (عليكم بالسمع والطاعة)، فإنك تريد منا أن نقول غداً: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}[الأحزاب: 67]، وأما قولك: (أنا لا أدري من الله)، فإن الله ربنا ورب آبائِنا الأولين، وأما قولك: (إني لا أدري أين الله)، فإن الله تعالى بالمرصاد.

قال: فغضب وأمر بصرفنا وغلق الأبواب دوننا(1).

وفي تاريخ دمشق: إن علياً دخل على صعصعة يعوده، فلما رآه علي، قال: إنك ما علمت حسن المعونة خفيف المؤونة(2).

فقال صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين عليم، وأن الله في صدرك عظيم.

فقال له علي: لا تجعلها أبهةً على قومك أن عادك إمامكَ.

قال: لا يا أمير المؤمنين، ولكنه منٌّ مِنَ الله علي أن عادني أهل البيت وابن عم رسولِ رب العالمين(3).

وعن مسمع بن عبد الله البصري عن رجلٍ قال: لما بعث علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - صعصعة بن صوحان إلى الخوارج قالوا له: أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه؟

قال: نعم.

قالوا. فانت إذاً مقلد علياً دينك، ارجع فلا دين لك.

فقال لهم صعصعةُ: ويلكم ألا أقلد من قلد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صديقاً لم يزل؟ أولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذا اشتدت الحرب قدمه في لهواتها فيطأ صماخها بأخمصهِ، ويُخمد لهبها بحدهِ، مكدوداً في ذاتِ الله عنه، يعبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمسلمون؟ إ فأنى تصرفون؟! وأين تذهبون؟! وإلى من ترغبون وعمن تصدفون ؟!(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الأمالي للطوسي: ص236، ح418.

2ـ في المصدر: (حسن المونة خفيق المؤونة)، والصحيح ما أثبتناه.

3ـ تاريخ دمشق: ج24، ص88.

4ـ الاختصاص: ص121. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.