المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نيماتودا حوصلات الحبوب Heterodera avenae
2025-04-07
السلام عليك يا داعيَ الله وربانيَّ آياته
2025-04-07
سلامٌ على آل ياسين
2025-04-07
التوجه إلى الله بأهل البيت ( عليهم السلام ) والتوجه إليهم
2025-04-07
تفريعات / القسم الثاني عشر
2025-04-06
تفريعات / القسم الحادي عشر
2025-04-06

تعريف الدفع بعدم التنفيذ
30-8-2021
Apolipoproteins
16-1-2016
Polykay
15-2-2021
معنى كلمة تيه‌
19-1-2016
لماذا نحن عندما نذكر لقب صاحب العصر عليه‌ السلام ( القائم ) نقف ونضع اكفنا على رؤوسنا؟ هل هذه تحية للإمام؟
5/10/2022
checked (adj.)
2023-06-26


الآثار الطيبة لكظم الغيظ  
  
2231   07:58 صباحاً   التاريخ: 17-7-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص117 ـ 118
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2016 2699
التاريخ: 26/11/2022 1803
التاريخ: 2024-11-09 576
التاريخ: 20-6-2017 3600

إن هذا الوجود الإنساني ذا الأسرار العجيبة قد جهز بقوتين عظيمتين هما (العقل والإرادة). والعقل نور في الروح الإنسانية يعيّن لها مصيرها في الحياة، وهو يعدّ المعرف للشخصية الواقعية لكل إنسان. إنه مصباح منير يشع بأنواره على صفحات هذه الحياة المظلمة، فلا نتقدم نحن في الدروب الملتوية في هذه الحياة إلا بهدايته وإرشاده.

وأن الإنسان مكلف بالسعي في سبيل تربية الإحساسات المختلفة التي يجدها في نفسه، فيضبطها عن الإفراط والتفريط. والقوة العاقلة هي التي ترينا الحدود المعقولة للعمل بالإحساسات الصحيحة، كي نستفيد من هذه الذخائر طبق الموازين الصحيحة، وحتى لا تقهرنا هذه الغرائز العاتية على اتباع أوامرها مهما كانت. أنه إذا كان نور العقل يشع في محيط عواطفنا فلا بد لشمس السعادة أن تسطع في سماء حياتنا أيضاً، اما إذا كنا مطيعين لغرائزنا أسارى لأحاسيسنا فإننا سنفقد استقلالنا وستضعف شخصيتنا فنهزم في جميع المجالات.

إن للإرادة - وهي من أكبر العوامل الأخلاقية وأقوى الوسائل للوصول إلى المقاصد الحسنة والآمال الطيبة - دخلاً تاماً في اساس سعادة الإنسان، وهي التي تحفظ شخصية الإنسان عن متناول الرجس والرذائل في الحياة.

وأن الشرط الأساسي للهناء في الحياة لهو الحصول على إرادة قوية قاطعة ومقتدرة، كي يستطيع الإنسان في مواجهة الحوادث التي تؤثر في نواحي مختلفة من حياته أن يقاومها بشدة واستقامة. أننا كلما سعينا في تربية هذه القوة التي هي مدار الموفقية في الحياة تمكنا بنفس النسبة على إلزام أنفسنا على اكتساب الفضائل والاجتناب عن أضدادها، واستقرت أرواحنا وابتعدت عن التزلزل والانحراف.

يقول أحد مفكري الغرب بهذا الصدد: (هناك تعريف جميل للعقل يشتمل على صفة توازن العقل أيضاً، وهو التعبير عنه بـ ـ القوة المنظمة ـ، وهذه القوة المنظمة في الإنسان بنوعيه الذكر والأنثى تكون بمنزلة جهاز تنظيم السير للسيارات الذي يمنعها عن الاصطدام والانحراف، والذي تجهزت اليوم كثير من السيارات الفخمة الثمينة به، وعمله أن يذهب بأثر الهزات العنيفة التي تحدثها الطرق والمصادمات المفاجئة، كي لا يتعب المسافرون ويحسون بالراحة والطمأنينة حتى في أشق الطرق وأصعبها. إن الجريمة ليست إلا مرآة للتعريف بالشخصية غير المتوازنة، إنك في اللحظة التي تفقد فيها حكم العقل تفقد فيها اختيارك وإرادتك الجدية على نفسك أيضاً، وأن الشخص الذي لا يكون تحت حكم العقل يصبح شخصاً خطيراً فضلاً عن انه يفقد دوره كمؤثر ايجابي في الحياة ومن ثم لا يكون شخصاً مفيداً ومعمراً بل مضراً ومخرباً. إن الجدول الصغير الذي يجري بين الصخور في الجبال لكل جزء من أجزائه صوت أعظم من أصوات الأنهار العظيمة، أما الرجال ذوو الأخلاق العظيمة فهم -على العكس من ذلك - كالأنهار العظيمة إذا جرت في الأهوار والمستنقعات من دون أن يكون لها شيء من الأصوات أو الاضطرابات).

إن الطبيعة الخشنة والحادة تحتاج إلى إرادة متينة ومحكمة، إذ لو لم تدخل مثل هذه الطبيعة تحت قيادة قوة قوية من الإرادة اعتادت على العتو والطغيان، فتحمل صاحبها في المواقع الحساسة التي يرد فيها الضغط والألم عليه على اتخاذ قرارات عاجلة ثورية مما تجره في النهاية إلى عاقبة مؤلمة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.