أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
1651
التاريخ: 12-08-2015
8469
التاريخ: 11-08-2015
1316
التاريخ: 12-08-2015
1253
|
قال : ( ... في الماهيّة ولواحقها ، وهي مشتقّة (1) عن « ما هو » وهو ما به يجاب عن السؤال بـ « ما هو؟ » وتطلق غالبا على الأمر المعقول ، ويطلق « الذات » و « الحقيقة » عليها مع اعتبار الوجود ، والكلّ من ثواني المعقولات ).
أقول
: في « الماهيّة » و « الحقيقة » و « الذات ».
أمّا
الماهيّة : فهي لفظة مأخوذة عن « ما هو؟ » وهو ما به الشيء
هو هو ، وما به يجاب عن السؤال بـ « ما هو؟ » ؛ فإنّك إذا قلت : « الإنسان ما هو؟
» فقد سألت عن حقيقته وماهيّته ، فإذا قلت : « حيوان ناطق » كان هذا الجواب هو
ماهيّة الإنسان.
وهذه اللفظة ـ أعني الماهيّة ـ إنّما تطلق في الغالب من الاستعمال
على الأمر المعقول الموجود في الذهن بلا اعتبار الوجود ، وإذا لوحظ مع ذلك الوجود
المطلق أو خصوص الخارجي ، قيل له : « حقيقة » و « ذات » كما يطلق عليها « الطبيعة
» أيضا باعتبار خصوص الوجود الخارجي.
وقد يراد بالذات ما صدقت الماهيّة عليه من الأفراد.
والحقيقة الجزئيّة تسمّى هويّة ، وقد يراد بالهويّة التشخّص
، وقد يراد بها الوجود الخارجي.
والصورة الذهنيّة إن كانت مطابقة لها بذاتها بدون اعتبار
أمر خارج ، تسمّى ماهيّة وكنها ، كصورة الحيوان الناطق للإنسان ، وإن كانت مطابقة
لها لا بذاتها بل باعتبار أمر خارج ، تسمّى وجها ، وتصوّر الشيء بها يسمّى تصوّرا
بالوجه ، كصورة مفهوم الضاحك للإنسان.
والماهيّة والحقيقة والذات من المعقولات الثانية العارضة
للمعقولات الأولى ؛ فإنّ حقيقة الإنسان ـ أعني الحيوان الناطق ـ معروضة ؛ لكونها
ماهيّة وذاتا وحقيقة ، وهذه عوارض لها.
قال
: ( وحقيقة كلّ شيء مغايرة لما يعرض لها من الاعتبارات ، وإلاّ لم تصدق على ما ينافيها).
أقول
: كلّ شيء له حقيقة هو بها هو ، فالإنسانيّة من
حيث هي إنسانيّة ماهيّة ، وهي مغايرة لجميع ما يعرض لها من الاعتبارات ؛ فإنّ
الإنسانيّة من حيث هي إنسانيّة لا يدخل في مفهومها الوجود والعدم ، ولا الوحدة
والكثرة ، ولا الكلّيّة والجزئيّة ، ولا غير ذلك من الاعتبارات اللاحقة بها ؛ لأنّ
الوحدة لو دخلت في مفهوم الإنسانيّة ، لم تصدق الإنسانيّة على ما ينافيها ، لكنّها
تصدق عليه ؛ لصدقها على الكثرة. وكذلك القول في الكثرة ، وكذا الوجود والعدم
والكلّيّة والجزئيّة وغيرها ، فهي إذن مغايرة لهذه الاعتبارات وقابلة لها قبول
المادّة للصور المختلفة والأعراض المتضادّة ، ولكن عوارض الماهيّة ثلاثة أقسام :
قسم يلحق الماهيّة من حيث هي هي بأيّ وجود وجدت ، كالزوجيّة
للأربعة.
وقسم يلحقها باعتبار وجودها الخارجي ، كالتناهي للجسم.
وقسم يلحقها باعتبار وجودها الذهني ، وهو الذي يسمّى معقولا
ثانيا ، كالذاتيّة والعرضيّة ونحوهما.
قال
: ( وتكون الماهيّة مع كلّ عارض مقابلة لها مع ضدّه ).
أقول
: إذا أخذت الماهيّة مع قيد الوحدة ـ مثلا ـ صارت
واحدة ، وإذا أخذت مع قيد الكثرة صارت كثيرة ، فالواحديّة أمر مضموم إليها ،
ومغايرة لها تصير بها الماهيّة واحدة ، وتقابل باعتبارها الماهيّة باعتبار القيد
الآخر ؛ فإنّ الإنسان الواحد مقابل للإنسان الكثير باعتبار العارضين ، لا باعتبار
الماهيّة نفسها.
قال
: ( وهي من حيث هي ليست إلاّ هي. ولو سئل بطرفي النقيض فالجواب السلب لكلّ شيء قبل
الحيثيّة لا بعدها ).
أقول
: الإنسانيّة من حيث هي هي ليست إلاّ الإنسانيّة ،
وجميع ما يعرض لها من الاعتبارات مغاير لها ، كالوحدة والكثرة على ما تقدّم.
إذا عرفت هذا ، فإذا سئلنا عن الإنسان بطرفي النقيض فقيل ـ
مثلا ـ : هل الإنسان ألف أو ليس بألف؟ كان الجواب دائما بالنسبة إلى كلّ واحد من
العوارض بالسلب ، على أن يكون حرف السلب قبل « من حيث » لا بعد « من حيث » فنقول :
« الإنسان ليس من حيث هو إنسان ألفا» ولا نقول : « الإنسان من حيث هو إنسان ليس
ألفا » لاحتمال الإيجاب العدولي.
وإنّما قال : « بطرفي النقيض » إذ هناك يستحقّ الجواب قطعا
باختيار أحد شقّي الترديد.
وأمّا إذا سئل بالترديد بين الإيجاب المحصّل والمعدول ، كأن
يقال : « هل الإنسان ألف أو لا ألف؟ » فلا يستحقّ الجواب ، وإن أجيب ، يجاب بسلب
شقّي الترديد معا ، فيقال : « لا هذا ولا ذاك ».
ولو قيل : الإنسانيّة التي في « زيد » لا تغاير التي في «
عمرو » من حيث هي إنسانيّة ، لم يلزم منه أن نقول : « فإذن تلك وهي واحدة بالعدد »
لأنّ قولنا : « من حيث هي إنسانيّة » أسقط جميع الاعتبارات ، وقيد الوحدة زائد ،
فيجب حذفه.
__________________
(1)
إشارة إلى أنّ الياء للنسبة ، فألغى المنسوبة إلى ما هو ؛ لوقوعها جوابا عنه.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|