المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



بين الكسائي واليزيدي  
  
5249   05:15 مساءاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : سعيد الأفغاني
الكتاب أو المصدر : من تاريخ النحو
الجزء والصفحة : ص51- 55
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / الخلاف بين البصريين والكوفيين / الخلاف في المسائل النحوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 5250
التاريخ: 12-08-2015 1981
التاريخ: 12-08-2015 7995
التاريخ: 2-03-2015 2539

لقد سلط الله على الكسائي من يثأر منه للأصمعي وسيبويه، فأذاقه على يد يحيى بن المبارك اليزيدي ما كان كفاء لعصبيته على البصريين. ويحيى هذا بصري قرأ على أبي عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد، واتصل بخال المهدي يزيد بن منصور الحميري فأدب أولاده، وإليه نسب فقيل "اليزيدي". ولم يستطع الكسائي أن يغلبه بجاهه, فعاش حياته تنزل عليه منه الضربات في المناظرة والهجاء بالأشعار. ثم كان مؤدب المأمون كما كان الكسائي مؤدب الأمين، وإليك مجلسين من مجالسهما أولهما قبل مناظرة سيبويه وثانيهما بعدها:

ص51

1-  قال اليزيدي:
"
كنا في بلد مع المهدي في شهر رمضان قبل أن يستخلف بأربعة أشهر, فتذاكروا عنده النحو والعربية، وكنت متصلا بخاله يزيد بن منصور والكسائي مع ولد الحسن الحاجب، فبعث إلي وإلى الكسائي، فصرت إلى الدار فإذا الكسائي بالباب قد سبقني فقال لي: "أعوذ بالله من شرك يا أبا محمد" فقلت: "والله لا تؤتى من قبلي, أو أوتى من قبلك" .
فلما دخلنا على المهدي أقبل علي فقال: كيف نسبوا إلى البحرين فقالوا: "بحراني" وإلى الحصنين فقالوا: "حصني"؟ هلا قالوا: حصناني كما قالوا بحراني؟ فقلت: "أيها الأمير، لو قالوا في النسب إلى البحرين "بحري" لالتبس فلم يدر: آلنسبة إلى "البحرين" وقعت أم إلى البحر؟ فزادوا ألفا للفرق بينهما كما قالوا في النسب إلى الروح: روحاني؛ ولم يكن لـ "حصنين" شيء يلتبس به فقالوا: "حصني" على القياس".
فسمعت الكسائي يقول لعمرو بن بزيغ: "لو سألني الأمير عنهما لأجبته بأحسن من هذه العلة". فقلت: "أصلح الله الأمير، إن هذا يزعم أنك لو سألته أجاب بأحسن من جوابي" قال: "فقد سألته" قال: "كرهوا أن يقولوا "حصناني" فيجمعوا بين نونين، ولم يكن في البحرين إلا نون واحدة فقالوا "بحراني" لذلك".
قلت: "كيف تنسب إلى رجل من "بني جنّان"؟ إن لزمت

ص52

قياسك فقلت: "جني" جمعت بينه وبين المنسوب إلى الجن، وإن قلت: "جناني" رجعت عن قياسك وجمعت بين ثلاث نونات".
ثم تفاوضنا إلى أن قلت له: "كيف تقول: إن من خير القوم وأفضلهم أو خيرهم بتة زيد؟ " فأطرق مفكرا وأطال الفكرة فقلت: "أصلح الله الأمير، لأن يجيب فيخطئ فيتعلم أحسن من هذه الاطالة". فقال: "إن من خير القوم وأفضلهم أو خيرهم بتة زيدا" فقلت: "أخطأ أيها الأمير" قال: "وكيف؟ " قلت: "لرفعه قبل أن يأتي باسم إن، ونصبه بعد الرفع، وهذا لا يجيزه أحد" .
فقال شيبة بن الوليد عم ذفافة متعصبا له: "أراد بـ "أو": بل" فقلت: "هذا لعمري معنى"، فلقنه الكسائي فقال: "ما أردت غيره". فقلت: "أخطأتما جميعا؛ لأنه غير جائز أن يقال: إن من خير القوم وأفضلهم، بل خيرهم زيدا" فقال المهدي: "يا كسائي، ما مر بك مثل اليوم". قال: "فكيف الصواب عندك؟ " فقلت: "إن من خير القوم وأفضلهم أو خيرَهم بتة زيد، على معنى تكرير إن". فقال المهدي: "قد اختلفتما وأنتما عالمان، فمن يفصل بينكما؟ " قلت: "فصحاء العرب المطبوعون" فبعث إلى أبي المطوق، فعملت أبياتا إلى أن يجيء، وكان المهدي يميل إلى أخواله من اليمن "وابن منصور الحميري حاضر" فقلت:

يا أيها السائلي لأخبره ... عمن بصنعاء من ذوي الحسب
حمير ساداتها تقر لها ... بالفضل طرا جحاجح العرب
فإن من خيرهم وأفضلهم ... أو خيرهم بتة أبو كرب

ص53

فلما جاء أبو المطوق أنشدته الأبيات, وسألته عن المسألة فوافقني(1).
2- في حضرة الرشيد:
سأل الرشيد اليزيدي والكسائي عن قصر "الشراء" ومده فقال الكسائي: "مقصور لا غير" وقال اليزيدي: "يقصر ويمد" فقال الكسائي: "من أين لك؟ " فقال اليزيدي: "من المثل السائر: لا يغتر بالحرة عام هدائها ولا بالأمة عام شرائها". فقال الكسائي: "ما ظننت أن أحدا يجهل مثل هذا" فقال اليزيدي: "ما ظننت أن

ص54

أحدا يفتري بين يدي أمير المؤمنين مثل هذا"(2).
3
-  في حضرة الرشيد أيضا:
سأل اليزيدي الكسائي بحضرة الرشيد قال: "انظر، في هذا الشعر عيب؟ " وأنشده:

ما رأينا خربا نـ ... ـقر عنه البيض صقر(3)
لا يكون العير مهرا ... لا يكون، المهر مهر

فقال الكسائي: "قد أقوى الشاعر" فقال اليزيدي: "انظر فيه" فقال: "أقوى، لا بد أن ينصب المهر الثاني على أنه خبر كان".
فضرب اليزيدي بقلنسوته الأرض وقال: "أنا أبو محمد، الشعر صواب، وإنما ابتدأ فقال: المهر مهر".
فقال له يحيى بن خالد: "أتكتني بحضرة أمير المؤمنين وتكشف رأسك؟ والله لخطأ الكسائي مع أدبه أحب إلينا من صوابك مع سوء فعلك".
فقال: "لذة الغلبة أنستني من هذا ما أحسن"
(4)

ص55
__________

(1) أمالي الزجاجي ص40 ثم قال الزجاجي: المسألة مبنية على الفساد للمغالطة, فأما جواب الكسائي فغير مرضٍ عند أحد, وجواب اليزيدي غير جائز عندنا؛ لأنه أضمر "إن" وأعملها وليس من قوتها أن تضمر فتعمل, والصواب عندنا في المسألة أن يقال: "إن من خير القوم وأفضلهم أو خيرهم البتة زيد" فتضمر اسم إن فيها وتستأنف بعدها. ا. هـ. قلت: يريد أن اسمها ضمير شأن محذوف.
هذا والقصة في الأغاني "18/ 76" وفيها ثمة اختلاف يسير وبعض نقص وإخلال، أما الزيادة فيها فطريفة لدلالتها على أن العصبية في النحو لم تقتصر على النحاة, بل تناولت كبار رجال الدولة وأغرتهم بالتحيز، ولم ينج شيبة بن الوليد هذا وهو أحد قواد المهدي من شرها، وإليك تتمة الخبر برواية الأغاني على لسان أبي محمد نفسه:
"
فقال لي المهدي: كيف تنشده أنت؟ " فقلت: "أو خيرَهم بتة أبو كرب" على إعادة "إن" كأنه قال: "أو إن خيرهم بتة أبو كرب"" فقال الكسائي: "هو والله قالها الساعة" فتبسم المهدي وقال: "إنك لتشهد له وما تدري" ثم طلع الأعرابي الذي بعث إليه فألقيت عليه المسائل, فأجاب فيها كلها بقولي فاستفزني السرور حتى ضربوا بقلنسيتي الأرض وقلت: "أنا أبو محمد" فقال لي شيبة: "أتتكنى باسم الأمير؟ " فقال المهدي: "والله ما أراد بذلك مكروها، ولكنه فعل ما فعل للظفر، وقد لعمري ظفر" فقلت: "إن الله عز وجل أنطقك أيها الأمير بما أنت أهله وأنطق غيرك بما هو أهله" فلما خرجنا قال لي شيبة: "أتخطئني بين يدي الأمير؟ أما لتعلمن؟ " قلت: "قد سمعت ما قلت, وأرجو أن تجد غبها" ثم لم أصبح حتى كتبت رقاعا عدة، فلم أدع ديوانا إلا دسست إليه رقعة فيها أبيات قلتها فيه، فأصبح الناس يتناشدونها وهي:

عش بجد ولا يضرك نوك ... إنما عيش من ترى بالجدود
عش بجد وكن هبنقة القيـ ... ـسي نوكا أو شيبة بن الوليد

(2) قوله "مثل هذا" ساقط "من المصباح المنير" وعنه روينا الخبر وهو موجود في التاج نقلا عن المصباح, فلعل الكلمة سقطت من مطبوعة المصباح الأميرية.
(3) إرشاد الأريب 13/ 178. الخرب: ذكر الحبارى، والمعنى: لا يحاول الصقر استخراج صقر من بيضة الحبارى, و"يكون" الثانية التي في البيت الثاني توكيد لفظي للأولى وأراد الكسائي بـ "أقوى" التي بعد البيتين: لحن.
(4) المصدر السابق، هذا ولليزيدي كلمة في المقابلة بين أبي عمرو بن العلاء والكسائي لا يحسن إغفالها, فقد جمع الفضل بن الربيع بينه وبين علي الأحمر الكوفي وسألهما: "من كان أعلم بالنحو: الكسائي أو أبو عمرو بن العلاء؟ " فكان مما قال اليزيدي وكان تلميذ أبي عمرو: "لم يكن أحد بالنحو أعلم من أبي عمرو؛ لأنه جاور البدو أربعين سنة ولم يقم الكسائي بالبدو أربعين يوما!! " مجالس العلماء للزجاجي ص171 طبعة حكومة الكويت.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.