أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
2204
التاريخ: 24-11-2015
2077
التاريخ: 10-10-2014
1930
التاريخ: 22-04-2015
2519
|
من تتبع آيات اللَّه سبحانه وأحاديث رسوله ( صلى الله عليه واله ) يرى ان للنية تأثيرا عظيما في الحكم على الأقوال والأفعال والرجال ، قال تعالى : {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا } [آل عمران : 145] الخ . . وقال : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ} . . {ومَنْ أَرادَ الآخِرَةَ وسَعى لَها سَعْيَها وهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً} - 19 الأسراء » .
وقال : {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء : 88 ، 89].
وفي الحديث الشريف : لكل امرئ ما نوى . . يحشر الناس على نياتهم .. انما الأعمال بالنيات .. نية المرء خير من عمله .
ولا عجب فان القلب هو الأساس ، فبحركته تبتدئ حياة الإنسان ، وتنتهي بسكونه . . وهو محل الإيمان والجحود ، والخوف والرجاء ، والحب والبغض ، والشجاعة والجبن ، والإخلاص والنفاق ، والقناعة والطمع ، وما إلى ذلك من الفضائل والرذائل . . وفي الحديث القدسي : ما وسعتني أرضي ولا سمائي ، ووسعني قلب عبدي المؤمن ، أي أدرك عظمة اللَّه .
فالأعمال كلها تتكيف بحال القلب ، وتنصبغ بصبغته ، لأنه أصلها ومصدرها ، وجاء في تفسير الآية 87 الاسراء : {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء : 84] . أي على نيته . . وعلى هذا يستطيع الإنسان ان يختار طريقه بنفسه باختيار مقاصده وأهدافه - خيرا أو شرا - يختاره من البداية إلى النهاية ، كما نستطيع نحن ان نحكم عليه بما يختار هو لنفسه من الأهداف والأغراض .
وقال الوجوديون : لا يمكن الحكم على الإنسان الا بعد أن يعبر آخر مرحلة من مراحل حياته . . ومعنى هذا ان الوجودية يلزمها ان لا تجيز الحكم الا على الأموات . . أما الأحياء فلا يحكم عليهم بخير ولا بشر ، ولا بادانة أو براءة ، مع العلم بأن الوجوديين ، وفي طليعتهم زعيمهم سارتر يحكمون على الأحياء . .
ونحن لا ننكر ان الإنسان ما دام في قيد الحياة يمكنه أن يعدّل في أفعاله ، ويصحح من أخطائه ، ولكن هذا لا يمنع أبدا من الحكم عليه بما فيه ، وحسبما يصدر عنه قبل الموت .
وتسأل : لقد سبق منك أكثر من مرة وبمناسبات شتى ان العبرة بالأفعال ،
وانه لا ايمان بلا تقوى وعمل صالح ، وهذا ينافي قولك هنا : ان العبرة بالنوايا والأغراض ؟ .
الجواب : نريد من النية هنا الباعث القوي والعزم الأكيد الذي لا ينفك عن العمل ، مع تهيؤ الجو ، وتوافر الأسباب الأخر . . وقد أشارت إلى ذلك الآية 19 الاسراء : {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} [الإسراء : 19] . وهذه النية بحكم العمل ، بل هي العمل ، كما قال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، لأنه أصله ومصدره . . ومن لا يقصد لا يعمل ، وعليه يكون ثواب هذه النية ثواب العمل .
أما نية الشر أي التصميم على فعله فهي محرمة ما في ذلك ريب ، وصاحبها يستوجب العقاب ، ولكن اللَّه سبحانه أسقطه عنه تفضلا منه إذا لم يتلبس الناوي بالمعصية ، حتى ولو صرفه عنه صارف قهري . وعلى هذا تكون نية فعل الخير خيرا في نظر الإسلام ، أما نية فعل الشر المجردة فليست شرا .
{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران : 146]. بعد ان نصر اللَّه المسلمين في بدر ، وهم قلة ضعاف اعتقدوا أنهم منصورون في كل حرب ، ما دام محمد ( صلى الله عليه واله ) بينهم . . فلما كانت الهزيمة يوم أحد فوجئوا بما لا ينتظرون ، فكان منهم ما سبق ذكره ، وفي هذه الآية ضرب اللَّه مثلا للذين وهنوا وضعفوا واستكانوا وما صبروا يوم أحد ، ضرب اللَّه مثلا لهؤلاء باتباع الأنبياء السابقين الذين صبروا على الجهاد والقتل والأسر والجراح ، وتركوا الفرار ولم يولوا مدبرين ، كما فعلتم أنتم يا أصحاب محمد ( صلى الله عليه واله ) ، وكان الأليق بكم أن تقتدوا بهم ، وتعتبروا بحالهم ، وتصبروا كما صبروا ، كما هو شأن المؤمنين المدافعين عن دينهم وعقيدتهم بالأرواح .
( وما كانَ قَوْلَهُمْ » - أي اتباع الأنبياء السابقين - {إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران : 147]. فلم يشكوا أبدا في دينهم ونبيهم ، كما فعل من فعل من أصحاب محمد ( صلى الله عليه واله ) يوم أحد .. وهكذا المؤمن الحق يتهم نفسه ، ويرجع ما أصابه من النوائب إلى تقصيره وإسرافه في أمره ، ويسأل اللَّه العفو والصفح ، والهداية والرشاد ، أما المؤمن الزائف فيحمل المسؤولية للَّه ، ويقول : ربي أهانني .
{ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران : 148] . وكفى بثواب اللَّه وحبه وشهادته بالإحسان فخرا وذخرا . . وتشعر هذه الآية ان التواضع واتهام النفس يقرب من اللَّه ، ويرفع المتواضع إلى أعلى عليين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|