أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2018
1112
التاريخ: 11-3-2018
1105
التاريخ: 30-07-2015
1455
التاريخ: 11-4-2017
2206
|
كان [علي عليه السلام] أزهد الناس بعد النبيّ حتّى طلّق الدنيا ثلاثا وقال : « يا دنيا إليك عنّي أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟ ، هيهات هيهات غرّي غيري ، لا حاجة لي فيك ، قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيك : فعيشك قصير وخطرك يسير وأملك حقير ، آه آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظم المورد » (1).
وعن بعض الروايات « وخشونة المضجع » (2). مع قدرته عليها لاتّساع أبوابها
عليه ، وكان قوته جريش الشعير ، وكان يختمه لئلاّ يضع [ أحد ] فيه إداما ، وكان
يلبس خشن الثياب ، وكان نعله من ليف، وقلّ أن يأتدم فإن فعل فبالملح أو الخلّ ،
فإن ترقّى فنبات الأرض وإن ترقّى فبلبن ، وكان لا يأكل اللحم إلاّ قليلا ، ويقول :
« لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوانات » (3).
ومنها : أنّه كان أعبد الناس ، وكان لا يلتفت إلى غير الله حين العبادة
حتّى استخرج من جسده حالة الصلاة النصل الذي لم يكن إخراجه قبلها ممكنا ، وكان
يصلّي في نهاره وليلته ألف ركعة، ولم يخل في صلاة الليل حتّى في ليلة الهرير ،
وعتق ألف عبد بكسبه ، وكان يرقب الشمس في حربه فقيل له : ما ذا تصنع؟ فقال : «
أنظر إلى الزوال لأصلّي » فقيل : في هذا الوقت؟! فقال: « إنّما نقاتلهم على الصلاة
» (4).
وروي أنّ جبهته صارت كركبة البعير لطول سجوده.
ومنها : كان أحلم الناس حتّى أوصى إلى الحسن عليه السلام أن لا يضرب على
ابن ملجم أكثر من ضربة ، ويعطي من المأكل ما كان يأكل عليه السلام ، وعفا عن كثير
من أعدائه ، ولمّا حارب معاوية سبق أصحاب معاوية إلى الشريعة فمنعوا من الماء ،
فلمّا اشتدّ عطش أصحابه حمل عليهم وفرّقهم وهزمهم وملك الشريعة ، فأراد أصحابه أن
يفعلوا ذلك بهم ، وقال : «افسحوا لهم عن بعض الشريعة » (5).
ومنها : أنّه كان أشجع الناس ، وبسيفه ثبتت قواعد الإسلام ، وما انهزم في
موطن قطّ. وقد نقل عن صعصعة في جواب معاوية أنّه قال : إنّه كان فينا كأحدنا يأكل
معنا ويشرب ويجيبنا إلى ما ندعو ، وكان في غاية التواضع ومع ذلك كنّا نهابه مهابة
الأمير المربوط للسيّاف الواقف على رأسه. وورد فيه : « أنّه إذا علا قدّ وإذا وسط
قطّ » ومحارباته التي نزل في بعضها «والعاديات ».
ومنها : قلع [ باب ] خيبر وغيره ممّا لا يمكن أن يصدر من غيره ، ولا
ينكره مخالف وموافق.
ومنها : إخباره بالغيب ولو قبل تحقّقه ، كإخباره بأنّه يقتل في شهر رمضان
، وإخباره بقتل ذي الثدية ؛ لمّا لم يجده أصحابه بين القتلى فتفحّصوا فكان كذلك ،
وإخباره بعدم عبور أهل النهروان، لمّا أخبره أصحابه بالعبور مرّتين وكان كذلك ،
وإخباره بملك بني العبّاس وأخذ الترك الملك منهم ، ونحو ذلك من المغيّبات.
ومنها : أنّه كان مستجاب الدعوة. روي أنّه دعا على زيد بن أرقم بالعمى
فعمي.
ومنها : رجوع الشمس له مرّتين :
إحداهما : في زمن النبيّ صلى الله عليه وآله حين تغشّاه الوحي وتوسّد فخذ
أمير المؤمنين ، فلم يرفع رأسه حتّى غابت الشمس فصلّى عليّ عليه السلام العصر
بالإيماء ، فلمّا استيقظ النبيّ صلى الله عليه وآله قال له : « سل الله يردّ عليك
، لتصلّي العصر قائما » (6).
والأخرى : بعده صلى الله عليه وآله حين أراد أن يعبر الفرات ببابل واشتغل
كثير من أصحابه بتعبير دوابّهم. وصلّى بنفسه في طائفة من أصحابه العصر ، وفاتت
كثيرا منهم ، فتكلّموا في ذلك ، فسأل الله ردّ الشمس فردّت. (7)
ومنها : أنّه كان أسخى الناس كما يشهد عليه ما سبق من بيان شأن نزول سورة
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان: 1]، وآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ
اللَّهُ...} [المائدة: 55].
ومنها : أنّه كان أفضل ؛ لكثرة جهاده وعظم بلائه في وقائع النبيّ صلى
الله عليه وآله بأجمعها ، ولم يبلغ أحد درجته في غزوة بدر ، حيث قتل بنفسه نصف
المشركين ، وقتل النصف الآخر غيره من المسلمين وثلاثة آلاف من الملائكة المسوّمين
، وفي غزوة أحد حيث قتل تسعة نفر من أصحاب الراية واحدا بعد واحد ، فانهزم
المشركون ، واشتغل المسلمون بالغنائم ، فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبيّ صلى
الله عليه وآله فضربوه بالسيوف والرماح والحجر حتّى غشي عليه ، فانهزم الناس عنه
سوى عليّ عليه السلام فينظر النبيّ صلى الله عليه وآله إليه بعد إفاقته وقال له :
« اكفني هؤلاء » (8) ، فهزمهم عنه فكان أكثر المقتولين منه.
وفي يوم الأحزاب حيث قتل عمرو بن عبد ود وأحكم بنيان الإيمان ، وغير ذلك
من الوقائع المأثورة والغزوات المشهورة ، فيكون عليّ عليه السلام أفضل ؛ لقوله
تعالى : {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى
الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} [النساء: 95] فيكون هو الإمام لا غيره ؛ لقبح ترجيح
المفضول والجاهل ، ولكن مثله عليه السلام ـ كما روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله
ـ مثل عيسى حيث أبغضه اليهود ، وقال النصارى في حقّه ما ليس حريّا له من كونه إلها
(9) ، فإنّ الغلاة قالوا بإلهيّته عليه السلام ، والنواصب أبغضوه ، وغيرهم من
العامّة خذلوه ؛ ولهذا قال عليه السلام ـ كما روي عنه ـ : « الدهر أنزلني أنزلني
حتّى قيل : معاوية وعلي » (10). ونعم ما حكي عن الشافعي من أنّه قال :
أنا عبد لفتى
أنزل فيه هل أتى إلى متى أكتمه أكتمه إلى متى (11)
وبالجملة إن أردنا بيان أوصافه
يعجز اللسان عن تقريرها ويكلّ لسان القلم عن تحريرها ، كما روي عن النبيّ صلى الله
عليه وآله أنّه قال : « ولو أنّ الرياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس
كتّاب ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام » (12) ، ونحن لا نثني ثناء
عليه وهو عليه السلام كما أثنى على نفسه بقوله المرويّ عنه عليه السلام : « جميع
ما في الكتب السماوية في القرآن ، وجميع ما في القرآن في الفاتحة ، وجميع ما في
الفاتحة في بسم الله، وجميع ما في بسم الله في باء بسم الله ، وجميع ما في باء بسم
الله في نقطة الباء وأنا النقطة» (13).
وقد ينسب إليه عليه السلام أنّه قال : « أنا آدم الأوّل ، أنا نوح الأوّل
، أنا آية الجبّار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا مورق الأشجار ، أنا مونع الثمار ،
أنا مفجّر العيون ، أنا مجري الأنهار ـ إلى أن قال ـ : أنا الأسماء الحسنى التي
أمر الله أن يدعى بها ، أنا ذلك النور الذي اقتبسه موسى من الهدى ، أنا صاحب الصور
، أنا مخرج من في القبور ، أنا صاحب يوم النشور ، أنا صاحب نوح ومنجيه ، أنا صاحب
أيّوب المبتلى وشافيه ، أنا أقمت السماوات بأمر ربّي » (14) ، وقال : « أنا الذي
لا يتبدّل القول لديّ ، وحساب الخلق إليّ » (15).
وقال : « أنا أقيم القيامة ، أنا مقيم الساعة ، أنا الواجب له من الله
الطاعة ، أنا الحي الّذي أموت وإذا مت لم أمت ، أنا سرّ الله المخزون ، أنا العالم
بما كان وما يكون ، أنا صلاة المؤمنين وصيامهم ، أنا مولاهم وإمامهم ، أنا صاحب
النشر الأوّل والآخر ، أنا صاحب المناقب والمفاخر ، أنا صاحب الكواكب ، أنا عذاب
الواجب ، أنا مهلك الجبابرة الأولى ، أنا مزيل الأوّل ، أنا صاحب الزلازل والرجف ،
أنا صاحب الكسوف والخسوف ـ إلى أن قال ـ : أنا الطور ، أنا الكتاب المسطور ، أنا
البيت المعمور ، أنا الذي بيده مفاتيح الجنان ومقاليد النيران ، أنا مع رسول الله صلى
الله عليه وآله في الأرض والسماء ، أنا المسيح حيث لا روح يتحرّك ولا نفس تنفّس
غيري ، أنا صاحب القرون الأولى ، أنا الصامت ومحمّد صلى الله عليه وآله الناطق،
أنا جاوزت بموسى في البحر وأغرقت فرعون وجنوده ، أنا أعلم هماهم البهائم ومنطق
الطير ، أنا الذي أحرز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين ، أنا المتكلّم
على لسان عيسى في المهد ، أنا الذي يصلّي عيسى خلفي ـ إلى أن قال ـ : أنا محمّد
ومحمّد أنا ـ إلى أن قالـ: أنا صاحب سيل العرم ، أنا صاحب عاد والجنّات ، أنا صاحب
ثمود والآيات ، أنا مدمّرها، أنا منزلها ، أنا مرجعها ، أنا مهلكها ، أنا مدبّرها
، أنا بانيها ، أنا داحيها ، أنا مميتها ، أنا محييها ، أنا الأوّل ، أنا الظاهر ،
أنا الباطن ، أنا مع الكور قبل الكور ، أنا مع الدور قبل الدور، أنا مع القلم قبل
القلم ، أنا مع اللوح قبل اللوح » (16) ، إلى غير ذلك من الأوصاف عليه السلام.
وقد روي عن النبيّ صلى الله ليه وآله أنّه قال : « الصراط [ صراطان : ]
صراط في الدنيا وصراط في الآخرة ، فأمّا صراط الدنيا فهو عليّ بن أبي طالب ، وأمّا
صراط الآخرة فهو صراط جهنّم ، من عرف صراط الدنيا جاز على صراط الآخرة » (17).
__________________
(1) « نهج البلاغة » :
666 ، الرقم 77.
(2) « بحار الأنوار » 40
: 345 ، ح 28.
(3) « شرح نهج البلاغة »
، لابن أبي الحديد 1 : 26.
(4) « إرشاد القلوب »
للديلمي 2 : 217.
(5) « بحار الأنوار » 41 : 145.
(6) « مناقب آل أبي طالب
» 2 : 317.
(7) « إرشاد القلوب » للديلمي 2 : 227 ـ 228.
(8) « الإرشاد » للمفيد 1 : 82 ؛ « كشف المراد » : 382.
(9) « نهج الحقّ وكشف الصدق » : 219 ؛ « الفردوس بمأثور الخطاب » 5 : 319
، الرقم 8309.
(10) انظر في هذا المعنى : « بحار الأنوار » 33 : 87.
(11) « روضة الواعظين » 2 : 131 ، مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين.
(12) «
نهج الحقّ وكشف الصدق » : 231 ؛ « المناقب » للخوارزمي : 32 ، ح 2 ؛ « ينابيع
المودّة » : 143.
(13) « مصابيح الأنوار »
1 : 435 ، ح 84.
(14) لم نعثر على من نسب
هذا القول لأمير المؤمنين 7.
(15) لم نعثر على من نسب
هذا القول لأمير المؤمنين 7.
(16) «
مشارق أنوار اليقين » : 170 ـ 171 ، وذكر بعض ألفاظ الرواية.
(17) « تأويل الآيات » 1
: 29 ، وفي بعض الروايات : « فأنا صراط الدنيا ... » وفي بعضها : « الصراط
المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام » كما في « معاني الأخبار » : 32 ـ 33 باب
معنى الصراط. وانظر « تفسير نور الثقلين » 5 : 21 ـ 22 ؛ « تفسير الصافي » 1 : 72
ـ 73 ؛ « تفسير كنز الدقائق » 1 : 69 ـ 72.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|