المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ردّ فعل الخليفة على خطاب الزهراء ( عليها السّلام )  
  
1640   05:11 مساءً   التاريخ: 15-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص147-150
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

اضطرب المجلس وتفرّق الناس وارتفعت الضجّة وأصبحت خطبة الزهراء ( عليها السّلام ) حديث الناس فلجأ أبو بكر إلى التهديد والوعيد .

وروي أنّ أبا بكر لمّا شاهد أثر خطاب الزهراء على الناس قال لعمر :

تربت يداك ما كان عليك لو تركتني ، فربّما مات الخرق ورتقت الفتق ، ألم يكن ذلك بنا أحقّ ؟ فقال الرجل : قد كان في ذلك تضعيف سلطانك وتوهين كافّتك وما أشفقت إلّا عليك . قال : ويلك ! فكيف بابنة محمّد ، وقد علم الناس ما تدعو اليه وما نحن من الغدر عليه ؟ فقال : هل هي إلّا غمرة انجلت وساعة انقضت ؟ وكأنّ ما قد كان لم يكن . فضرب بيده على كتف عمر وقال : ربّ كربة فرّجتها يا عمر ، ثم نادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس فصعد المنبر وقال :

أيّها الناس ، ما هذه الرعة إلى كلّ قالة ؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول اللّه ؟ ألا من سمع فليقل ومن شهد فليتكلّم ، إنّما هو ثعالة شهيده ذنبه ، مربّ لكل فتنة هو الذي يقول : كرّوها جذعة بعد ما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء ، كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ، ألا إنّي لو أشاء لقلت ، ولو قلت لبحت ، وإنّي ساكت ما تركت .

ثم التفت إلى الأنصار فقال : يا معشر الأنصار قد بلغني مقالة سفهائكم وأحقّ من لزم عهد رسول اللّه أنتم ، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ، ألا إنّي لست باسطا يدا ولسانا على من لم يستحقّ منّا ذلك ، ثم نزل[1].

قال ابن أبي الحديد : قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن أبي يحيى بن أبي زيد البصري وقلت له : بمن يعترض ؟ فقال : بل يصرّح ، قلت : لو صرّح لم أسألك ، فضحك وقال : لعليّ بن أبي طالب ، قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بقول عليّ ، فخاف من اضطراب الأمر عليهم فنهاهم[2].

دفاع أم سلمة عن حقّ الزهراء ( عليها السّلام ) :

بعد خطبة الزهراء ( عليها السّلام ) في المسجد وكلام أبي بكر قالت امّ سلمة ( ر ض ) حين ما سمعت ما جرى لفاطمة ( عليها السّلام ) : ألمثل فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يقال هذا القول ؟ هي واللّه الحوراء بين الإنس ، والنفس للنفس ، ربّيت في حجور الأتقياء ، وتناولتها أيدي الملائكة ، ونمت في حجور الطاهرات ، ونشأت خيرة نشأة ، وربيت خير مربى ، أتزعمون أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حرّم عليها ميراثه ولم يعلمها ؟ وقد قال اللّه تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ أفأنذرها وخالفت مطلبه ؟ وهي خيرة النسوان وأم سادة الشبان ، وعديلة مريم ، تمّت بأبيها رسالات ربّه ، فو اللّه لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ ، ويوسدها يمينه ويلحفها بشماله ، رويدا ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بمرآى منكم ، وعلى اللّه تردون واها لكم ، فسوف تعلمون .

قيل : فحرمت من عطاءها تلك السنة[3].

شكواها إلى الإمام عليّ ( عليه السّلام ) :

بعد ما أنهت الزهراء كلامها مع القوم بكت عند قبر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى ابتل بدموعها ، ثم انكأفت ( عليها السّلام ) راجعة إلى الدار وأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) يتوقّع رجوعها إليه ويتطلع طلوعها عليه ، فلمّا استقرّت بها الدار قالت لأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « يا بن أبي طالب اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل ، هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نحلة أبي ، وبلغة ابنيّ ، لقد أجهر في خصامي ، وألفيته الألدّ في كلامي حتى حبستني قيلة نصرها ، والمهاجرة وصلها ، وغضّت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا مانع ، خرجت كاظمة وعدت راغمة ، أضرعت خدّك يوم أضعت حدّك ، إفترست الذئاب ، وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا أغنيت باطلا ، ولا خيار لي ليتني متّ قبل هينتي ودون ذلّتي ، عذيري اللّه منك عاديا ومنك حاميا ، ويلاي في كل شارق مات العمد ووهن العضد شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربّي ، اللهمّ أنت أشدّ قوة وحولا ، وأحدّ بأسا وتنكيلا .

فقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « لا ويل عليك ، الويل لشانئك ، نهنهي عن وجدك يا بنت الصفوة وبقية النبوة ، فما ونيت عن ديني ، ولا أخطأت مقدوري ، فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون ، وكفيلك مأمون ، وما أعد لك خير ممّا قطع عنك ، فاحتسبي اللّه » ، فقالت ( عليها السّلام ) : « حسبي اللّه » وسكتت .

 


[1] دلائل الإمامة ، للطبري : ص 39 .

[2] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 215 .

[3] دلائل الإمامة للطبري : 39 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.