أقرأ أيضاً
التاريخ:
4390
التاريخ: 9-5-2016
3874
التاريخ: 15-5-2022
1386
التاريخ: 16-12-2014
4224
|
اضطرب المجلس وتفرّق الناس وارتفعت الضجّة وأصبحت خطبة الزهراء ( عليها السّلام ) حديث الناس فلجأ أبو بكر إلى التهديد والوعيد .
وروي أنّ أبا بكر لمّا شاهد أثر خطاب الزهراء على الناس قال لعمر :
تربت يداك ما كان عليك لو تركتني ، فربّما مات الخرق ورتقت الفتق ، ألم يكن ذلك بنا أحقّ ؟ فقال الرجل : قد كان في ذلك تضعيف سلطانك وتوهين كافّتك وما أشفقت إلّا عليك . قال : ويلك ! فكيف بابنة محمّد ، وقد علم الناس ما تدعو اليه وما نحن من الغدر عليه ؟ فقال : هل هي إلّا غمرة انجلت وساعة انقضت ؟ وكأنّ ما قد كان لم يكن . فضرب بيده على كتف عمر وقال : ربّ كربة فرّجتها يا عمر ، ثم نادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس فصعد المنبر وقال :
أيّها الناس ، ما هذه الرعة إلى كلّ قالة ؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول اللّه ؟ ألا من سمع فليقل ومن شهد فليتكلّم ، إنّما هو ثعالة شهيده ذنبه ، مربّ لكل فتنة هو الذي يقول : كرّوها جذعة بعد ما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء ، كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ، ألا إنّي لو أشاء لقلت ، ولو قلت لبحت ، وإنّي ساكت ما تركت .
ثم التفت إلى الأنصار فقال : يا معشر الأنصار قد بلغني مقالة سفهائكم وأحقّ من لزم عهد رسول اللّه أنتم ، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ، ألا إنّي لست باسطا يدا ولسانا على من لم يستحقّ منّا ذلك ، ثم نزل[1].
قال ابن أبي الحديد : قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن أبي يحيى بن أبي زيد البصري وقلت له : بمن يعترض ؟ فقال : بل يصرّح ، قلت : لو صرّح لم أسألك ، فضحك وقال : لعليّ بن أبي طالب ، قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بقول عليّ ، فخاف من اضطراب الأمر عليهم فنهاهم[2].
دفاع أم سلمة عن حقّ الزهراء ( عليها السّلام ) :
بعد خطبة الزهراء ( عليها السّلام ) في المسجد وكلام أبي بكر قالت امّ سلمة ( ر ض ) حين ما سمعت ما جرى لفاطمة ( عليها السّلام ) : ألمثل فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يقال هذا القول ؟ هي واللّه الحوراء بين الإنس ، والنفس للنفس ، ربّيت في حجور الأتقياء ، وتناولتها أيدي الملائكة ، ونمت في حجور الطاهرات ، ونشأت خيرة نشأة ، وربيت خير مربى ، أتزعمون أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حرّم عليها ميراثه ولم يعلمها ؟ وقد قال اللّه تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ أفأنذرها وخالفت مطلبه ؟ وهي خيرة النسوان وأم سادة الشبان ، وعديلة مريم ، تمّت بأبيها رسالات ربّه ، فو اللّه لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ ، ويوسدها يمينه ويلحفها بشماله ، رويدا ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بمرآى منكم ، وعلى اللّه تردون واها لكم ، فسوف تعلمون .
قيل : فحرمت من عطاءها تلك السنة[3].
شكواها إلى الإمام عليّ ( عليه السّلام ) :
بعد ما أنهت الزهراء كلامها مع القوم بكت عند قبر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى ابتل بدموعها ، ثم انكأفت ( عليها السّلام ) راجعة إلى الدار وأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) يتوقّع رجوعها إليه ويتطلع طلوعها عليه ، فلمّا استقرّت بها الدار قالت لأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « يا بن أبي طالب اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل ، هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نحلة أبي ، وبلغة ابنيّ ، لقد أجهر في خصامي ، وألفيته الألدّ في كلامي حتى حبستني قيلة نصرها ، والمهاجرة وصلها ، وغضّت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا مانع ، خرجت كاظمة وعدت راغمة ، أضرعت خدّك يوم أضعت حدّك ، إفترست الذئاب ، وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا أغنيت باطلا ، ولا خيار لي ليتني متّ قبل هينتي ودون ذلّتي ، عذيري اللّه منك عاديا ومنك حاميا ، ويلاي في كل شارق مات العمد ووهن العضد شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربّي ، اللهمّ أنت أشدّ قوة وحولا ، وأحدّ بأسا وتنكيلا .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « لا ويل عليك ، الويل لشانئك ، نهنهي عن وجدك يا بنت الصفوة وبقية النبوة ، فما ونيت عن ديني ، ولا أخطأت مقدوري ، فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون ، وكفيلك مأمون ، وما أعد لك خير ممّا قطع عنك ، فاحتسبي اللّه » ، فقالت ( عليها السّلام ) : « حسبي اللّه » وسكتت .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|