منظومة المحميات الطبيعية

تعد البيئة الطبيعية النقية من أعلى المنظومات كفاءة وعملاً ، وهي تعمل بصورة آلية لإصلاح أي خلل يصيبها، والحفاظ على سلامتها وكفاءة عملها ، ومـن ثـم فـإن هذه المنظومة قائمة على آليات التوازن البيئي، وهي آليات تملك من القوة، ما يجعـل الحياة مستمرة ومستدامة، كما أنها تجعل الحياة متجددة ومتنوعة، كما أنها تجعـل الحياة أمنة ومستقرة، .... ومن ثم فإن ممارسة السياحة البيئية لاتقف عنـد حـدود الاستمتاع بالموروث البيئي، بل إنها تمتد إلى المحافظة على صحة وسلامة التـوازن الحركي البيئي، والحفاظ على سلامة التنوع الحيوي فيها ، وهو في الحقيقة حفاظ على استدامة الحياة على كوكب الارض وأي اختلال يحدث لهـا يؤدي إلى تهديد سلامة الحياة .

 تعمل جميع الدول على الحفاظ على صحة وسلامة البيئة الحيوية والطبيعية وممارسة الأنشطة التي تعمل على ذلك، لذا فإن نشاط السياحة البيئية ،وما يحققه عائد مزدوج مـن اقتصادياً وبيئياً يخلق في ذاته منظومة تفاعلية استهدافية، وهي تتأثر بما  يحدث فيها وتؤثر فيما حولها، وهي منظومات قائمة على التوازن الحيـوي الطبيعي سواء بين الإنسان والحياة البرية والبحرية والجوية، أو بين التفاعـل الـذاتـي بـيـن سـائر المخلوقات داخل البيئة البرية والبيئة الجوية والبيئة المائية كافة، ومـن ثـم فـإن فكـر المنظومات البيئية والأنشطة الاقتصادية أياً كانت يحتاج إلى تبني خطة متكاملة الجوانب لوضع كافة الأطر: القانونية والسياسية والثقافية والاجتماعية فضلاً عن الإطار العـام الاقتصادي.

ومن ثم كان من الضروري إيجاد التشريعات والقوانين لحماية البيئة، وتشجيع ممارسة الأنشطة التي تحافظ على صحة البيئة وسلامتها، حيث يتأثر أداء الإنسان بطريقة مباشرة وغير مباشرة بالبيئة التي تحيط به، وعلى قدر ما بها مـن تلـوث تزداد الأخطار وتتفاقم حالته الصحية وتتأثر أيضاً قدراته ومهاراته وإبداعاته وهذا يدفع إلى مزيد من التلوث ... فالتلوث سبب ونتيجة في الوقت ذاته، فوجود التلوث البيئي واستمراره يدفعان إلى مزيد من التلوث بل أن التغاضي عن معالجتـه وعـدم الاهتمام بتحسين صحة البيئة وحيويتها يجعل من الصعب استمرار الحياة بصورة سليمة.