المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تحديد اختصاصات الحكومة المركزية وحدها "السلطة الاتحادية"
9-1-2023
وظائف الإعلام الدولي
17/10/2022
دعاء لتذكّر ما تنساه.
24-1-2023
عضد الدولة والخليفة الطايع
27-10-2017
حجر بن عدي ومعاوية بن ابي سفيان
24-5-2017
الحريص لا يشبع حتى بجميع نعم الحياة
2-8-2022


حكاية اسماعيل الهرقلي  
  
4837   02:58 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص603-606
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

لقاء الامام (عجل اللّه تعالى فرجه) قد يكون بمعرفته عند رؤيته أو يعلم بذلك بعد مفارقته له من خلال القرائن القطيعة ويشمل أيضا من رأى معجزة منه (عليه السلام) في اليقظة أو المنام أو حصل على أثر من الآثار الدالّة على وجوده الشريف ؛ واعلم انّ شيخنا النوري ذكر مائة حكاية في النجم الثاقب لهذا الفصل ونكتفي في هذا الكتاب المبارك بذكر ثلاث وعشرين حكاية وذكرنا في كتاب مفاتيح الجنان حكايتين أحدها حكاية الحاج عليّ البغدادي والأخرى حكاية الحاج السيد احمد الرشتي .

قال العالم الفاضل عليّ بن عيسى الأربلي في كشف الغمة : حدّثني جماعة من ثقات إخواني انّه كان في البلاد الحليّة شخص يقال له اسماعيل بن الحسن الهرقلي من قرية يقال لها هرقل مات في زماني وما رأيته حكى لي ولده شمس الدين فقال: حكى لي والدي انّه خرج فيه وهو شباب على فخذه الأيسر توثة  مقدار قبضة الانسان وكانت في كلّ ربيع تشقق ويخرج منها دم وقيح ويقطعه ألمها عن كثير من أشغاله وكان مقيما بهرقل , فحضر الحلّة يوما ودخل إلى مجلس السعيد رضي الدين عليّ بن طاوس (رحمه اللّه) وشكا إليه ما يجده منها وقال: أريد أن أداويها فأحضر له أطباء الحلة وأراهم الموضع فقالوا: هذه‏ التوثة فوق العرق الأكحل وعلاجها خطر ومتى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت.

 فقال له السعيد رضي الدين (قدس روحه) : أنا متوجّه إلى بغداد وربّما كان اطباؤها أعرف وأحذق من هؤلاء فاصحبني فاصعد معه واحضر الأطباء فقالوا كما قال اولئك فضاق صدره فقال له السعيد: انّ الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب وعليك الاجتهاد في الاحتراس ولا تغرر بنفسك فاللّه تعالى قد نهى عن ذلك ورسوله.

فقال له والدي: إذا كان الأمر على ذلك وقد وصلت إلى بغداد فأتوجّه إلى زيارة المشهد الشريف بسرّ من ‏رأى على مشرفه السلام ثم انحدر إلى أهلي فحسن له ذلك فترك ثيابه ونفقته عند السعيد رضي الدين وتوجّه .

قال: فلمّا دخلت المشهد وزرت الائمة (عليهم السّلام) ونزلت السرداب واستغثت باللّه تعالى وبالأمام (عليه السلام) وقضيت بعض الليل في السرداب وبتّ في المشهد إلى الخميس ثم مضيت الى دجلة واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا وملأت ابريقا كان معي وصعدت أريد المشهد , فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم فالتقينا فرأيت شابين أحدهما عبد مخطوط  وكلّ واحد منهم متقلّد بسيف وشيخا منقبا بيده رمح والآخر متقلّد بسيف وعليه فرجية  ملوّنة فوق السيف وهو متحنّك بعذبته‏ ووقف الشابان عن يسار الطريق وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابل والدي ثم سلّموا عليه فردّ عليهم السلام فقال له صاحب الفرجية: أنت غدا تروح إلى أهلك؟ فقال: نعم فقال له: تقدم حتى أبصر ما يوجعك قال: فكرهت ملامستهم وقلت في نفسي: أهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة وأنا قد خرجت من الماء وقميصي بلول ثم انّي بعد ذلك تقدّمت إليه فلزمني بيده ومدّني إليه وجعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة فعصرها بيده فأوجعني ثم استوى في سرجه كما كان .

فقال لي الشيخ: أفلحت يا اسماعيل فعجبت من معرفته باسمي فقلت: أفلحنا وأفلحتم إن شاء اللّه قال: فقال لي الشيخ: هذا هو الامام قال: فتقدّمت إليه فاحتضنته وقبّلت فخذه ثم انّه ساق وأنا أمشي معه محتضنه فقال: ارجع فقلت: لا أفارقك أبدا فقال: المصلحة رجوعك فأعدت عليه مثل القول الأول .

 فقال الشيخ: يا اسماعيل ما تستحي! يقول لك الامام مرّتين ارجع وتخالفه؟ فجبهني بهذا القول فوقفت فتقدّم خطوات والتفت إليّ وقال: إذا وصلت بغداد فلا بد أن يطلبك أبوجعفر يعني الخليفة المنتصر فاذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه وقل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى عليّ بن عوض فانّني أوصيه يعطيك الذي تريد ؛ ثم سار وأصحابه معه فلم أزل قائما أبصرهم إلى أن غابوا عنّي وحصل عندي أسف لمفارقته فقعدت إلى الأرض ساعة ثم مشيت إلى المشهد فاجتمع القوام حولي وقالوا: نرى وجهك متغيّرا أ أوجعك شي‏ء؟ قلت: لا قالوا: أخاصمك أحد؟ قلت: لا ليس عندي ما تقولون لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟ فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم فقلت: لا بل هو الامام (عليه السلام)  فقالوا: الامام هو الشيخ أو صاحب الفرجية؟ فقلت: هو صاحب الفرجية فقالوا: أريته المرض الذي فيك؟

فقلت: هو قبضه بيده وأوجعني ثم كشفت رجلي فلم أر لذلك المرض أثرا فتداخلني الشك من الدهش فأخرجت رجلي الأخرى فلم أر شيئا , فانطبق الناس عليّ ومزّقوا قميصي فأدخلني القوام خزانة ومنعوا الناس عنّي وكان ناظرا بين النهرين بالمشهد فسمع الضجة وسأل عن الخبر فعرفوه فجاء إلى الخزانة وسألني عن اسمي وسألني منذ كم خرجت من بغداد فعرفته انّي خرجت في أوّل الاسبوع فمشى عنّي وبتّ في المشهد وصلّيت الصبح وخرجت وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد ورجعوا عنّي ووصلت إلى أوانا فبتّ بها وبكّرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسألون من ورد عليهم عن اسمه ونسبه وأين كان فسألوني عن اسمي ومن أين جئت فعرّفتهم فاجتمعوا عليّ ومزّقوا ثيابي ولم يبق لي في روحي حكم , وكان ناظر بين النهرين كتب إلى بغداد وعرفهم الحال ثم حملوني إلى بغداد وازدحم الناس عليّ وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام وكان الوزير القمي قد طلب السعيد رضي الدين وتقدّم أن يعرفه صحة هذا الخبر.

قال: فخرج رضي الدين ومعه جماعة فوافينا باب النوبي فردّ أصحابه الناس عنّي فلمّا رآني قال: أ عنك يقولون؟ قلت: نعم فنزل عن دابّته وكشف عن فخذي فلم ير شيئا فغشي عليه ساعة وأخذ بيدي وأدخلني على الوزير وهو يبكي ويقول: يا مولانا هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي فسألني الوزير عن القصة فحكيت له ؛ فأحضر الأطباء الذين أشرفوا عليها وأمرهم بمداواتها فقالوا: ما دواؤها الّا القطع بالحديد ومتى قطعها مات فقال لهم الوزير: فبتقدير أن تقطع ولا يموت في كم تبرأ؟ فقالوا: في شهرين وتبقى في مكانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر فسألهم الوزير متى رأيتموه؟ قالوا: منذ عشرة ايّام فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم وهي مثل اختها ليس فيها أثر أصلا فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح فقال الوزير: حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها ؛ ثم انّه احضر عند الخليفة المستنصر فسأله عن القصّة فعرفه بها كما جرى فتقدّم له بألف دينار فلمّا حضرت قال: خذ هذه فأنفقها فقال: ما أجسر آخذ منه حبة واحدة فقال الخليفة: ممن تخاف؟ فقال: من الذي فعل معي هذا قال: لا تأخذ من أبي جعفر شيئا فبكى الخليفة وتكدر وخرج من عنده ولم يأخذ شيئا.

قال أفقر عباد اللّه تعالى إلى رحمته عليّ بن عيسى : كنت في بعض الأيّام أحكى هذه القصة لجماعة عندي وكان هذا شمس الدين محمد ولده عندي وأنا لا أعرفه فلمّا انقضت‏ الحكاية قال: أنا ولده لصلبه فعجبت من هذا الاتفاق وقلت: هل رأيت فخذه وهي مريضة؟

فقال: لا لأنّي أصبو عن ذلك ولكنّي رأيتها بعد ما صلحت ولا أثر فيها وقد نبت في موضعها شعر وكان كلّ أيام يزور سامراء ويعود إلى بغداد فزارها في تلك السنة أربعين مرّة طمعا أن يعود له الوقت الذي مضى أو يقضي له الحظ بما قضى ومن الذي أعطاه دهره الرضا أو ساعده بمطالبه صرف القضاء فمات (رحمه اللّه) بحسرته وانتقل إلى الآخرة بغصّته‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.