التربية السياحية كضرورة أمنية للتنمية الشاملة:

مما لا شك فيه أن الاستقرار السياسي والأمني يمثـل الدعامة العامة القوية للجذب السياحي، ومن هنا تبرز أهمية التربية السياحية كضرورة أمنية في الاستقرار والتطور، مما يجعلنا رسمياً و شـعبياً نعمـل سـويـاً مـن أجـل المحافظة على الثروات السياحية وخصوصاً الأثرية ونتعرف بشكل أكبر على المناطق السياحية المأمونة وغير المأمونة ،ورصد الجريمة ضد السياح، والتعرف إلى طبيعتها وكيفية مواجهتها من خلال الطرق الوقائية والتـدابير اللازمـة ، وتوضـيـح الـدور الأمني والشعبي في ذلـك الصدد ،والقدرة على التعامل مع الازمات الطارئة المرسومة كالأحداث الإرهابيـة وغيرها, ولما لها من أثر بالغ الأهمية في تهيئة المواطنين في الوطن العربي من التعامـل مع هذه الأحداث وغيرها .

لا بد من مختلف التربية السياحية تكاثف الدور التربوي الرسمي (المدرسة والجامعة ) وغير الرسمي من خلال (الأسرة والوسائط التربوية المختلفة) في إبراز وتوضيح أهمية زيـادة الوعي السياحي من خلال زيادة معارف ومعلومات المجتمع العربي من الجنسين ،ومن الطبقات العمرية حتى يكونوا على دراية بثرواتنا السياحية وكيفية المحافظة عليها .

     تعد السياحة عاملاً قوياً للتفاهم بين الشعوب والصداقة بين الدول , وبناء عليه يجب حث الأهالي (المضيفين) الذين يستقبلون السائح على اعتباره ضيفا كسائر الضيوف، ومن ثم يجب التواصل والتفاعل بينهما في حدود القيم والعادات الأصيلة للشعوب المستقبلة للسائحين، فالسياحة تعـد سـلوكاً اجتماعياً مكتسباً مـن البيئـة والظروف الطبيعية والاجتماعية والتنشئة الاجتماعية، ولا بد مـن تـوفـر الـدافـع لـدى الفرد للسفر, حيث أنه قد تتوفر الإمكانيات المادية للسياحة ولكـن لا يتوفر الـدافع الحقيق للتنقل والترحال والسفر.

   تعتبر السياحة معيناً لا ينضب للمزج والاتصال الثقافي والحضاري، الذي يساعد على صياغة الشخصية القومية وتقليل المسافات الاجتماعية بين الشعوب ،كما أن السياحة تمثل رافداً من روافد الطلب على طاقات العمل في فنـون الإدارة والتنظيم والتنقيب والصيانة واللغات التشييد والعمارة والبناء والتنقل والتجميل والفنـون الشعبية والصناعات اليدوية والزخرفية، والعلاقات العامة والاتصال والخدمات الاجتماعية بل أن الأمر وصل إلى احتساب السياحة مؤشـرا مـن مؤشرات النهضة والتقدم.

تعد التربية السياحية قياساً من مقاييس التطور والنمو لنهضة وتطو المجتمعات

التربية السياحة من وجهة النظر الأنثروبولوجية نوع من السلوك الإنساني ، أو النشاط الإنساني الذي لم يعد مقصوراً على فئة معينة من السكان , فيجب أن ننظـر للسياحة عند تعريفها على أنها مجموعة من العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد أو بين المجموعات في المناطق السياحية , حيث أن وجـود الـشخص في أي مكـان أو انتقـال مـن مكـان لأخـر نـوعـا مـن التفاعـل الاجتماعي بين الأفراد بعـضهم البعض، ويعد الفراغ والسياحة عنصران متلازمان يرتبطان بالطبيعة الإنسانية ونجدهما معاً أو كلا منهما على حدى في كل الثقافات على مدار تاريخ الإنسان.

التربية السياحية لها أثر بالغ الأهمية في نشر الخبرات والمعـارف عـن طـريـق التنشئة الاجتماعية ،ومن ثم التربية الرسمية ،ومن ثم معرفة مقوماتنا السياحية وكيفية استثمارها واستغلالها اقتصاديا بغية تحقيق التنمية السياحية ومن ثم التنمية الشاملة، مما ينعكس على أهمية تبصير الهيئات الرسمية والشعبية، بالنشاط السياحي ،وأهميته في دعم الاقتصاد الوطني، ومن ثم دور كل من هذه المؤسسات في دعم . صناعة السياحة ودفعها من خلال رفع وعي المواطن وتغيير اتجاهاته نحو البيئة والصحة والعمـل والتعليم.... الخ.