أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1106
التاريخ: 7-08-2015
1362
التاريخ: 3-08-2015
1128
التاريخ: 3-08-2015
1198
|
ذهبت الإمامية كافة إلى أن الأنبياء معصومون عن الصغائر والكبائر، ومنزهون عن المعاصي، قبل النبوة، وبعدها. على سبيل العمد، والنسيان، وعن كل رذيلة ومنقصة، وما يدل على الخسة والضعة.
وخالفت الأشاعرة في ذلك، وجوزوا عليهم المعاصي.. وبعضهم:
جوزوا الكفر عليهم، قبل النبوة، وبعدها، وجوزوا عليهم السهو والغلط (1) ونسبوا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى السهو في القرآن بما يوجب الكفر، وهذا ينكره علماء الشيعة فإنهم أجمعوا على أن الأنبياء معصومون لا يخطئون، ولا يعتريهم السهو والنسيان، وهم مجمعون على أنهم معصومون في الكبر والصغر، حتى في أمور الدنيا.
وقال الرازي في تفسيره الكبير ج 3 ص 7: واختلف الناس على ثلاثة أقوال: أحدها:
قول من ذهب إلى أنهم معصومون من وقت مولدهم، وهو قول الرافضة. وثانيها: قول من ذهب إلى عصمتهم وقت بلوغهم، ولم يجوزوا منهم ارتكاب الكفر والكبيرة قبل النبوة، وهو قول كثير من المعتزلة. وثالثها: قول من ذهب إلى أن ذلك (يعني ارتكاب الكفر والكبيرة) لا يجوز وقت النبوة. أما قبلها فجائز، وهو قول أكثر أصحابنا، وقول أبي الهذيل العلاف، وأبي علي من المعتزلة.
وقال في الجزء 18 ص 9 من تفسيره: وعندنا العصمة إنما تعتبر في وقت النبوة لا قبلها.
وأشار ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 2 ص 162 إلى ما قاله الفخر الرازي.
فقالوا: إنه صلى يوما، وقرأ في سورة (النجم) عند قوله تعالى:
{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19، 20]: " تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى " (2). وهذا اعتراف منه " صلى الله عليه وآله " بأن تلك الأصنام ترتجى الشفاعة منها، نعوذ بالله من هذه المقالة، التي نسب النبي " صلى الله عليه وآله " إليها. وهي توجب الشرك، فما عذرهم عند رسول الله " صلى الله عليه وآله "، وقد قتل جماعة كثيرة من أهله وأقاربه على عبادة الأصنام؟ " ولم تأخذه في الله لومة لائم " (3)، وينسب إليه هذا القول الموجب للكفر والشرك، وهو مقام إرشاد العالم؟ وهل هذا إلا أبلغ أنواع الضلالة؟! وكيف يجامع هذا قوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، وهل أبلغ من هذه الحجة، وهي أن يقول العبد: إنك أرسلت رسولا يدعو إلى الشرك والكفر، وتعظيم الأصنام وعبادتها؟ ولا ريب أن القائلين بهذه المقالة صدق عليهم قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91].
ورووا عنه " صلى الله عليه وآله ": أنه صلى الظهر ركعتين، فقال له ذو اليد: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال: أصدق ذو اليد؟ فقال الناس: نعم، فقام رسول الله " صلى الله عليه وآله " فصلى اثنتين أخريين، ثم سلم (الحديث) (4).
ورووا في " الصحيحين ": أنه " صلى الله عليه وآله " صلى بالناس صلاة العصر ركعتين، ودخل حجرته، ثم خرج لبعض حوائجه، فذكره بعض فأتمها (5)!.
وأي نسبة أنقص من هذا، وأبلغ في الدناءة؟ فإنها تدل على إعراض النبي عن عبادة ربه، وإهمالها، والاشتغال عنها بغيرها، والتكلم في الصلاة، وعدم تدارك السهو من نفسه لو كان، نعوذ بالله من هذه الآراء الفاسدة. ونسبوا إلى النبي " صلى الله عليه وآله " كثيرا من النقص: روى الحميدي في " الجمع بين الصحيحين ": (عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي " ص "، وكانت لي صواحب يلعبن معي، وكان رسول الله " ص " إذا دخل تقبعن منه، فيشير إليهن فيلعبن معي) (6).
وحديث الحميدي أيضا: (كنت ألعب بالبنات في بيته، وهن اللعب) (7).
مع أنهم رووا في صحاح الأحاديث: أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور مجسمة، أو تماثيل (8)، وتواتر النقل عنه، بإنكار عمل الصور والتماثيل (9)، فكيف يجوز لهم نسبة هذا إلى النبي " صلى الله عليه واله "، وإلى زوجته من عمل الصور في بيته، الذي أسس للعبادة (10)، وهو محل هبوط الملائكة، والروح الأمين في كل وقت؟! (11).
ولما رأى النبي " صلى الله عليه وآله " الصور في الكعبة لم يدخلها حتى محيت (12)، مع أن الكعبة بيت الله تعالى، فإذا امتنع من دخوله، مع شرفه، وعلو مرتبته، فكيف يتخذ في بيته، وهو أدون من الكعبة صورا، ويجعله محلا له.
وروى الحميدي في " الجمع بين الصحيحين ": قالت عائشة: (رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة، وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر) (13).
وروى الحميدي، عن عائشة قالت: (دخل علي رسول الله " ص "، وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي " ص "، فأقبل عليه رسول الله، وقال: دعها. فلما غفل، غمزتهما، فخرجنا) (14).
وكيف يجوز للنبي " صلى الله عليه وآله " الصبر على، هذا مع أنه نص على تحريم اللعب واللهو، والقرآن مملوء به (15). وبالخصوص مع زوجته، وهلا دخلته الحمية والغيرة مع أنه " صلى الله عليه وآله " أغير الناس؟؟ وكيف أنكر أبو بكر وعمر، ومنعهما؟ فهل كانا أفضل منه؟
وقد رووا عنه " صلى الله عليه وآله ": (أنه لما قدم المدينة من سفر، خرجت إليه نساء المدينة يلعبن بالدف فرحا بقدومه، وهو يرقص بأكمامه) (16).
وهل يصدر مثل هذا عن رئيس، أو من له أدنى وقار، نعوذ بالله من هذه السقطات.
مع أنه لو نسب أحدهم إلى مثل هذا قابله بالسب والشتم، وتبرأ منه، فكيف يجوز نسبة النبي " صلى الله عليه واله " إلى مثل هذه الأشياء التي يتبرأ منها..
وفي الصحيحين: أن ملك الموت، لما جاء لقبض روح موسى، لطمه موسى، ففقأ عينه (17).
فكيف يجوز لعاقل: أن ينسب موسى " عليه السلام " مع عظمته، وشرف منزلته، وطلب قربه من الله تعالى، والفوز بمجاورة عالم القدس إلى هذه الكراهة؟ وكيف يجوز منه: أن يوقع بملك الموت ذلك، وهو مأمور من قبل الله تعالى؟!
وفي الجمع بين الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في صفة الخلق يوم القيامة: وإنهم يأتون آدم ويسألونه الشفاعة، فيعتذر إليهم، فيأتون نوحا فيعتذر إليهم، فيأتون إبراهيم، فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله، اشفع لنا إلى ربك، أما ترى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولم يغضب بعده مثله، وإني قد كذبت ثلاث كذبات، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري!.. (18).
وفي الجمع بين الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " لم يكذب إبراهيم النبي إلا ثلاث كذبات " (19).
كيف يحل لهؤلاء نسبة الكذب إلى الأنبياء؟ وكيف الوثوق بشريعتهم، مع الاعتراف بتعمد كذبهم؟
وفي الجمع بين الصحيحين: (أن النبي صلى الله عليه وآله قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم، {َإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] ، ويرحم الله لوطا " لقد كان يأوي إلى ركن شديد " (20)، (ولو لبثت في السجن طول لبث يوسف، لأجبت الداعي) (21)!.
كيف يجوز لهؤلاء الاجتراء على النبي بالشك في العقيدة؟.
وفي الصحيحين قال: (بينما الحبشة يلعبون عند النبي صلى الله عليه وآله بحرابهم دخل عمر، فأهوى إلى الحصباء، فحصبهم بها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: دعهم يا عمر) (22).
وروى الغزالي في " إحياء علوم الدين ": (أن النبي صلى الله عليه وآله كان جالسا، وعنده جوار يغنين ويلعبن، فجاء عمر، فاستأذن، فقال النبي للجواري:
أسكتن، فسكتن، فدخل عمر، وقضى حاجته، ثم خرج، فقال لهن عدن، فعدن إلى الغناء. فقلن: يا رسول الله، من هذا الذي كلما دخل قلت اسكتن، وكلما خرج قلت: عدن إلى الغناء؟ قال هذا رجل لا يؤثر سماع (23) الباطل). كيف يحل لهؤلاء القوم رواية مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله؟
أيرى عمر أشرف من النبي صلى الله عليه وآله؟ حيث لا يؤثر سماع الباطل والنبي يؤثره؟.
وفي الجمع بين الصحيحين: عن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة، وعدلت الصفوف قياما، قبل أن يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله، فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما قام في مصلاه، ذكر أنه جنب، فقال لنا:
مكانكم. فلبثنا على هيئتنا قياما، فاغتسل، ثم خرج إلينا، ورأسه يقطر، فكبر، وصلينا (24).
فلينظر العاقل: هل يحسن منه وصف أدنى الناس بأنه يحضر الصلاة ويقوم في الصف وهو جنب؟ وهل هذا إلا من التقصير في عبادة ربه؟، وعدم المسارعة إليها؟، وقد قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } [آل عمران: 133] ، {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148] ، فأي مكلف أجدر بقبول هذا الأمر من النبي صلى الله عليه وآله؟؟.
وفي الجمع بين الصحيحين، عن أبي هريرة، قال: صلى النبي صلى الله عليه وآله إحدى صلاتي العشى، قال: وأكثر ظني العصر ركعتين، ثم سلم، ثم قال إلى خشبة في مقام المسجد، فوضع يده عليها، وفيهم أبو بكر وعمر. فهاباه أن يكلماه، وخرج سرعان الناس، فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ورجل يدعوه النبي صلى الله عليه وآله ذو اليدين، فقال: لم أنس ولم أقصر، قال: بل قد نسيت، فصلى ركعتين ثم سلم (25).
فلينظر العاقل: هل يجوز نسبة هذا الفعل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟
وكيف يجوز منه أن يقول: ما نسيت؟ فإن هذا سهو في سهو، ومن يعلم أن أبا بكر وعمر حفظا ما نسي رسول الله صلى الله عليه وآله، مع أنهما لم يذكرا ذلك للنبي صلى الله عليه وآله؟.
وفي الصحيحين، عن عبد الله بن عمر، أنه كان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنه دعا زيد بن عمرو بن نفيل، وذلك قبل أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وآله سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال: إني لا آكل ما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه " (26).
فلينظر العاقل: هل يجوز له أن ينسب نبيه إلى عبادة الأصنام، والذبح على الأنصاب، ويأكل منه؟ وإن زيد بن عمرو بن نفيل كان أعرف بالله منه، وأتم حفظا ورعاية لجانب الله تعالى؟ نعوذ بالله من هذه الاعتقادات الفاسدة.
وفي الصحيحين، عن حذيفة بن اليمان، قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وآله، فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما، فتنحيت، فقال: ادنه، فدنوت حتى قمت عند عقبيه، فتوضأ، فمسح على خفيه) (27).
فكيف يجوز: أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله البول قائما؟ مع أن أرذل الناس لو نسب هذا إليه تبرأ منه؟!.
ثم المسح على الخفين، والله تعالى يقول: {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6](28) ، فانظروا إلى هؤلاء القوم: كيف يجوزون الخطأ والغلط على الأنبياء، وأن النبي يجوز أن يسرق درهما، ويكذب في أخس الأشياء، وأحقرها (29)؟.
وقد لزمهم من ذلك محالات:
منها: جواز الطعن على الشرائع، وعدم الوثوق بها، فإن المبلغ إذا جوزوا عليه الكذب، وسائر المعاصي جاز أن يكذب عمدا، أو نسيانا، أو يترك شيئا مما أوحي إليه، أو يأمر من عنده، فكيف يبقى اعتماد على أقواله؟.
ومنها: أنه إذا فعل المعصية، فإما أن يجب علينا اتباعه فيها، فيكون قد وجب علينا فعل ما وجب تركه، واجتمع الضدان، وإن لم يجب انتفت فائدة البعثة.
ومنها: أنه لو جاز أن يعصى لوجب إيذاؤه، والتبري منه، لأنه من باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لكن الله تعالى قد نص على تحريم إيذاء النبي صلى الله عليه وآله، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [الأحزاب: 57].
ومنها: سقوط محله ورتبته عند العوام، فلا ينقادون إلى طاعته، فتنتفي فائدة البعثة.
ومنها: أنه يلزم أن يكونوا أدون حالا من آحاد الأمة، لأن درجات الأنبياء في غاية الشرف. وكل من كان كذلك، كان صدور الذنب عنه أفحش، كما قال تعالى: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } [الأحزاب: 30] ، والمحصن يرجم، وغيره يحد، وحد العبد نصف حد الحر.
والأصل فيه: أن علمهم بالله تعالى أكثر وأتم، وهم مهبط وحيه، ومنازل ملائكته..
ومن المعلوم أن كمال العلم يستلزم كثرة معرفته، والخضوع والخشوع، فينا في صدور الذنب، لكن الاجماع دل على أن النبي صلى الله عليه وآله لا يجوز أن يكون أقل حالا من آحاد الأمة.
ومنها: أنه يلزم أن يكون مردود الشهادة، لقوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات: 6] ، فكيف تقبل شهادته في الوحي ويلزم أن يكون أدنى حالا من عدول الأمة، وهو باطل بالإجماع.
ومنها: أنه لو صدر عنه الذنب، لوجب الاقتداء به، لقوله تعالى:
{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59] ، { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب: 21] ، {فَاتَّبِعُونِي} [آل عمران: 31] ، [طه: 90] ، والتالي باطل بالإجماع، وإلا اجتمع الوجوب والحرمة.
____________
(1) قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة / ج 2 ص 162 ما خلاصته: قال قوم من الخوارج وابن فورك من الأشعرية: إنه يجوز بعثة من كان كافرا. وقال برغوث المتكلم، من النجارية: لم يكن الرسول قبل البعثة مؤمنا بالله. وقال السدي: إنه كان على دين قومه (وهو الشرك) أربعين سنة. وقال بعض الكرامية: إن إبراهيم " عليه السلام " قال: أسلمت، ولم يكن قبل ذلك مسلما.
وقال ابن حزم، في كتابه الفصل في الملل والأهواء ج 4 ص 1: فذهب طائفة إلى أن رسل الله يعصون الله في جميع الكبائر والصغائر، حاشا الكذب في التبليغ فقط، وهو قول الكرامية من المرجئة، وقول أبي الطيب الباقلاني، من الأشعرية، ومن اتبعه.. وهو قول اليهود والنصارى.. (إلى أن قال): وأما هذا الباقلاني، فإنا رأينا في كتاب صاحبه أبي جعفر السمناني، قاضي الموصل: أنه كان يقول: إن كل ذنب دق أو جل، فإنه جائز على الرسل حاشا الكذب في التبليغ فقط. وقال: وجائز عليهم أن يكفروا.
وقال: وإذا نهى النبي عن شئ، ثم فعله فليس دليلا على أن ذلك النهي قد نسخ، لأنه قد يفعله عاصيا لله تعالى. وقال: وليس لأصحابه أن ينكروا عليه، وجوز أن يكون في أمة محمد من هو أفضل من محمد " ص " مذ بعث، إلى أن مات. إنتهى كلام ابن حزم!!!!
وقال الغزالي، في بحث أفعال الرسول من كتابه الموسوم ب (المنخول في الأصول):
والمختار ما ذكره القاضي (يعني الباقلاني): وهو أنه لا يجب عقلا عصمتهم، إذ لا يستبان استحالة وقوعه (أي العصيان) بضرورة العقل ولا بنظره، وليس هو مناقضا لمدلول المعجزة، فإن مدلوله صدق اللهجة فيما يخبر عن الله تعالى، لا عمدا ولا سهوا، ومعنى التنفير باطل، فإنا نجوز أن ينبئ الله كافرا ويؤيده بالمعجزة. واختاره فرقة الأزارقة من الخوارج (وليراجع الملل والنحل ج 1 ص 122).
ونقل أبو رية في كتابه: أضواء على السنة المحمدية ص 42 عن كتاب: نهاية المبتدئين لابن حمدان: إنهم معصومون فيما يؤدونه عن الله تعالى، وليسوا بمعصومين في غير ذلك، من الخطأ، والنسيان، والصغائر، وقال ابن عقيل في الارشاد: إنهم لم يعتصموا في الأفعال، بل في نفس الأداء، ولا يجوز عليهم الكذب في الأقوال فيما يؤدونه عن الله تعالى.
(2) رواه في (مجمع الزوائد ج 7 ص 115 ط مصر)، ورواه السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) ج 4 ص 368 بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد، من طريق السدي، عن صالح.
وأخرجه البزار، والطبراني، وابن مردويه، والضياء في المختارة، بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وأخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، بسند صحيح، عن سعيد بن جبير.
وأخرجه ابن جرير، وابن مردويه، من طريق العوفي، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن مردويه، من طريق الكلبي، عن ابن صالح. ومن طريق أبي بكر الهذلي، وأيوب، عن عكرمة. ومن طريق سليمان التيمي، عمن حدثه، كلهم عن ابن عباس.
وأخرجه عبد بن حميد، وابن جرير، من طريق يونس، عن ابن شهاب عن أبي بكر ابن عبد الرحمان بن الحارث: أن رسول الله إلخ... مرسل صحيح الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم، من طريق موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.
وأخرجه البيهقي في الدلائل، عن موسى بن عقبة، ولم يذكر ابن شهاب.
وأخرجه الطبراني، عن عروة مثله.
وأخرجه سعيد بن منصور، وابن جرير، عن محمد بن كعب القرظي، ومحمد بن قيس.
وأخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم بسند صحيح، عن أبي العالية.
وأخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن أبي العالية، بتفاوت يسير مع الذي قبله.
وأخرجه ابن أبي حاتم، عن قتادة، وعن السدي.
وأخرجه عبد بن حميد، عن مجاهد، وعكرمة.
كانت تلك هي أسانيد هذا الحديث المجعول جمعها السيوطي في تفسيره وخلاصته: أن رسول الله " ص " لما قرأ: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19، 20] ألقى الشيطان على لسانه، وفي بعضها فألقى في أمنيته (تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى)، فقال المشركون:
ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد، وسجدوا، ثم جاءه جبرئيل بعد ذلك فقال:
اعرض علي ما جئتك به، فلما بلغ: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى، قال جبرئيل:
لم آتك بهذا، هذا من الشيطان، فأنزل الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [الحج: 52] وزيد في بعضها ما خلاصته: قال المشركون يذكر آلهتنا بالشتم والشر، وإن ذكرها بالخير نذكر إلهه بالخير، وأقررناه وأصحابه، فتكلم الرسول بها، فانتشر قوله " ص " (تلك الغرانيق..)، وقالوا: إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه.
أقول: صفوة القول في عصمة الأنبياء عند الأشاعرة، هو عدم وجوب عصمتهم قبل النبوة بالاتفاق عندهم. ويجوز عليهم ارتكاب الكفر وأنواع المعاصي، ويؤيد ذلك ما نسبوه إلى النبي " ص "، في فضل عمر بن الخطاب: (لو كان بعدي نبي، لكان عمر بن الخطاب) رواه في أسد الغابة ج 4 ص 64، ونور الأبصار ص 61، وتاريخ ابن عساكر ج 3 ص 287، وتاريخ الخلفاء ص 117، وقال: أخرجه الترمذي، والحاكم، وصححه عن عقبة بن عامر، وأخرجه الطبراني عن أبي سعيد الخدري، وعصمة بن مالك، وأخرجه ابن عساكر عن ابن عمر... مع أنه قد تواتر في كتب التاريخ والحديث: أن عمر أسلم في السنة السادسة بعد البعثة، أو بعد ذلك، وله على الأقل سبع وعشرون سنة.
وأما بعد النبوة، فأكثرهم على عدم وجوبها أيضا، كما صرح به الغزالي وغيره كما تقدم، واعتمد حفاظهم في تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} [الأنبياء: 25] ، على أمثال هذه الروايات المختلفة. فراجع الدر المنثور للسيوطي ج 4 ص 364 وقال الآخرون من أهل السنة بوجوب العصمة بعد النبوة من الكبائر والصغائر عمدا. وأما سهوا، فإن كان من الكبائر فبينهم خلاف، وإن كان من الصغائر، فقد قال القاضي ابن روزبهان : هو جائز اتفاقا، بين أكثر أصحابنا، وقال : وأما الصغائر عمدا فجوزها الجمهور...
وأما عند الإمامية : فيجب في النبي أن يكون طاهر الولادة، طيب النسل لم يشرك أحد من آبائه من آدم إلى الخاتم، كما تقدم عن علي " عليه السلام " في خطبته رقم (94) في نهج البلاغة:
" فاستودعهم في أفضل مستودع، وأقرهم في خير مستقر، تناسختهم كرائم الأصلاب، إلى مطهرات الأرحام " إنتهى، ويقولون: إن الأنبياء معصومون من وقت مولدهم، وصرح بذلك غيره من أئمة أهل البيت المعصومين " ع "، فراجع الكتب المعتبرة عند الإمامية ومن الأدلة التي أقامها الفخر على العصمة بعد النبوة الآية (124) من سورة البقرة: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } [البقرة: 124] حيث قال: والمراد: إما عهد النبوة، أو عهد الإمامة، فإن كان المراد عهد الإمامة وجب أن لا تثبت الإمامة للظالمين، وإذا لم تثبت الإمامة للظالمين، وجب أن لا تثبت النبوة للظالمين، لأن كل نبي لا بد وأن يكون إماما يؤتم به، والآية على جميع التقديرات تدل على أن النبي لا يكون مذنبا..
أقول: لا يخفى على من أمعن النظر في الآية الكريمة: أنها تنفي نيل الظالمين العهد المذكور فيها بعنوان القضية الحقيقية، ولم يلحظ فيها زمان دون زمان، فالآية الكريمة صريحة في نفي العهد عمن ارتكب الظلم في آن من آنات عمره. قال السيد سابق: في " العقائد الإسلامية " ص 183: إن رسل الله يدركون بحسهم الذي تميزوا به على غيرهم من البشر: أنهم دائما في حضرة القدس، وأنهم يبصرون الله في كل شئ، فيرون مظاهر جماله وجلاله، ودلائل قدرته وعظمته، وآثار حكمته ورحمته (إلى أن قال) فتمتلئ قلوبهم إجلالا لله، ووقارا له، فلا يبقى فيها مكان لشيطان، ولا موضع لهوى، ولا جنوح لشهوة، ولا إرادة لشيء سوى إرادة الله.
وقال عفيف عبد الفتاح طباره في كتابه: " مع الأنبياء في القرآن الكريم " ص 19: فالله سبحانه تولى تأديبهم وتربيتهم، وعصمهم عن الوقوع في الذنوب والمعاصي، فلم تكن حياتهم لأنفسهم، بل كانوا مثلا يهتدى بهديهم، ويسار على نهجهم، ثم غدت سننهم، وذكراهم من بعد وفاتهم، مصابيح تضئ للإنسانية ظلمة الحياة، وتوضح لها طرق الرشاد، فهم الهداة الذين أمرنا الله بالاقتداء بهم.
وأما قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] الكلام في هذه الآية ووضوح تفسيرها يستدعي البحث في معنى الرسول، والنبي، والمرسل، أن الرسول صفة مشبهة لازم هو من يتلقى العلوم من الله بواسطة الملك بحيث يراه ويشاهده ويكلمه مشافهة ويقرء عليه أو يلقى إليه كلام الله تعالى فيسمى ذلك رسالة والإنسان الواجد لهذا الأمر رسولا والغاية في إطلاق الرسول عليه هي أخذه لرسالة الله بواسطة رسل السماء فقد أدوا إليه رسالة ربهم فصار رسولا أي ذا رسالة.
وإن كان التلقي وإفاضة العلم من الله تعالى بغير الطريق المذكور فهو يسمى نبوة سواء كان ذلك الطريق الآخر هو الالهام الصريح والحضور مثل ما أوحي لنبينا ليلة المعراج، وما أوحي إلى موسى في طور سيناء، أو سماع صوت في النوم أو اليقضة أو بالقذف في قلبه (النبي صفة مشبهة لازم كشريف) قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51].
وأشار لما استظهرناه فخر الدين الرازي في تفسيره ج 27 ص 176 بقوله: ويشهد على ذلك أن لفظ النبي والرسول صفتان مشبهتان أخذ من الفعل اللازم، والمرسل من باب الأفعال متعد غير لازم فليس الرسول بمعنى المرسل والرسل بمعنى المرسلين إلى الناس.
وأيضا يشهد لما استظهرناه في معنى الرسول والنبي وقوعهما مفعولا لأرسل وبعث في آيات كثيرة من القرآن العزيز فراجعها، فتلخص مما ذكرنا أن الرسول والنبي صفتان لشخص النبي والرسول من حيث أخذ الوحي وكيفيته، وأما كونه مرسلا ومبعوثا فهو مرتبة متأخرة عن ذلك وهي مرحلة التبليغ والبشارة والانذار قال تعالى حكاية عن عيسى بن مريم: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم: 30] إن عيسى (ع) حين تكلم في المهد كان نبيا وحجة الله على خلقه ولم يكن مرسلا فلا مناص من التفكيك بين المقامين: مقام النبوة والرسول ومقام الارسال والبعث.
فإذا لاحظنا هذا التفكيك بين المقامين يظهر لنا أن متعلق الأمنية في كلامه تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] إنما هو فعل أرسل لا الرسول ولا النبي في الآية الكريمة ومرحلة الارسال هو إصلاح الناس بالأبشار والانذار في شؤون حياتهم الدينية والاجتماعية، وما من نبي ولا رسول إلا يتمنى فلاح قومه ورجوعهم عن غيهم وضلالهم.
وإلقاء الشيطان في أمنيته، هو بأن يوسوس في قلوب المخاطبين فيحرك الجبابرة وأعوانهم على عداوته فينسخ الله ما يلقي الشيطان من قلوب المؤمنين فلا تقبله، ولا تصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاحدين كما قال تعالى:
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42] ، {ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الحج: 52 - 54] بأن يحمي أولياءه من الضلال والعدوان: ومتابعة الكفر والطغيان الذين لم يرض أن يجعلهم كالأنعام حتى قال لمن تبع أهل الكفر والعناد { أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].
وأيضا: أن آية التمني هي آية 52 من سورة الحج التي هي مدنية بالاتفاق إلى أنها نزلت بعد الحجر بعدة سنين، وجعل قضية الغرانيق التي زوروها كانت بعد البعثة بخمس سنين وينطبق قبل الهجرة لا بعدها.
فائدة: إن الأنبياء يأخذون الوحي ويحفظونه ويميزون كلام الله من غيره بالقدرة المفاضة من الله العزيز الحكيم مما هو حقيق بمنصبهم الإلهي كما قال الله تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى: 52] فعير فيها عن هذه القدرة المفاضة من عنده تعالى بالروح وسماها أئمة أهل البيت (ع) في الأحاديث الواردة في تفسيرها وموارد أخرى ب (الروح القدس) فبهذا الروح يسددهم ويوفقهم بالخيرات ويبعدهم عما يوجب الطعن في الروح الإنسانية من ارتكاب القبايح والمعاصي عمدا أو سهوا أو خطأ وعن كلما يوجب نقصا في الروح الانساني مع القرآن الكريم.
وقد عقد البخاري في صحيحه ج 4 ص 231 بابا بهذا العنوان: (كان النبي صلى الله عليه وآله تنام عينه ولا ينام قلبه وروى فيه النبي صلى الله عليه وآله تنام عينه ولا ينام قلبه وكذلك سائر الأنبياء (ع) تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم وروى أحمد بن حنبل في مسنده في موارد منها ج 1 ص 220 والله الهادي.
(3) هذا اقتباس من قوله تعالى: " يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم " المائدة: 54.
(4) ويقرب منه: ما رواه الترمذي، في الجامع الصحيح ج 1 ص 247 رقم 397 ومسلم في الصحيح ج 1 ص 216 باب السهو في الصلاة والسجود له، والبخاري في الصحيح ج 2 ص 82 باب من لم يتشهد في سجدتي السهو، وأبو داود في سننه ج 1 ص 366، وابن رشد في بداية المجتهد ج 1 ص 153، كلهم يروون ذلك عن أبي هريرة.
(5) هذا خلاصة ما رواه مسلم في الصحيح ج 1 ص 215 باب السهو في الصلاة والسجود له، والبخاري أيضا ج 1 ص 82 باب من يكبر في سجدتي السهو، عن أبي هريرة.
(6) صحيح البخاري ج 8 ص 37، كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس، وصحيح مسلم ج 2 ص 120، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة. وفي مصابيح البغوي ج 2 ص 27، في باب عشرة النساء، من كتاب النكاح، عن عائشة: (قالت: قدم رسول الله " ص " من غزوة تبوك، أو حنين، وفي بهوتها ستر، فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة تلعب بها، فقال: ما هذه يا عائشة؟ قالت: بناتي. ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: وما هذا الذي وسطهن؟ قالت: فرس، قال:
وما هذا الذي عليه؟ قالت جناحان، قال: الفرس يكون له جناحان؟ قالت: أما سمعت، أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ قالت: فضحك، حتى رأيت نواجذه. (والبنات كما في أقرب الموارد والقاموس: التماثيل الصغار).
(7) صحيح مسلم ج 2 ص 120 كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، والجمع بين الصحيحين.
(8) صحيح البخاري ج 7 ص 216 باب من كره القعود على الصورة وباب لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة. و ص 217 باب من لم يدخل بيتا فيه صورة، والجامع الصحيح للترمذي ج 4 ص 200، باب ما جاء أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة أو كلب، وصحيح مسلم ج 2 ص 329، باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة.
(9) صحيح مسلم ج 2 ص 331 و 332 و 333 و 334، وصحيح البخاري ج 7 ص 215 باب عذاب المصورين يوم القيامة وباب نقض الصور، وباب ما وطي من التصاوير ص 216 باب من كره القعود على الصورة، وباب كراهية الصلاة في التصاوير ص 217، باب من لم يدخل بيتا فيه صورة، وباب من لعن المصورين، وباب من صور صورة.
(10) قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور: 36]. قال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 50 وأخرج ابن مردويه، عن أنس بن مالك، وبريدة، قال: قرأ رسول الله هذه الآية، فقام إليه رجل، فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال: بيوت الأنبياء. (الحديث).
(11) قال رسول الله " ص ": " نحن أهل بيت طهرهم الله، من شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم ". رواه السيوطي في تفسيره ج 5 ص 199 ولا ريب في أن بيته الكريم كان محل الوحي، ومهبط أمين وحي رب العالمين.
(12) السيرة الحلبية ج 3 ص 86 و 87، في هامشها سيرة زيني دحلان ج 2 ص 286.
(13) رواه ابن الأثير، في جامع الأصول ج 11 ص 322، عن البخاري، ومسلم، والنسائي والغزالي في إحياء العلوم ج 2 ص 277 وفي ذيله الزين العراقي في كتابه: المغني في تخريج ما في الأحياء من الأخبار وقال: فرواه مسلم من حديث أبي هريرة، دون قوله:
" أمنا يا بني أرفدة " بل قال: " دعهم يا عمر "، زاد النسائي: " فإنما هم بنو أرفدة "، ولهما من حديث عائشة: " دونكم يا بني أرفدة ".
(14) رواه مسلم في الصحيح ج 1 ص 345، كتاب صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه، والبخاري في الصحيح ج 2 ص 19، كتاب العيدين، باب اللعب في العيدين والتجمل فيه.
(15) أخرج سعيد بن منصور، وأحمد، والترمذي، وابن ماجة، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي، عن أبي أمامة، عن رسول الله " ص "،: قال لا تبيعوا القينات، ولا تشتروهن، ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام. في مثل هذا أنزلت هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان: 6] ورواه السيوطي في تفسيره ج 5 ص 159، والطبري ج 21 ص 39، وتفسير ابن كثير ج 3 ص 39، وتفسير الآلوسي ج 21 ص 68 وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن مردويه، من طريق عائشة، مرفوعا: إن الله تعالى حرم القينة، وبيعها، وثمنها، وتعليمها، والاستماع إليها، ثم قرأ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ...} [لقمان: 6] راجع:
الدر المنثور ج 5 ص 159 وتفسير الشوكاني ج 4 ص 228، وتفسير الآلوسي ج 21 ص 68 وقد جاء في السنة الشريفة، عن الرسول " ص ": ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله تعالى إليه شيطانين، يجلسان على منكبيه، يضربان بأعقابها على صدره حتى يمسك " راجع الكشاف ج 2 ص 411، والدر المنثور ج 5 ص 159، وتفسير الآلوسي ج 21 ص 68.
وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } [الأنعام: 70].
وقال تعالى: { الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [الأعراف: 51].
(16) وقريب منه ما رواه عن بريد: خرج رسول الله " صلى الله عليه وآله " في بعض مغازيه، فلما انصرف، جاءت جارية سوداء، فقالت: يا رسول الله، إني نذرت: إن ردك الله سالما: أن أضرب بين يديك بالدف، وأتغنى؟ فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله ": إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا. فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر، وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر، فألقت الدف تحت استها، ثم قعدت عليها، فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله ": إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالسا، وهي تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، نم دخلت أنت يا عمر، فألقت الدف. رواه الترمذي في الجامع ج 5 ص 384، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريد، وفي هذا الباب عن عمر وعائشة، في أسد الغابة ج 4 ص 64، ومسند أحمد ج 5 ص 353 عن جابر قال: دخل أبو بكر على رسول الله " صلى الله عليه وآله "، وكان يضرب بالدف عنده، فقعد ولم يزجر، لما رأى من رسول الله " صلى الله عليه واله "، فجاء عمر، فلما سمع رسول الله صوته كف عن ذلك، فلما خرج قالت عائشة: يا رسول الله، كان حلالا فلما دخل عمر صار حراما؟ فقال " صلى الله عليه وآله ": يا عائشة: ليس كل الناس مرخى عليه (الغدير - ج 8 ص 64 ونوادر الأصول للترمذي ج 2 ص 138 وروى ابن الأثير في جامع الأصول ج 11 ص 322 ط مصر): عن أنس بن مالك، قال: لما قدم رسول الله " صلى الله عليه وآله " المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحا بذلك، لعبوا بحرابهم..
أقول: إذا أردنا أن نقذف بالحق على الباطل، فيدمغه، فإذا هو زاهق، فلا بد وأن نعرف سر اختلاف هذه الأحاديث، والداعي إلى افتعالها فهل الدافع لقولهم: (يجوز أن يبعث الله الكافر نبيا)، هو كون عدة من الخلفاء كانوا قبل الإسلام من عبدة الأصنام، على ما تواتر في التاريخ وأشرنا إليه في الحديث السابق: (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب)؟ أو غير ذلك؟.
وهل سر ذلك، والدافع إليه، وإلى نسبة السهو، وعدم العصمة إلى الأنبياء " عليهم السلام " هو كون الخلفاء غير مأمونين من الخطأ والسهو، وعدم علمهم بالمعارف الدينية، والأحكام الشرعية، كما صرح في الكتب المعتبرة، مع أنه أساس الخلافة عندهم؟ أو غير ذلك؟.
وهل سر جعل أحاديث اللعب بالبنات، وشهوده " صلى الله عليه واله " المعازف والراقصات، والاستماع لأهازيجهن، هو إثبات فضيلة للخليفة الأول، والثاني كما يظهر من عدة منها؟.
أو هو إظهار منزلة حليلته عائشة عنده، كما يظهر من أخرى. ثم لا يقنعه ذلك كله، حتى يطلع زوجته عليها، في ملأ من الناس: وهو يقول لها: " أما شبعت؟ أما شبعت؟ وهي تقول: لا، لأنظر منزلتي عنده. (راجع سنن الترمذي ج 5 ص 284 والتاج الجامع للأصول ج 3 ص 314، ومصابيح السنة ج 2 ص 196).
مع أن الغناء والملاهي من عمل الشيطان، ومما حرم في الشريعة المقدسة، بنص الكتاب والسنة أفمن العقل أن تعزى إليه " صلى الله عليه واله " تلك المسامحة المسقطة له عن محله إلى هوة الجهل؟ وينتهرها الخليفة الأول، ويدحضها الثاني فحسب، دون رسول الله " صلى الله عليه واله "؟ وما هذا الشيطان الذي لا يخاف من الرسول، ويفرق من عمر؟ وأي نبي هذا الذي يسمع الملاهي، وترقص بين يديه الرقاصة الأجنبية، وتضرب بالدف وتغني، أو ينظر هو وزوجته إلى تلك المواقف المخزية، ثم يقول: " لست من د د، ولا الدد مني، أو يقول: " لست من دد، ولا دد مني "، أو يقول: " لست من الباطل، ولا الباطل مني "؟ (أخرجه البخاري في الأدب، وابن عساكر، راجع كنز العمال ج 7 ص 323، وفيض القدير ج 5 ص 265 كما في الغدير ج 8 ص 74.
ألا تعجب من رسول، يلعب الحبشة في مسجده الشريف الذي هو من أشرف بقاع الدنيا، والذي أسس على التقوى من أول يوم، كما صرح به القرآن الكريم قال تعالى: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] ، ألا تعجب منه، يرى الحبشة يزفون ويرقصون، وهو وحليلته ينظران إليهم، وعمر ينهاهن، ويقول النبي " صلى الله عليه واله ": " دعهن يا عمر ". وقد قال ابن منظور في لسان العرب ج 19 ص 274: قد رخص عمر في غناء الأعراب.
أقول: هذه الرواية وغيرها مما ورد في سنن البيهقي ج 10 ص 224، وكنز العمال ج 7 ص 235 تكشف لنا سر جعل هذه الروايات، مضافا إلى ما ورد: من إحراز المعازف والغناء في أيام خلافة بني أمية مقاما عظيما عندهم كما صرح به أبو الفرج الإصبهاني في الأغاني ج 2 ص 20 و 211 و ج 4 ص 260 و ج 7 ص 387 و ج 8 ص 326
ثم.. أليس من شرط انعقاد النذر، كون متعلقه راجحا، ومما يبتغي به وجه الله، ليكون مقربا إليه تعالى زلفى، فيصح للناذر أن يقول: لله علي كذا. وقد قال رسول الله " صلى الله عليه وآله ":
" لا نذر إلا فيما يبتغى به وجه الله تعالى "، أخرجه أبو داود، وأحمد، كما في التاج الجامع للأصول ج 3 ص 83، وقال " صلى الله عليه وآله ": " ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه "، أخرجه ابن ماجة في سننه ج 1 ص 686
فأي رجحان في ضرب المرأة الأجنبية الدف بين يدي الرجل الأجنبي، وغنائها ورقصها أمامه؟ إلا أن يقال: إن تلك الجارية، أو مسجد النبي " صلى الله عليه واله " قد أباحا تلك المحظورات.. أو أنه الوضع والغلو في فضائل الشيخين وعائشة؟ والله الهادي.
(17) صحيح مسلم ج 4 ص 90، والبخاري ج 4 ص 191 والتاج الجامع للأصول ج 3 ص 296.
(18) صحيح مسلم ج 1 ص 84 و 85 و 86 والبخاري ج 4 ص 164 و 172
(19) صحيح البخاري ج 4 ص 171، ومسلم ج 4 ص 90.
(20) { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } [هود: 80]
(21) صحيح البخاري ج 4 ص 179 و 183، وصحيح مسلم ج 4 ص 89.
(22) التاج الجامع للأصول ج 1 ص 304، وصحيح البخاري ج 4 ص 46، وصحيح مسلم ج 1 ص 346.
(23) وقريب من رواية الغزالي، ما رواه أحمد في مسنده ج 3 ص 435 عن الأسود بن سريع، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله فقلت: يا رسول الله، إني قد حمدت ربي تبارك وتعالى، بمحامد ومدح، وإياك. قال: هات ما حمدت به ربك عز وجل. قال فجعلت: أنشده.
قال: ثم جاء رجل أدلم، فاستأذن. قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: بين بين. قال: فتكلم ساعة، ثم خرج. قال: فجعلت أنشده. قال: ثم جاء فاستأذن، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: بين بين. ففعل ذاك مرتين، أو ثلاثا. قال: قلت: يا رسول الله من هذا الذي استنصتني له؟ قال: عمر بن الخطاب، هذا رجل لا يحب الباطل.
(24) صحيح البخاري ج 1 ص 74 وصحيح مسلم ج 1 ص 227، وسنن أبي داود ج 1، في باب الجنب يصلي بالقوم وهو ناس.
(25) وفي البخاري ج 2 ص 82، وبتفاوت يسير في مسلم ج 1 ص 215.
(26) في البخاري ج 7 ص 118، باب ما ذبح على النصب والأصنام، والصريح منه، ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 189 عن نوفل بن هشام بن سعد بن زيد، عن أبيه، عن جده... ومر (زيد بن عمرو بن نفيل) بالنبي، ومعه أبو سفيان بن الحرث يأكلان، من سفرة لهما، فدعواه إلى الغذاء، فقال: يا بن أخي، إني لا آكل ما ذبح على النصب.
قال: فما رؤى النبي صلى الله عليه وآله من يومه ذاك يأكل مما ذبح على النصب، حتى بعث.
أقول: سر وضع حديث: أكل النبي صلى الله عليه وآله ما ذبح على النصب، ليس إلا ما هو مشهور عندهم من كون خلفائهم الثلاثة، وأبي سفيان، وأمثالهم من الآكلين مما ذبح على النصب في الجاهلية.
(27) في صحيح مسلم ج 1 ص 109، باب المسح على الخفين، رواه مع رواية أخرى، متحدة المفاد معها وبهذا الوصف روايتان في البخاري ج 1 ص 64 في باب البول عند صاحبه، وفي باب البول قائما وقاعدا، وفي تاج الأصول ج 1 ص 92.
وسر جعل أحاديث بول النبي صلى الله عليه وآله قائما، ليس إلا ابتداء بعض الصحابة بهذا العمل الرذل، كما يظهر من رواية البخاري: " فقام صلى الله عليه وآله كما يقوم أحدكم، فبال، فانتبذت منه... ".
وروى ابن ماجة في سننه ج 1 ص 112: وكان من شأن العرب البول قائما.
وروي عن ابن عمر، عن عمر، قال: رآني النبي صلى الله عليه وآله وأنا أبول قائما، فقال: يا عمر، لا تبل قائما، فما بلت قائما بعد.
وعنه أيضا، في سنن الترمذي ج 1 ص 10: قال عمر: ما بلت قائما مذ أسلمت.
ومن اعتذاره لبوله قائما قوله: " البول قائما أحفظ للدبر " راجع فتح الباري ج 1 ص 343، وإرشاد الساري ج 1 ص 277، و ج 4 ص 365، وقد صرح المحققون بتناظر الصحابة في حياة عائشة بهذه المسألة، فأنكرت هي ذلك أشد الانكار، وقالت: من حدثكم:
أن النبي صلى الله عليه وآله كان يبول قائما، فلا تصدقوه. ما كان يبول إلا قاعدا، راجع: سنن النسائي ج 1 ص 26، وابن ماجة ج 1 ص 112، والترمذي ج 1 ص 10، وقال ابن حجر في فتح الباري ج 1 ص 341: هذا الحديث صحيح السند.
(28) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6].
(29) تجد ما ذكره العلامة فيما ذهب إليه القوم، في الفصل لابن حزم ج 4 ص 1 إلى 44.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|