انطلاق أبولو

إن مثل مشروع بناء وانطلاق مركبة فضائية معينة إلى كوكب آخر من كواكب النظام الشمسي، يكلف ملايين مضاعفة من الدولارات. فدوران المركبات الفضائية بمدارات خارجية للأرض تمكن العلماء من معرفة الكثير من الأسرار التي طالما بحثوا عنها، ولاسيما المتعلقة بغزو الفضاء.

لقد طاف الانسان في الفضاء وقاد مركبته بنجاح. وأصبح لديه الكثير من الخبرات والمناورات الضرورية لأجل التحام مركبة فضائية بأخرى. وامتلاك الخبرة الرياضية والملاحية من اجل السفر إلى القمر من الأرض. وفعلا تحقق كل ذلك بنجاح. وبالرغم مما ذكر فليس من السهل وضع مركبة فضائية أو قمرا اصطناعيا مأهولاً في مدار معين. فلا بد من ظهور بعض الأخطاء عندما يراد تحقيق المهمة بنجاح. ولأجل ان يكون العمل مضبوطا ، يجب أن لا تخلو الحسابات من الخطأ، كذلك في محرك احتراق الصاروخ.

فصاروخ زحل 5 Satrun، هو الذي نقل مركبة رواد الفضاء التي وضعت رواد الفضاء في دوامة مدارية حول القمر. يعتبر زحل 5 صاروخ ذي ثلاث مراحل والذي وضع مركبة أبولو في مدارها حول القمر، وتخدم أبولو نفسها كمركبة أم للمركبة التي تهبط على سطح القمر، والتي تعرف تكنولوجيا بمركبة الرحلة القمرية Lunar Excursion Module ومختصرها (LEM)، إشارة إلى ما هو مألوف تدعى Bug أو البقة.

تبدأ الرحلة القمرية عندما ينطلق زحل 5 من محطته في كيب كندي. فالمرحلة الأولى المعززة ترفع الصاروخ ومعداته البشرية إلى ارتفاع 200,000 قدم، وعند ارتفاع 600,000 قدم. تبدأ المرحلة الثانية بالنفث، وبعد ذلك تشتعل المرحلة الثالثة التي تبدأ بوضع المركبة القمرية بمدار موضعي حول الأرض. فالمركبة تدور بمدار حول الأرض بسرعة هائلة، وتستلم إشارات الإرسال من الأرض، هذه الإشارات أو المعلومات تضع المركبة الفضائية في اتجاه نحو القمر، وبهذا السلوك تكون قد أتمت مرحلة كبيرة من انطلاق المركبة، بعد ذلك تقوم الوسائل والمعدات في المركبة بإشعال المرحلة الثالثة مرة ثانية لاستئناف الرحلة.

يؤدي نفث المرحلة الثالثة بأبولو إلى مسارها القمري، وعند انفصال أبولو فإن المكيف الذي يربطه مع الصاروخ ينفصل بعيداً. وبهذا فإن (LEM) تنفصل بكل راحة دافعة حملها بالمقارنة معها، وهي الآن جاهزة من أجل مناورة الإرساء على سطح القمر. فالمعدات الفضائية التي تقوم بمناورة هبوط أبولو هذه، هي مكونات المركبة الفضائية من عدت أو أجهزة الأوامر وما يقوم بأداء خدمتها. فهي تقوم بجعل أبولو قد حققت المرحلة الأولى للإرساء على القمر وعادت إلى المركبة الأم بنجاح. هذا ما يخص مرحلة المناورة البدائية للطيران الناجح.