شكل الأرض - الأرض كروية

كروية الأرض حقيقة نراها الآن من خلال الصور التي التقطتها مركبات الفضاء لكوكبنا، تلك الحقيقة كانت معروفة لدى علماء الاغريق القدامى، ومن بينهم فيثاغورس (541 ق. م) وتلامذة أرسطو(384 - 322 ق. م) ممن كانت لهم اجتهادات ظنية فيما يتعلق بتقدير محيط الأرض.

بيد أن أول محاولة جادة لقياس محيط هذه الكرة أتت من مصر عام 200 ق. م. على يد ايراتوستين أمين مكتبة الاسكندرية، مستخدماً في ذلك مبدأ فلكياً سليماً، فقد لاحظ هذا العالم أن أشعة الشمس التي تسقط على الأرض بمنطقة سين Syen (أسوان) على نهر النيل قرب مدار السرطان في ظهر يوم الانقلاب الصيفي تكون عمودية تماماً كما رآها في قاع بئر ذات جدران قائمة، وبمعنى آخر أن الشمس في ظهر ذلك اليوم تكون في نقطة السمت Zenith ، ومن ثم تكون أشعتها عمودية على سطح الأرض في تلك البقعة وقت الزوال.

بينما في مدينة الاسكندرية، وفي نفس اليوم تكون أشعة الشمس وقت الزوال مائلة عن الاتجاه العمودي بمقدار 7,12 ْ (شكل4)، أي ما يساوي 1/50 و من درجات الدائرة، أو بمعنى آخر أن المسافة بين المدينتين تعادل 1/5 محيط الأرض، وبقياس هذه المسافة التي وجدها ایراتوستين خمسة الافستيديا Stadia ، يكون محيط الكرة الأرضية حسب تقديره 46.250 كيلومتر، باعتبار وحدة القياس الاستيديا الاغريقية تساوي 158 مترا .

ولما كان محيط الكرة الأرضية في الواقع يقدر بنحو أربعين ألف كيلومتر، فإن تقدير ذلك العالم يعتبر غاية في الدقة بالنسبة لزمانه، وربما يعود الفرق أن وحدة القياس اليونانية القديمة ما زال أمر تقديرها تخمينياً، وربما كان الفرق أيضاً مرده اعتبار ايراتوستين أن موقع أسوان هو على مدار السرطان، في حين أنها لو كانت أسوان الحالية فإنها تقع إلى الشمال من مدار السرطان بحوالي 59.3 كيلومتر، أي يعادل 23 ْ.